تواصل الدولة المصرية جهودها للسيطرة على الموجة الرابعة من كورونا لمنع تفشي العدوى بشكل يفوق قدرة المنظومة الصحية على السيطرة عليها، ففي وقت يشهد ذروة الموجة الرابعة من الجائحة اتخذت الدولة إجراءات عديدة لمكافحة الجائحة من أبرزها التوسع في توفير اللقاحات لكل المواطنين بكل أنواعها وكان آخرها موديرنا.
ومن بين الإجراءات التي اتخذتها الدولة للتصدي لجائحة كورونا كان التشديد على منع دخول الموظفين بالحكومة إلى مقار عملهم إلا بعد تلقي اللقاح وذلك بدءا من 15 نوفمبر الجاري، حيث نص قرار مجلس الوزراء على حظر دخول العاملين بوحدات الجهاز الإداري للدولة من وزارات ومصالح وأجهزة حكومية ووحدات الإدارة المحلية والهيئات العامة، وغيرها من الجهات والأجهزة التي لها موازنات خاصة، والعاملين بشركات القطاع العام وشركات قطاع الأعمال العام، وشركات المساهمة التي تشرف على إدارة المرافق العامة، إلى مقار عملهم إلا بعد التأكد من الحصول على أي من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا من خلال الشهادة المعدة لهذا الغرض والتي تصدر من الجهة الإدارية المختصة أو تقديم شهادة في بداية أيام العمل من كل أسبوع بسلبية نتيجة تحليل PCR لم يمض على إجرائه أكثر من 3 أيام، بدء من 15 نوفمبر الجاري".
كما قررت الحكومة أيضا منع تقديم أي خدمات حكومية لأي مواطن لا يقدم شهادة تثبت حصوله على اللقاح اعتبار من 1 ديسمبر المقبل، وأول أمس أعلن مجلس الوزراء أنه قريبا فتح باب التسجيل لتطعيم الفئة العمرية من 15 إلى 18 عاما بلقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا، ضمن جهود الدولة لمكافحة المرض والسيطرة عليه.
بجانب ذلك تواصل مصر استقبال جرعات جديدة من لقاحات كورونا بكل أنواعها، وذلك بعد أن استقبلت لقاح موديرنا، ووقعت وزارة الصحة مع السفير الصيني وثيقة لاستلام 2 مليون جرعة من لقاح سينوفاك، وفي نهاية أكتوبر الماضي استقبلت مصر الشحنة الأولى من لقاح موديرنا بإجمالي 784 ألفًا و 280 جرعة، واستقبلت اليوم 3 ملايين و575 ألف جرعة من لقاح "موديرنا".
ذروة الموجة الرابعة من كورونا
وعن تلك الجهود، قال الدكتور أمجد الحداد، استشار المناعة والحساسية، إن هناك جهودا وخطوات عديدة تبذلها الدولة المصرية للسيطرة على الموجة الرابعة من فيروس كورونا، من بينها تطعيم الأطفال بلقاح فايزر وكذلك إلزامية التطعيم على الموظفين والمواطنين والتوسع في افتتاح مراكز التطعيم في كل المحافظات، مؤكدا أن الموظفين لن يدخلوا مقار عملهم إلا بعد تلقي التطعيم بدءا من منتصف نوفمبر الجاري وكذلك المواطنين لن يدخلوا المنشآت الحكومية إلا بعد إثبات تلقيهم للقاح بدءا من أول ديسمبر.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن تطعيم الأطفال والعاملين في المنظومة التعليمية وطلاب الجامعات وكذلك التوسع في حملات التطعيم في مراكز الشباب وأمام بعض المساجد والكنائس وكذلك أخذ اللقاح بشكل فوري بدون قوائم انتظاره، كلها خطوات لتطعيم أكبر عدد ممكن من المواطنين في أسرع وقت.
