حوار: محمد بغدادى
واحد من كبار الكُتاب فى الوطن العربى، قدم العديد من الأعمال الناجحة ما بين التليفزيون والسينما والمسرح، برع فى تقديم السيرة الذاتية لعدد من الشخصيات الفنية المهمة، إنه الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن التقينا به وأجرينا معه حواراً كشف خلاله العديد من التفاصيل على النحو التالى..
الدراما
فى البداية تحدث الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن عن الدراما الحالية، إذ وصفها بأنها فى حالة يرثى لها، نظرًا لفقر الأفكار وسطحية الموضوعات التى تقدم للجمهور، وإعادة طرح أعمال سبق وتم تقديمها منذ سنوات وتعلق بها الجمهور، فى محاولة من بعض الكُتاب الشباب لاستغلال نجاح هذه الأعمال القديمة، مؤكدًا أن ذلك يعد استسهالاً من بعض المؤلفين الذين لا يبحثون عن أفكار جديدة معاصرة للواقع والظروف التى نعيشها حاليًا، كما أشار إلى أن أغلب المنتجين يبحثون عن الأعمال التى تحقق لهم الأرباح المادية دون النظر إلى المحتوى ومضمون العمل الفنى.
وأضاف عبد الرحمن قائلا:هناك أعمال سينمائية أيضا قدمت فى الفترة الأخيرة دون المستوى، ومرت مرور الكرام ولم يلتفت لها الجمهور، ولكن العمل التليفزيونى يخاطب الأسرة المصرية بأكملها، مما يستوجب معه تقديم أعمال ذات قيمة وتحمل فى طياتها رسائل هادفة للمجتمع بمختلف شرائحه وفئاته العمرية.
ورش الكتابة
وأوضح عبد الرحمن أنه لا يفضل فكرة ورش الكتابة والتى باتت شائعة بين كتاب السيناريو وليست لها علاقة بالفن من قريب أبو بعيد، لذا لست مقتنعًا بالفكرة، حيث إن الكتابة فى حاجة إلى الخصوصية، ولا أرى كيف تتحقق هذه الخصوصية فى حالة اشتراك أكثر من كاتب فى عمل واحد، والكتابة ليست وظيفة، وعلى من يتصدى لها أن يكون متفرغاً لذلك.
يحيى الفخرانى
وذكر محفوظ عبد الرحمن أنه وسط هذه الأعمال التليفزيونية الركيكة، هناك نجم يقوم بتقديم مسلسل تليفزيونى كل عام فى غاية الجمال، وهو الفنان الكبير يحيى الفخرانى، الذى يطل على جمهوره فى كل ماراثون رمضانى بعمل عظيم يحمل رسائل مهمة ويخاطب من خلاله كافة شرائح المجتمع.
السيرة الذاتية
وتحدث محفوظ عبد الرحمن عن أعمال السيرة الذاتية التى قدمها، إذ قال إن المسلسل التاريخى أو المسلسل الذى يروى سيرة ذاتية لابد أن تكون حياة بطل العمل مليئة بالأسرار والمواقف الهامة ، ضاربًا مثالاً بمسلسل «أم كلثوم»، مشيرًا إلى أنه كانت هناك مراحل هامة فى حياة كوكب الشرق أم كلثوم، حيث إن بعض الجمهور يعتقد أن حياة الفنان قد تكون خالية من المتاعب فى بداية المشوار الفنى، وذلك على خلاف الحقيقة، كما أشار إلى فيلم "حليم" الذى قدم من خلاله السيرة الذاتية للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقام بتجسيد شخصيته النجم الراحل أحمد زكى يتميز بهذا الأمر نفسه.
أحمد زكى
وقال الكاتب محفوظ عبد الرحمن إنه يتمنى أن يقدم عملاً فنيًا عن حياة النجم الراحل أحمد زكى، مؤكدًا على حبه الشديد للفنان الموهوب على المستويين الفنى والإنسانى، حيث كانت تربطهما علاقة صداقة قوية، منذ عرض مسرحية مدرسة المشاغبين، وأنه يعلم الكثير عن حياة أحمد زكى، ورغم أن الفنان الراحل طلب أكثر من مرة أن أكتب له عملاً فنياً إلا أنني رفضت ذلك، إلى أن تحقق له هذا من خلال فيلم «ناصر 56» ولم يتدخل فى تعديل سيناريو الفيلم مطلقًا.
سيد مكاوى
كما قال محفوظ عبد الرحمن إنه يحلم بتقديم السيرة الذاتية للمطرب والملحن المصرى الراحل سيد مكاوى، من خلال مسلسل تليفزيونى مكون من 15 حلقة، بالإضافة إلى رغبته فى تقديم شخصية القائد الفرنسى نابليون بونابرت، الإمبراطور المثير للجدل الذى حكم فرنسا وتوسع فيما حولها محاولاً السيطرة على أوروبا وروسيا، بالإضافة إلى حملته على مصر وأثرها التاريخى.
