نشرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية مقال رأي اعتبر أن ”دول الخليج، التي تعتبر أكبر داعم للبنان، نفذ صبرها مع بيروت وترفض التعامل مع حكومة ترعاها إيران تحت مظلة جماعة حزب الله الشيعية المدعومة منها“.

واعتبر المقال أن ”الخلاف بين لبنان المدمر وداعميه السابقين في الخليج مأساوي، وقد يتسبب في إغلاق آخر تدفق نقدي كبير للبنان حيث يقترب اقتصادها من الانهيار التام مع غرق ما يقرب من 3 أرباع سكانها في هوة الفقر“.

وأضاف: ”طردت السعودية والإمارات والكويت والبحرين، الأسبوع الماضي، سفراء لبنان واستدعت مبعوثيها، وحظرت الرياض الواردات اللبنانية. ولكن شبح القيود على الرحلات الجوية والتأشيرات، وقبل كل شيء، ضرب التحويلات إلى لبنان من الخليج، يمثل تهديدا أكبر“.

وتابع المقال: ”يقول خبراء اقتصاديون إن العمال اللبنانيين في الخليج يحولون عادة ما بين 3 مليارات و 4 مليارات دولار سنويا، قبل أن يؤدي الانهيار الفعلي للنظام المصرفي اللبناني خلال العامين الماضيين إلى استبعادهم من حساباتهم. وعلى الرغم من أن البنوك تصادر مدخراتها في الواقع، فإن التدفقات تستمر خارجها من أجل إبقاء العائلات اللبنانية واقفة على قدميها“.

وأردف المقال: ”عندما تنظر دول الخليج إلى لبنان، فإنها ترى الحرس الثوري الإيراني حارسا على البحر المتوسط. وأما حزب الله، القوة الشيعية شبه العسكرية التي تهيمن على دولة لبنانية ضعيفة، فقد ترى أنه رأس الحربة لطهران“.

ورأى أن ”تصريحات جورج قرداحي، وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية الجديدة، التي تسببت في الأزمة، كانت سيئة وتوقيتها خاطئ، حيث أصبح قرداحي ثريا ومشهورا من قبل شبكة MBC، المملوكة للسعودية، والتي استضافت لمدة 10 سنوات برنامجاً شهيراً كان يقدمه“.

وأشار المقال إلى أن ”الخليج موّل الكثير من عمليات إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية اللبنانية بين 1975 و1990. وقال وزراء سابقون إنه بعد الحرب التي استمرت 34 يوما بين حزب الله وإسرائيل عام 2006، تم تجميع خطة طارئة لإعادة الإعمار بقيمة 5.7 مليار دولار في 5 أسابيع، معظمها كان من الخليج أيضاً“.