وأشار الحداد إلى أن هذه الجهود تساعد على تطعيم فئات متعددة في المجتمع والإسراع في وتيرة التلقيح بما يساهم في إضعاف الموجة الرابعة من كورونا، موضحا أن أعداد الإصابات والوفيات في الموجة الرابعة في الوقت الحالي تشهد ارتفاعا، ولكن ليس بالقدر ذاته خلال الموجة الثالثة، مشيرا إلى أن هذا يرجع إلى منظومة التطعيمات.
وأكد أن الجميع يأمل في التوسع في منظومة التطعيم لتخفيض منحنى الوفيات وألا ترتفع بشكل كبير، والأسبوع الحالي يعد ذروة الموجة الرابعة من كورونا ومن المأمول ألا ترتفع الأعداد بأكثر من المعدل الحالي، مشيرا إلى أن مصر استقبلت كل أنواع اللقاحات المضادة لكورونا وذلك بهدف تطعيم أكبر عدد من المواطنين في وقت أقل.
وأوضح أنه لا يوجد كيان سيوفر كل هذه اللقاحات لكل المواطنين لذلك تعمل الدولة على توفير الحد الأقصى من اللقاحات من كل المصادر بجانب التوسع في التصنيع المحلي للقاح كورونا، مضيفا أنه تم استيراد أكثر من نوع وخاصة فايزر لمنحه للأطفال وكذلك التصنيع المحلي لتوفير الاحتياجات بشكل أكبر للوصول إلى المناعة المجتمعية.
وبشأن تخوف البعض من تطعيم الأطفال بلقاح كورونا، أكد استشاري المناعة أن تطعيم الأطفال مهمة، فرغم أن نسب إصابة الأطفال ودخولهم في المضاعفات أقل ولكن هم يعتبرون نواقل للعدوى وتزداد فرص نقلهم للعدوى للآخرين مما كان يوجب تطعيمهم.
تنويع اللقاحات وتصنيعها
ومن جانبه، قال الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن العالم كله الآن يئن من جائحة الكورونا، للعام الثانى ، وسلالة دلتا من فيروس الكورونا المستجد أسرع السلالات فى الانتشار والعدوى تهيمن على ١٤٢ دولة وثلثى دول منطقة شرق المتوسط، والكورونا تدفع العالم نحو الجهل والبطالة .
وأوضح في تصريح لبوابة دار الهلال أن إلزامية تطعيم المواطنين بلقاح كورونا إجراء حضارى، يضاف الدولة المصرية فى تعزيز مناعة قطاع كبير من المواطنين، ويساهم فى استئناف عملية التعليم وعدم تراجعها أمام زحف كورونا الذى عطل التعليم فى العالم كله.
وأضاف أن اللقاح لا يغني عن تطبيق الإجراءات الاحترازية، فلا يغنى عن الاستمرار فى استخدام الكمامة فى الأماكن العامة والمزدحمة، وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، مضيفا أن لقاحات الكورونا تحول دون تحول العدوى بفيروس الكورونا إلى مرضى شديد أو حرج، وتحمى من مضاعفات كورونا، والوفاة المبكرة بسببه، وتقلل من انتشار العدوى لو حدثت فى المطعمين، لأن كمية الفيروسات فيهم تكون قليلة وبالتالى يقل تهديدهم للآخرين .
وشدد على أن مصر نجحت فى صد ثلاثة موجات الكورونا واليوم تواصل التصدى بنجاح ضد الموجة الرابعة للكورونا، وتوفير التطعيمات وتنويعها وتصنيعها إنجاز حضارى يعزز مكافحة الموجة الرابعة للكورونا.
وأضاف أنه سيتم تطبيق منع دخول الموظفين غير الحاصلين على لقاح كورونا بدخول المنشآت الحكومية بعد 15 نوفمبر، وللمواطنين اعتبارا من أول ديسمبر، والموظف الذي يبقى في المنزل، بحجة عدم السماح له بالدخول إلى جهة العمل لعدم تلقي لقاح كورونا ستطبق بحقه الإجراءات القانونية الخاصة بالانقطاع عن العمل دون مبرر وستتم إحالته للشؤون القانونية.