أكد الشاعر والأديب خالد أبو العيمة، مؤسس مدونة "سور الأزبكية"، واسعة الانتشار على الإنترنت أن التقسيم العمري للشعراء، هو أخطر ما يواجد هذا اللون من الأدب العربي العريق.
وأضاف في حوار لـ"الهلال اليوم"، أن الشللية هي الآفة الرئيسة، التي تفقد جوائز الدولة الأدبية قيمتها المستحقة معنويا.
وأشار إلى أنه لا يوجد إرادة حقيقية لدى المعنيين؛ من أجل بعث النهضة في أوصال الثقافة المصرية، مطالبا وسائل الإعلام بالاهتمام بالقضايا الثقافية، وإلقاء الضوء عليها؛ لتوعية المجتمع بأهميتها.
تفاصيل كثيرة تحدث بشأنها الشاعر "أبوالعيمة"، فإلى الحوار.
في البداية كيف واتتك فكرة مدونة "سور الأزبكية"؟
هذه المدونة أحد نتائج تطور وسائل الإتصال، وتعد هذه المدونة فرصة للتواصل عبر العالم الافتراضي الفسيح، والمليء بالمحاولات الجادة والناجحة للتعبير عن الذات، كما أن المدونة أدبية وتهتم بالموضوعات الإنسانية والإجتماعية مثل العلاقة بين الرجل والمرأة في قالب ثقافي متنوع.
وهل توقعت لها هذا النجاح الكبير؟
لم أكن اتوقع ذلك لكنها حققت انتشارا جيدا، وتواصلا بين الكتاب والجمهور من مختلف بلدان العالم، وأرى أضرورة استمرار المدونات، مع توافر الجدية والرصانة والبعد عن الأخطاء الإملائية، أو أخطاء تجاهل المصادر المعتمدة، إن وجدت، أو عدم توثيق ما يطرح، من موضوعات.
حدثنا عن التجربة الأدبية الخاصة بك والمراحل المختلفة التي مررت بها؟
الكتابة كانت رغبة منذ الصغر، مصحوبة بدرجة من الشغف نحو القراءة، والمحاولات الأولى في الإبداع ظلت تراودني، حتى صدر كتابي الأول في عام 2010 بعنوان: "صورة الواقع واستشراف المستقبل"، ثم صدر كتاب بعنوان: "مختارات من مدونة سور الأزبكية"، ثم كتاب: "الساخر في معجم المرأة"، فضلا عن بحوث في النشر الإليكتروني بمؤتمرات الهيئة العامة لقصور الثقافة، والقصص القصيرة في مجلات ثقافية داخل مصر، وخارجها، وحاليا انتهيت من كتابة رواية تحمل عنوان: "مونوفوبيا".
ما المشكلة التي تواجه الشعراء في مصر؟
قضية التقسيم العمري بين الشعراء، أهم المشكلات، وهو ما يتطلب التفرقة بين الجيل الأكبر، سنا والجيل الأصغر، وحتى داخل هذا التقسيم، يوجد تقسيم آخرعن الشعراء المتحققين، وأصبحت أسماؤهم معروفة بسبب نشر دواوينهم، وبين الشعراء غير المتحققين، بسبب صعوبة النشر، وذلك بمراعاة فرق الموهبة، وأعتقد أن أغلب الشعراء الذين قرأت لهم تنقصهم الموهبة، ليس ذلك فقط وإنما اكتشفت، من خلال المعرفة الشخصية، أن أغلبهم لا يقرأون.
كيف ترى مبادرة القوافل الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة؟
لا شك أن هذه القافلة ستساعد على نشر مكونات الثقافة الأدبية، والوعي الثقافي والاجتماعي في أنحاء الدولة والتواصل بين أجيال المثقفين، إذ إنه من المفترض أن تعمل على تكريس ثقافة الحوار واشاعة المعرفة، والتعريف بالمواهب من أبناء المحافظات المختلفة، مما ينتج عنه تعميق قيمة الروابط الإنسانية بين المبدعين وتبادل الخبرات.
هل ترى أن جوائز الدولة في المجال الأدبي تحتاج إلى مراجعة؟
ابتكار آلية ترضي الأدباء جميعا أمر صعب، خاصة في غياب شفافية، ومعايير القياس الموضوعي لجودة وحجم المنتج الأدبي، لذا فإن لجان الاختيار تتأرجح بين مجموعات كلاسيكية صعب اختراقها، آفة الجوائز في مصر، هي الشللية.
كيف نعيد الجمهور للإلتفاف حول الأنشطة الأدبية مرة أخرى؟
عن طريق التعريف بالمنتج الثقافي، وتنوعه، والاستماع لآراء الجمهور باعتبار أنه ليس متفرجا فقط بل مشارك له رأي وقيمة.
كيف تقيم اهتمام وزارة الثقافة بالمواهب الإبداعية في الأقاليم؟
كل الأفكار القديمة بحاجة للتغيير، وأعتقد أن العقبة الأساسية هي عدم وجود جدية في تطوير حقيقي لمجمل نشاطات الثقافة في مصر، وأقترح تحديد يوم للبث التليفزيوني والإذاعي الثقافي من كل محافظة على مدار الشهر.
كيف تلعب الثقافة دورا في المرحلة الحالية لمواجهة الإرهاب؟
الندوات الثقافية تعطي نقطة الانطلاق، لكن الميديا يجب عليها الاهتمام بالأعمال الروائية التى تصلح لمعالجتها دراميا فى شكل مسلسلات تلفزيونية، أو أفلام سينمائية، وتكرس لثقافة الحوار، وتركز على الأعمال الإنسانية، تشجيع الحوار بين الأجيال.
ما الحل لإعادة مصر إلى ريادة المجال الأدبي العربي مرة أخرى؟
الحل في وجود إعلام حقيقي، يتم التركيز فيه على الكتب الجيدة، والايمان بدور الثقافة والتنوير وتفعيل التواصل مع المراكز الثقافية العالمية، من أجل نشر الرسالة الأدبية على أوسع نطاق، بما يخلق نوعا من الالتفاف حول القضايا المصيرية المشتركة
وما هو تقييمك للمنتج الأدبي في المرحلة الراهنة؟
هناك اتجاهات جديدة لا تمثل سوى طنطنة تتماشى مع الموجة السائدة من الرداءة التي تفرض نفسها، مغازلة للغرب
كيف ترى مبادرة دار الهلال بإطلاق سور الهلال الثقافي في أول رمضان؟
أراها مبادرة جيدة خاصة لو توفرت بعض المطبوعات المهمة التي صدرت فى السنوات الماضية، مثل سلسلة روايات الهلال، وسلسلة كتاب الهلال.