سورة سبأ هي السورة رقم (34) حسب التسلسل الزمني لسور القرآن في الجزء الثاني والعشرين، وهي سورة مكية ما عدا الآية رقم (6)، عدد آياتها (54) آية، السورة من المثاني، نزلت بعد سورة لقمان بدأت بحمدالله والثناء عليه: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ »، كما سميت السورة على اسم مملكة سبأ القديمة.
سبب تسمية السورة بـ"سبأ"
نزلت سورة سبأ على النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وسميت سورة سبأ بهذا الاسم؛ لورود قصة سبأ في آيات السورة، وسبأ اسم لرجل له عشرة أولاد، ستة منهم ذهبوا إلى اليمن، وأربعة ذهبوا إلى الشام؛ فهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، ويطلق على أكثر أهل اليمن؛ العرب القحطانية، فكان من نسلهم ملوك سبأ، ومنهم الملكة بلقيس؛ ملكة سبأ التي وردت قصتها مع سيدنا سليمان-عليه السلام- في سورة سبأ، وقد ثبت عن فروة بن مسبك -رضي الله عنه- أنه قال: (أتيتُ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-، فذَكَرَ الحَديثَ، فَقالَ رجلٌ منَ القومِ: يا رسولَ اللَّهِ، أخبِرنا عَن سبأٍ ما هوَ، أرضٌ أمُ امرأةٌ؟ فقالَ: لَيسَ بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولَكِنَّهُ رجلٌ ولَدَ عشرةً منَ العربِ، فتَيامنَ ستَّةٌ وتشاءمَ أربَعةٌ).
مواضيع سورة سبأ
تحدثت سورة سبأ في مواضيعها عن قضايا العقيدة الأساسية، سنبين بعضها فيما يأتي:
- تحدثت سورة سبأ عن قضية التوحيد، والإيمان بالوحي والرسل -عليهم السلام-، والإيمان بالبعث واليوم الآخر.
- تحدثت سورة سبأ عن بعض القيم التي تبين أن مقام الناس عند الله -تعالى- لا يقاس بالأموال والأولاد وإنما بالأعمال الصالحة والقرب من الله -تعالى-، وأنه لا يوجد أي قوة تحمي من غضب الله -تعالى-.
- تحدثت سورة سبأ بشكل أساسي وكبير عن قضية البعث والجزاء، وقضية علم الله -تعالى- وإحاطته بكل شيء.
- تحدث سورة سبأ عن سيدنا داود وسليمان -عليهما السلام-، ومعجزاتهما، ووفاتهما.
- تحدثت سورة سبأ عن قصة قوم سبأ، وهلاكهم بسبب الكفر، والتكبر، وعبادة الأصنام.
- تحدثت سورة سبأ عن قضية إقامة الحجة على الكافرين بالبراهين، والأدلة الكونية، وبيان قوة وعظمة الله -تعالى-.