الإثنين 6 مايو 2024

«وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ».. كيفية حب الله بصدق

طرق حب الله بصدق

دين ودنيا6-11-2021 | 18:31

زينب محمد

يسعى كل مؤمن إلى حب الله -تعالى-، طالبًا رضا الله -سبحانه وتعالى- والفوز بجنته، ولكن يجب على أن يحب الله بكل صدق، تاركًا كل ما لا يحبه الله من معاصي وكبائر، فالعبد إذا أحب لقاء الله -سبحانه وتعالى- أحب الله لقاءه، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «قالَ اللَّهُ: إذا أحَبَّ عَبْدِي لِقائِي أحْبَبْتُ لِقاءَهُ، وإذا كَرِهَ لِقائِي كَرِهْتُ لِقاءَهُ»، كما أن أصل الحب عند المؤمن هو حب الله -تعالى- فلذة الدنيا، والاستمتاع بها لا مكان لها في قلب قد امتلأ حباً لله -تعالى؛ حيث قال -عز وجل-: «وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ»؛ ومَن أحب الله أحب الذي يحبه الله -تعالى-، وستعرض بوابة «دار الهلال»  طرق ووسائل شرعية تساعد العبد على حب الله -تعالى- بصدق، وهي كالتالي:

طرق حب الله بصدق 

حب الله -تعالى- لا يكون بالقول فحسب، وإنما يكون أيضاً بفعل ما يعزز صحة القول ويدل عليه، ولِتكون محبة المسلم صادقة لله -تعالى-، يمكنه اتباع ما يأتي: 

- إيثار محبة الله -تعالى- على ما تحبه النفس، وتهواه.
- اليقين بأن محبة الله -تعالى- لا تكون لسواه، كما أن الإنسان لا يجب أن يخشى أحداً كخشيته من الله -تعالى-؛ ليقينه بأن كل الخلق لله، وبِيده؛ فهو القادر عليهم، إلى جانب أن النعمة والبلاء، والخير والشر بأمره.
- العبودية الكاملة لله -تعالى- بما فيها من خضوع وطاعة؛ فهي الحق الذي من أجله خلقَت السماوات والأرض، والدنيا والآخرة؛ قال -تعالى-: «وَما خَلَقنَا السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ»؛ وذلك لأن كمال المحبة لا يكون بالسكون، وإنما بحركة نفس المحب للمحبوب، ويتحقق ذلك بالعبوديّة.
- التدبر في حقيقة أسماء الله الحُسنى، وصفاته العليا؛ لأن ذلك يغرس في القلب العديد من المعاني؛ ومن الأمثلة على ذلك المفاهيم المندرِجة تحت اسم الله العزيز؛ فعبدالعزيز لا يكون إلا عزيزاً.
- المداومة على ذكر الله -تعالى- بالقلب، وباللسان، ولا يغفل طرفة عن ذلك؛ فما تعلق قلب بذكر الله إلا أحبه الله -تعالى-.
- الإكثار من ذكر نِعَم الله -تعالى-؛ مما يورِث في القلب محبته.
- عبادة الله -تعالى- على الوجه الذي يرتضيه؛ فيراقب المسلم اللهَ -تعالى- في أفعاله، وأقواله، وحركاته، وسكناته؛ إذ لا عيش إلا معه، ولا استعانة إلا به، ولا لجوء إلا إليه؛ قال -تعالى-: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ).
- الحرص على تجنب كل ما يمكن له أن يحول بين العبد وربه، ومن ذلك الذنوب، والمعاصي.
- اتباع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ وذلك باتباع أوامره، واجتناب نواهيه؛ قال -تعالى-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)، وبذلك جعل الله -تعالى- مَحبّته مُستلزِمة لاتِّباع رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، ومشروطة بها؛ لِما فيها من صدق، وإخلاص؛ فيكون هذا الاتباع علامة واضحة دالة على مَحبة الله -تعالى-.
- الإكثار من النوافل؛ تقرباً لله -تعالى-؛ وذلك لِما أخرجه البخاري عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، أنه قال: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ  إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).
- الإكثار من قراءة القرآن الكريم؛ لأنه كلام الله -تعالى-؛ فبقراءته يتواصل العبد ويتخاطب مع ربه، لا سيما أن المُحبّ يتوق ويتشوّق دائماً للحديث مع مَن يحب.
- الحرص على الخلوة بالله -تعالى-؛ لأن معظم العبادات من صلاة، وصيام، وحج يكون المسلم فيها عابداً لله -تعالى- مع الناس؛ فكان لا بد من اختيار الوقت المناسب للخلوة؛ ألا وهو آخر الليل؛ فيصلي المسلم ركعتين، ويدعو الله -تعالى- بما شاء من الأدعية، ويستغفره، ويتوب إليه، وتكمن أهمية الخلوة في أنها عمل لا يعتريه رِياء، ولا شبهة، وهو خالص لله -تعالى- وحده.
- تألُم القلب، وحزنه على فوات الطاعة، أو تركها؛ فقد ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه تصدق بأرض؛ لأنه فوت صلاة العصر مع الجماعة، وقد بلغت قيمتها مئة ألف درهم.
- التحلي بمكارم الأخلاق، والحرص على الأعمال الصالحة، وفِعل الخير؛ فحب الله -تعالى- لا يجتمع مع البذاءة في الكلام، أو الإساءة إلى الجار، أو أخذ الرشوة، أو الكذب، أو غير ذلك من الصفات المذمومة.
- الحرص على محبة الأنبياء، والعباد الأخيار الذين يحبهم الله -تعالى-، كالرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وصحابته، وأولياء الله -تعالى-؛ فحُبّهم ليس حُبّاً مع الله، وإنما لِأجل الله، وهو من كمال محبّته.

Egypt Air