أكد الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، أن مؤسسة الأزهر عنصر فاعل عبر العصور ورسالته غير بعيدة عن الواقع، مؤكدا أن الأزهر الشريف "حمل الرسالة وثوابت الدين وتبنى قضايا عديدة ويضع مصالح البلاد دائما نصب عينه".
ولفت عامر في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم على هامش جلسات المؤتمر العلمي الدولي (الأزهر والتحديات المعاصرة في ضوء أحاديث الإمام الطيب وتصريحاته)، الذي نظمته كلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية- إلى أهمية المؤتمر الدولي ودوره في تجديد الخطاب الديني.
وأشار إلى أن رجال الدين الإسلامي يقومون بجهود كبيرة لتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية ومراعاة مصالح الناس، منبها إلى أن ذلك يتطلب أن يجمع العلماء بين التمكن المعرفي وإدراك الواقع بما يحقق المصالح وينشر ويطبق صحيح الدين.
وقال إن تصريحات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفكره حول تجربة التعايش، يعد كدعوة عالمية تتجاوز الأقاليم والأقطار ولا تقف عند قضية بعينها بل تتطرق إلى كافة القضايا التي تقض مضاجع العالم ومنها على سبيل المثال مواجهة الفقر والحد من التلوث البيئي.
من جانبها، أكدت أمين المؤتمر الدكتورة "مؤمنة عون" أن الأزهر الشريف حصن الأمة في مواجهة التحديات المعاصرة، موضحة دوره الفعال وحمل لواء التجديد، بمنهج وسطي متزن، يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وينفتح على الآخر محافظا على ثوابت الأمة وخصوصيتها الثقافية، بما يتميز به من امتلاك أدوات التجديد، واستيعاب أسرار العربية، والاقتدار في التعامل مع الأدلة الشرعية.
وألمحت إلى أنه عبر مسيرته التنويرية جعل الأزهر الشريف من تراث أمتنا الخالد نقطة الانطلاق نحو عملية التطور الحقيقي، التي ترتكز على معالجة فاعلة قوامها النظرة الفاحصة التي تعيد قراءة التراث، وتحدد موقعه من الفكر المعاصر، لتخرج برؤية معاصرة.
كما أشار مقرر المؤتمر الدكتور "محمد حسن قنديل " إلى أن هذا المؤتمر عقد للتأكيد على الرسالة الخالدة التي يحملها الأزهر الشريف، والتي تتسم بالوسطية والجمع بين الأصالة والمعاصرة، والموازنة بدقة بين ثوابت الدِّين وحقوق الوطن.
كما نوه إلى عزم المؤسسة على المضي قُدمًا في هذا السبيل لرفع راية الأزهر الشريف، وتقديم زادًا شافيا من علوم الدِّين واللغة، سالما من المغالطات والمفاهيم الخاطئة، مؤكدا على وطنية المؤسسة الأزهرية، وحرصها البالغ على معايشة واقع الأُمَّة، والمشاركة بقدر الطاقة في تحقيق الأمن الفكري والمجتمعي للدولة المصرية.
كما أكدت الدكتورة "إيمان محمد الشماع" عميد كلية الدراسات الإسلامية بالإسكندرية ورئيس المؤتمر، أن التحديات التي يواجهها الأزهر الشريف تستدعي الثبات على المنهج الوسطي، الذي رسمه الأزهر منهاج حياة لأبنائه مع بذل الجهد لنشر صحيح الدين.
وأضافت أن جهود فضيلة الإمام الأكبر في هذا الميدان لا تنكر ، فقد صارت مؤسسة الأزهر منارة للتجديد القائم على أسس صحيحة تقدر التراث ولا تقدسه.