الأربعاء 22 مايو 2024

علماء الفلك يحسمون الجدل حول صحة توقيت صلاة الفجر في القاهرة ومكة

5-6-2017 | 14:44

كتب: محمد يسري

‎قال تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (النساء: ١٠٣)

‎في كل عام من شهر رمضان يكثر الجدل حول صحة وقت صلاة الفجر، في القاهرة، خاصة مع تزامنه مع وقت صلاة الفجر في مكة المكرمة التي يشاهدها المسلمون على الهواء مباشرة في القنوات السعودية، الأمر الذي يثير الريبة والشك في صحة توقيت صلاة الفجر وما يترتب على ذلك من صحة توقيت بداية الصوم.

‎"الهلال اليوم" تفتح هذا الملف الشائك لحسم النزاع حول هذه المسألة في السطور التالية:

‎في البداية يقول الباحث الشرعي خليل راشد: "بين الحين والآخر يكثر الكلام وتطالعنا المقالات تلو المقالات وتشكك على الناس عبادتهم وصلواتهم بأن موعد صلاة الفجر الموجود في تقاويم الدول الإسلامية والعربية متقدم على الوقت الحقيقي وأن الآذان يرفع قبل وقته والسماء ما زالت مظلمة. ولكن الحقيقه أن هذا كلام غير صحيح!

‎والجدل حول موعد صلاة الفجر الموجود في معظم تقاويم الدول الإسلامية والعربية ومنها مصر ليس جديدا..

‎وقد رد الإمام الطبري بقوة على من أشاع بين الناس فى زمانه بأن المقصود بالخيط الأبيض طلوع النهار دون وجود الليل وهذا فهم غير صحيح وعقيم لمراد الله تعالى والصحيح ان أول وقت صلاة الفجر عند الغلس أى فى آخر ظلمة الليل.

‎وقد ورد في السنة عدة أحاديث توضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة الكرام صلوا الفجر، ولا يعرف الرجل من بجواره حيث الغلس أى الظلام ومن هذه الروايات ما رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي (عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بلالا فأقام الفجر والناس لا يعرف بعضهم بعضا )، وعند البخاري من حديث جابر بن عبد الله قال(والصبح كان يصليها النبى صلى الله عليه وسلم بغلس ) وفى البخاري ومسلم من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (كان نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حتى يقضين الصلاه لا يعرفهن أحد من الغلس) والغلس هو ظلمة آخر الليل ووردت أحاديث تبين أن الرسول صلى الفجر بالإسفار أيضا.

‎وأضاف راشد أن الدكتور نصر فريد واصل مفتى مصر الأسبق والأستاذ بجامعة الأزهر أكد أن صلاة الفجر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت تتم فى وقت الغلس وكان المسلمون يخرجون من الصلاة والغلس مازال قائما أى ظلام الليل يحيط بالمكان وأنه صلى أيضا مرة بالإسفار ومرة بالغلس ثم كانت صلاته بالغلس حتى توفاه الله، وفى ذلك دلالة على صحة الصلاة فى التغليس أي الظلمة والإسفار أي الكشف، وقد فعلها رسول الله للتشريع والجواز، والائمة وأصحاب المذاهب الفقهية والمجتهدون معهم لم يختلفوا أبدا فى بداية وقت الفجر وإن اختلف فى أداء الصلاة هل الأفضل أن تؤدى فى التغليس أم فى الإسفار.

‎وأشار إلى وجوب الإمساك عن الطعام والشراب والجماع مع آذان الفجر، وتصح الصلاة بدخول الوقت ولا مجال مطلقا لمن يشككون على الناس عبادتهم وصلواتهم.

