الخميس 26 سبتمبر 2024

بعد بلطجي الفيوم.. خبراء يوضحون تأثيرات الواقعة على أطفاله وعقوبة المتهم

بلطجي الفيوم

تحقيقات4-11-2021 | 19:25

نورهان أحمد

ساعات من الرعب عاشتها أسرة بمحافظة الفيوم، احتجزها "خُط الفيوم" أو "بلطجي الفيوم"، وقام بقتل والدة زوجته والتمثيل بها، وإصابة 6 آخرين، وهي الحادثة التي أثارت حالة من التعاطف مع الأسرة بسبب ما عانوه من رعب طوال فترة احتجازهم تحت تهديد السلاح حتى نجاح قوات الأمن في تحريرهم صباح اليوم.

ونجحت قوات الأمن في تحرير أفراد الأسرة وإلقاء القبض على المتهم بتهديدهم بالقتل وهو رب الأسرة، الذي احتجز زوجته وأطفاله وعددا من أفراد الأسرة، وقد كشف خبراء نفسيون أن هذه الواقعة لها تأثير سلبي على الأطفال الذين عاشوا ساعات من الرعب بسبب احتجاز والدهم لهم، ما قد يجعلهم يعانون من "اضطراب ما بعد الصدمة.

كانت أجهزة الأمن، قد تلقت بلاغا من بعض الأهالي بقيام أحد الأشخاص باحتجاز زوجته وأولاده وآخرين بمنطقة ميدان عبده بالفيوم، وبالفعل توجهت قوات من قطاع الأمن العام مدعومة بمجموعات قتالية من وحدة إنقاذ الرهائن بقطاع الأمن الوطني وتمكنت من اقتحام المنزل لتحرير الرهائن الذين كان يستخدمهم كدروع بشرية.

 

اضطراب ما بعد الصدمة

قالت الدكتور هالة حماد، استشارى الطب النفسي  للأطفال والمراهقين، إن حادثة احتجاز بلطجى الفيوم لأسرته مؤلمة جداً لنفسية الأطفال، لأن أى إنسان عندما يشعر أن حياته مهددة يدخل فى صدمة وبعدما تنتهى الصدمة يحدث له بما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة، موضحة أن المشكلة في هذه الواقعة أن هؤلاء الأطفال تعرضوا للتهديد من أقرب شخص لهم وهو والدهم الذي من المفترض أنه مصدر الأمان لهم.

وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الأب أعطاهم إحساس بعدم الأمان وهذا صعب جداً على نفسيتهم لأنهم بذلك يفقدون الأمان والثقة تماماً، موضحة أن الواقعة ستؤدي بالأطفال إلى فقد الثقة فى الآخرين وسوف يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة موقف التهديد لحياتهم وأمانهم، ما قد يسبب لهم قلق نفسي واضطرابات نومهم وقدرتهم الدراسية.

العقاب الرادع

ومن جانبها، قالت الدكتورة إنشاد عزالدين، أستاذ علم اجتماع، إن هناك بعض الأسباب التي قد تدفع أي شخص للقيام بهذه الجريمة بحق أسرته منها انعدام القدوة والأسرة التى نشأ فيها وشهادته العلمية ووظيفة أهله والبيئة التى نشأ فيها بشكل عام وعلاقته بزوجته، موضحة أن بلطجي الفيوم بالتأكيد مارس البلطجة من قبل أو نشأ في أسرة بهذا العنف.

وأكدت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أهمية دور الدولة فى اتخاذها للعقاب الرادع فى أسرع وقت والقيام بالعدالة النافذة، حتى لا تتكرر مثل هذه الوقائع مرة أخرى أو يقوم آخرين بمثل هذه الجريمة في مناطق غيرها، قائلة: "لازم يبقى عبرة لكل من تسول له نفسه لفعل هذا" وأنه لا مجال للمماطلة فى اتخاذ الإجراءات ولابد أن تكون كل خطوة مطروحة على الرأى العام.

وأوضحت أن ما حدث ليس مجرد عنف، فمن الممكن أن يكون هذا تأثير مخدرات أيضاً، فقتل بلطجي الفيوم لوالدة زوجته والتمثيل بجثتها حتى يهابه الجميع ولا يقترب منه أحد لأن مصيرهم ممكن أن يكون مثل مصيرها، وشبهت ما حدث بجريمة الإسماعيلية التي وقعت قبل أيام، مبرراً فعلته بقضية الشرف، هكذا ستصبح ظاهرة اجتماعية وليست حالات فردية.

وأضافت أن حوادث العنف هي جرائم فردية، لكن يجب أن يكون لكل فعل رد فعل تتعامل بردع مع مرتكبي هذه الوقائع، مطالبة بضرورة التعامل مع بلطجي الفيوم من خلال قوة القانون الرادع والعدالة الناجزة.

وأوضحت أننا لا نحتاج لقوانين جديدة، فالعبرة ليست بالقوانين، وإنما فى كيفية تفعيلها، مؤكدة إنها قضية رأى عام، مؤكدة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم بمشروع حياة كريمة حتى يقلل الثغرة فى المستوى المعيشى بين الناس وتختفي مثل تلك الأفعال السلبية.

وطالبت بضرورة دراسة أبعاد القضية، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي والدراما والفن على الأشخاص، حتى لا ينتشر العنف ويصبح ظاهرة.

 

عقوبة مشددة

ومن جانبه، قال الدكتور نبيل مدحت سالم، أستاذ القانون الجنائى بكلية الحقوق بجامعة عين شمس، فى حديثه عن عقوبة بلطجي الفيوم أنه، ارتكب عدة جرائم منها القتل مع سبق الإصرار والترصد وهي ظرف مشدد إذا اقترن بجريمة أخرى، أى احتجاز شخص دون إرادته، مؤكدا أن سبق الإصرار والترصد واقتران القتل بجريمة كلها تستوجب عقوبة القاتل بالإعدام شنقاً.

وطالب بضرورة الردع العام لمرتكبي هذه الوقائع حتى لا يصبح الأمر وكأنه ظاهرة تتكرر في أماكن أخرى مع أشخاص آخرين.