حسنى صالح
وعن العمل الجديد الذى يجمعه بالمخرج حسنى صالح، قال محفوظ عبد الرحمن نستعد لمسلسل تليفزيونى جديد من نوعية الأعمال التاريخية، نروى من خلاله السيرة الذاتية لسيدة أرفض الإفصاح عن أية تفاصيل تتعلق بشخصيتها لحين الانتهاء من عملية التحضير للمسلسل، لأنني دائما مع كل حديث عن استعدادى لتقديم عمل فنى عن حياة شخص ما أفاجأ بآخرين يتحدثون عن رغبتهم هم أيضاً فى تقديم عمل عن نفس الشخص، ولذلك قررت أن أتكتم عن أي عمل جديد، حرصًا منى على عدم السطو علي الأفكار.
مضيفاً أن المخرج حسنى صالح يعد أيضا من المخرجين الجدد الذى أثبت جدراته فى قت قصير وأصبح واحدًا من أهم نجوم الدراما التليفزيونية فى الوقت الحالى، بعدما قدم عدداً من المسلسلات الصعيدية مع كبار النجوم.
سميرة عبد العزيز
وعن زوجته الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز ومشاركتها فى العديد من الأعمال التليفزيونية فى الفترة الأخيرة، وأهم الأدوار التى قدمتها من وجهة نظره، قال: زوجتى قدمت أدواراً جيدة بشكل احترافى فى التمثيل، وبرعت فى تجسيد المرأة الصعيدية، إلا أننى أفضل أعمالها القديمة، على سبيل المثال دورها فى مسلسل" أم كلثوم"، ودائمًا ما تستشيرني فى الأدوار التى تعرض عليها، ويبقى القرار لها فى النهاية، وهذا لا يمنع أنها فى بعض الأوقات تكون نادمة لموافقتها على المشاركة فى عمل سبق وأبدىت لها رأىى- عدم موافقته عليه - لأنه لا يتناسب معها، متمنيًا لها كل التوفيق فى مشاريعها الفنية الجديدة.
حلم
وقال الكاتب محفوظ عبد الرحمن إنه على المستوى الفنى يحلم أن يعود الفن المصرى لسابق عهده، حيث إن الفن هو مرآة المجتمع، والمواطن قد لا يتذكر سعد زغلول ولكنه من المستحيل أن ينسى نجيب الريحانى وغيره من نجوم الزمن الجميل، كما أحلم بتقديم مسرحية من فصل واحد، وعلى المستوى الإنسانى أتمنى كل التوفيق لأسرتى الكريمة.
تكريم
وعن التكريمات التى حصل عليها الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن، قال إنه حصد جوائز عديدة من مختلف البلدان العربية، كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1972 وجائزة أفضل مؤلف مسرحى عام 1983 من الثقافة الجماهيرية، والجائزة الذهبية من مهرجان الإذاعة والتليفزيون عن مسلسل "أم كلثوم"، وغيرها من الجوائز التى حصدها منذ بداية مشواره الفنى، لكنه يري أنه أفضل تكريم بالنسبة له هو حب الجمهور لأعماله الفنية وتعلقها بها، كما أكد أن هناك تكريماً خاصا حصل عليه كان من أطفال إحدى المناطق الشعبية، حيث أٌقيمت احتفالية خاصة له، نظمها رجل محب لأعمال الكاتب الكبير.
الحاكم بأمر الله
وعن مشاريعه الجديدة قال الكاتب محفوظ عبد الرحمن إنه يقوم حاليًا بكتابة راوية جديدة بعنوان "الحاكم بأمر بالله"، لاقتناعى أن الكاتب المتميز لا يقتصر إبداعه فقط على التليفزيون والسينما والمسرح، بل يشمل أيضًا روايات ومجموعات قصصية، خاصة وأنني بدأت حياتى الفنية ككاتب للقصص القصيرة والنقد الأدبي والمقالة.
بأس المصير
وأوضح عبد الرحمن أن القراءة هى الونيس والجليس له فى الوقت الحالى، فهو يقرأ العديد من الكتب والقصص لعدد من الكتاب الشباب، فى محاولة منه لمساندة الشباب ودعمهم فنيًا، حيث يقوم عدد من المبدعين الشباب بإرسال أعمالهم الفنية للكاتب الكبير فى منزله وبعد قراءتها يعقب على هذه الأعمال ويبدى رأيه فيها، كما أشار إلى أنه يقوم حاليًا بقراءة رواية بعنوان "بئس المصير" وقال عنها:" رواية فى غاية الروعة لشاب من الأرياف ولكنها رواية كئيبة جدًا وتسببت فى إصابتى بالاكتئاب قرابة الـثلاثة أشهر، وأوشكت على الانتهاء من قراءتها".