‎وأوضح راشد أن المتخصصين فى علم الفلك والحساب أكدوا صحة موعد صلاة الفجر المبين في تقاويم كل من: السعودية ومصر والأردن وفلسطين وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عمان والعراق واليمن والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وغيرها. وقالوا إن حجة المشككين أنهم رصدوا الفجر ولم يتبين لهم الفجر الصادق إلا بعد الآذان بفترة من الوقت، والخطأ الذي وقع به هؤلاء –بحسن نية ولا نشك في إخلاصهم- أنهم رصدوا الفجر من أماكن غير مناسبة إما بسبب وجود إضاءة مدن قريبة أو بسبب الرصد من مكان غير صاف، وبالتالي لم يشاهدوا الفجر رغم طلوعه، وها هو رصد الهلال بعد غروب الشمس يكون فى الأفق وبوقت كاف يصل لأربعين دقيقه ولا نراه بالعين المجردة بسبب الغبار والأدخنة وغيرها من ملوثات لم تكن موجودة قبل هذه الثورة الصناعية الحديثة، حيث كان نقاء الأجواء وصفاؤها وسهولة الرصد فيما قبل هذا الزمان، والآن لو رصدوا الفجر من مكان مظلم تماما وصاف تماما دون أى ملوثات وشوائب فى الأجواء، لشاهدوا الفجر مع الأذان وبوضوح تام، ورب العالمين فرض علينا الصلوات فى وقت معلوم قال الله تعالى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (النساء: ١٠٣) أى في وقت معلوم ومحدد، وهنا يلزم المسلم أن يتبين وقت دخول الصلوات وخروجها ويجب أن يكون ذلك فى فهم كل مسلم ومسلمة ويقول الله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) (الحج:٧٨) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد الا غلبه )، وهنا ان لم يعرف المسلم والمسلمة وقت الصلاة وتعذر عليه ذلك فيكون العبد أمر بشىء شاق أو مشكوك فيه، وهذا مخالف لما ينص عليه القرآن والسنة، وبفضل الله تعالى تتكفل الدول والمؤسسات لتبين هذه المواقيت للعباد والبلاد وأصبحت ميسرة ومعلومة للقاصي والداني عبر وسائل الإعلام والتقاويم المختلفة.

‎وقال: أثبتت عدة أرصاد حديثة تمت من أماكن مناسبة توافق موعد الأذان الموجود في التقويم مع طلوع الفجر الصادق، ومن هذه الأرصاد ما تم في الأردن واليمن وليبيا والسعودية ومصر وإيران وغيرها. كما أن الوقت المحسوب بالتقاويم هو ما نص عليه كبار علماء الفلك المسلمين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: الصوفي والبتاني والبيروني والخوارزمي والطوسي وابن الشاطر وهو كان الموقت في الجامع الأموي فضلا عن كونه من علماء الفلك، وهؤلاء علماء فلك عظام منهم أخذ الغرب الكثير من المعارف الفلكية، وتكريما لجهودهم فقد أطلق الغرب أسماءهم على فوهات القمر في الوقت الذي يقلل البعض من شأنهم ويتهمهم بالخطأ وعدم المعرفة وهذا أمر عجاب!

وتوجد العديد من الأبحاث التي ناقشت هذه المسألة بالتفصيل وبينت مواطن التشكيك بالأدلة والحجة، وأوردت أقوال هؤلاء الفلكيين من كتبهم، وذكرت هذه الأبحاثُ الأرصادَ الحديثة التي تمت في ظروف مناسبة مبينة تفاصيلها. ومن هذه الأبحاث، بحث بعنوان "إشكاليات فلكية وفقهية حول مواقيت الصلاة"وبحث بعنوان: "كيفية التحقق من صحة مواقيت الصلاة في التقاويم

‎والمؤكد أن التباشير الأولى للفجر الصادق لن تظهر بسهولة بسبب الإضاءة والملوثات الصناعية التي تسببنا نحن فيها، وإذا أردنا التأكد من ظهور الفجر الصادق كما وصفه رسول الله، فيجب علينا الرصد من مكان يماثل ما كان موجودا فى عهد النبوة وخلوها من إضاءة المدن، وغيرها من المؤثرات.

‎ وأضاف راشد أن أجدادنا الفلكيين وبعض الباحثين المعاصرين من كبار الفلكيين قد بذلوا في ذلك من الجهود ما يبعث في النفس الطمأنينة لما ترتب عليه من نتائج مثل الأرصاد المصرية والسعودية والليبية والأردنية واليمنية وغيرها من الدول الإسلامية.

‎وأشار إلى أن الفلكيين العاملين في شئون مواقيت الصلاة يعرفون الفجر الكاذب من الصادق جيدا، وأن تأكيدهم بأن الفجر يطلع ما بين الزاوية 18 و 19 إنما هو للفجر الصادق، فالفجر الكاذبظاهرة فلكية معروفة عند المسلمين وعند غيرهم وهو يظهر قبل الزاوية 19 بكثير وقد علم ذلك بالرصد المستفيض من قبل المهتمين بالظواهر الفلكية بشكل عام. وبالتالي إن توهم البعض أن قول الفلكيين الموقتين بأن الفجر يطلع على الزاوية 19 أو 18 لالتباس الفجر الكاذب عليهم هو قول لا يصح.

