الأربعاء 26 يونيو 2024

واشنطن: الضربة التي أودت بحياة عشرة مدنيين أفغان لم تكن مخالفة لقانون الحرب

البنتاجون

عرب وعالم4-11-2021 | 10:54

دار الهلال

 أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الضربة الجوية التي أدت إلى مقتل عشرة مدنيين أفغان بينهم سبعة أطفال في كابول في 29 أغسطس كانت خطأ مفجعا لكنها لم تشكل انتهاكا لقوانين الحرب.

وبعد تحقيق داخلي في الغارة، قال المفتش العام للبنتاجون الجنرال سامي سعيد إن "التحقيق لم يكشف وجود أي انتهاك للقانون بما في ذلك قانون الحرب". وأضاف أن "أخطاء في التنفيذ إلى جانب والميل إلى تأكيد قناعات شخصية وانقطاع الاتصالات مرات عدة أدت إلى خسائر مؤسفة في صفوف المدنيين".

وتابع اللفتنانت جنرال سعيد للصحفيين في البنتاجون "كان خطأ غير متعمد (...) لم يكن سلوكا إجراميا أو عملا متهورا أو إهمالا".

وقال سعيد في تقريره إن الأشخاص الذي شاركوا بشكل مباشر بالضربة "اعتقدوا حينذاك أنهم يستهدفون تهديدا وشيكا" بعد ثلاثة ايام على اعتداء نفذه الفرع المحلي لتنظيم داعش وأسفر عن مقتل 13 عسكريا أمريكيا ونحو مئة أفغاني بالقرب من مطار كابول.

وشنت القوات الأمريكية ضربتها في أوج الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان. ففي 29 أغسطس دمر الجيش الأمريكي سيارة بيضاء من نوع تويوتا كورولا، مؤكدا أنها كانت "محملة بالمتفجرات". وقال إنه أحبط بذلك محاولة هجوم لتنظيم داعش-ولاية خراسان.

لكن أسرة سائق السيارة إزمراي أحمدي أفادت بأنه كان يعمل لدى منظمة غير حكومية وأن عشرة أشخاص من بينهم سبعة أطفال، قتلوا في الضربة.

وقدم وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن "تعازيه الحارة" للعائلة و"اعتذاراته" عن هذا الخطأ، بينما أعلن البنتاجون أن أفراد العائلة الذين نجوا من الضربة سيحصلون على تعويضات.

وقال التقرير الذي صدر عن التحقيق إن "هدف الضربة، أي السيارة ومحتوياتها وركابها كان قد تم تقييمها حينها خطرا وشيكا يتهدد القوات الامريكية والمهمة في مطار حامد كرزاي الدولي".

لكن التقرير أشار إلى أن تفسير المعلومات الاستخبارية وعمليات مراقبة السيارة المستهدفة وركابها لثماني ساعات كانت "للأسف غير دقيقة". وقال سعيد إن "التهديدات الموجهة إلى القوات الأمريكية في المطار كانت مرتفعة جدا في ذلك الوقت".

وأوضح اللفتنانت جنرال سعيد أن الجيش الأمريكي كانت لديه معلومات عن هجوم وشيك لتنظيم داعش-ولاية خراسان، وبالتحديد عن سيارة تويوتا كورولا بيضاء تحوي متفجرات من النوع الذي استخدم قبل ثلاثة أيام.
لكن العسكريين الأمريكيين لاحقوا السيارة الخطأ. وقال "في الواقع لم نتبع سيارة تويوتا كورولا المعنية".

من جهة أخرى، قال سعيد إن القوات الأمريكية كانت تعتقد أن المبنى المجاور لموقع الضربة كان خاليا، مشيرا إلى أن المسئولين عن تحليل صور الأقمار الصناعية لم يلاحظوا دخول طفل إلى منطقة المراقبة قبل دقيقتين من الضربة.

وأخيرا، خلص الجيش الأمريكي إلى أن الهجوم الذي سقط فيه قتلى في 26 أغسطس نفّذ بقنبلة مخبأة في حقيبة كمبيوتر.

وأوضح سعيد أنه عندما رأى العسكريون الأمريكيون رجلين يتبادلان حقيبة كمبيوتر بعد ثلاثة أيام، اعتقدوا على الفور أن الرجلين المراقَبين ينتميان إلى تنظيم داعش. وأضاف أنها "كانت في الواقع حقيبة كمبيوتر بسيطة".

ورأى المسئول العسكري أن القتلى سقطوا "ضحايا ميل إلى تأكيد قناعات شخصية"، أي الميل إلى التوصل إلى نتائج مطابقة لما يعتقد الشخص أنه محتمل.

ويوصي التقرير خصوصا بمراجعة الإجراءات التي تسبق الضربات لتقييم وجود لمدنيين.

وقال سعيد إن لا يمكن تحميل مسئولية الإخفاق لأي شخص، وشدد على أن تحديد إن كان يتعين معاقبة أحد عن هذا الخطأ ليس من مسئولياته.

وخلال التحقيق الذي أجراه اللفتنانت جنرال تم استجواب 29 شخصا تحت القسم بينهم 22 "مشاركين بشكل مباشر في الضربة".

الاكثر قراءة