‎وبالنظر إلى ما هو معمول به في جميع الدول العربية والإسلامية في وقتنا الحاضر، نجد أن جميع تقاويم هذه الدول تجعل صلاة الفجر على زاوية ما بين 19.5 و 18، ولا توجد ولا دولة إسلاميةواحدة تعتمد للفجر زاوية أقل من 18 فمصر تعتمد الزاوية 19.5، والمغرب تعتمد الزاوية 19، والسعودية تعتمد الزاوية 18.5، في حين تعتمد الزاوية 18 كل من: الأردن وفلسطين والكويت وسلطنة عمان والبحرين وقطر والعراق واليمن والسودان وتونس والجزائر وتركيا وغيرها من الدول الإسلامية.

‎وقال إن جمع كبير من علماء الفلك المعاصرين وقعوا بتاريخ: 18 رمضان 1436 هـ الموافق٥ يوليو 2015م على صحة توقيت الفجر فى دول العالم الإسلامي والعربي، ومنها مصر والسعوديةوالأردن وعمان والكويت والعراق وسوريا والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب، ولا صحة مطلقا لما يثار ويشاع حول هذه المسأله وتشكيك المسلمين فى عبادتهم وباتفاق المتخصصين: لاصحة للقول بأن موعد الفجر المبين في التقاويم متقدم على الوقت الحقيقي لطلوع الفجر الصادق

‎وأشار إلى أن الموقعين هم:

‎الدكتور سليمان محمد بركة، حامل كرسي اليونسكو في علوم الفلك والفضاء والفيزياء الفلكية في فلسطين، ومدير مركز أبحاث الفلك والفضاء في جامعة الأقصى

‎الأستاذ الدكتور أيمن زين العابدين متولي، أستاذ علوم الفلك والفضاء، جامعة القاهرة، مصر

‎الأستاذ الدكتور مشهور الوردات، أستاذ في علم الفلك، وعميد كلية العلوم السابق في جامعة الحسين بن طلال، الأردن.

‎الأستاذ الدكتور شرف القضاة، أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية، ورئيس قسم أصول الدين السابق في الجامعة الأردنية.

‎الأستاذ الدكتور عبد السلام غيث، أستاذ في علم الفلك ورئيس الجمعية الفلكية الأردنية.

‎الأستاذ الدكتور عبد القادر عابد، خبير في الفلك الشرعي، الجامعة الأردنية، الأردن.

‎الأستاذ الدكتور جلال الدين خانجي، خبير في الفلك الشرعي، والمدير السابق لجامعة إيبلا في حلب، سوريا.

‎الدكتور معاوية شداد، أستاذ الفيزياء والفلك في جامعة الخرطوم، السودان.

‎الدكتور شرف السفياني، المشرف العام على مرصد السفياني الفلكي، السعودية.

‎الدكتور علي بن محمد الشكري، قسم الفيزياء، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الظهران، المملكة العربية السعودية.

‎الأستاذ الدكتور حميد النعيمي، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ومدير جامعة الشارقة، الإمارات.

‎الشيخ حمد بن محمد صالح، باحث أول معد تقويم في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي. أطروحة ماجيستير بعنوان "الإعلام بدخول وقت الصلاة: أحكامه، ضوابطه، ومستجداته".

‎المهندس محمد شوكت عودة، مدير مركز الفلك الدولي، الإمارات.

‎الدكتور مجيد جراد، أستاذ الفلك في جامعة الأنبار، والمستشار العلمي الفلكي للأوقاف، العراق.

‎الأستاذ الدكتور وهيب عيسى الناصر، أستاذ الفيزياء التطبيقية في جامعة البحرين ورئيس الجمعية الفلكية البحرينية.

‎الدكتور جمال ميموني، أستاذ الفلك في جامعة قسنطينة، الجزائر.

‎الدكتور نسيم سيغواني، مدير قسم علم الفلك في مرصد الجزائر

    الاكثر قراءة