شهدت البورصة المصرية موجة أخرى من الهبوط، على أثر المخاوف من تفعيل ضريبة الأرباح الرأسمالية مع بداية العام القادم 2022، على الرغم من استمرار المباحثات بين أعضاء مجلس الشيوخ ووزير المالية، كما تأتي هذه المخاوف تزامناً مع ارتفاع أسعار الغاز وتأثيره على قطاعات اقتصادية دون الأخرى.
جموعة من القرارات لا تنصب في صالح صغار المستثمرين
وقال الدكتور وائل الغريب استاذ اقتصاديات التمويل، والمحلل المالي، إن قيام إدارة البورصة وهيئة الرقابة المالية باتخاذ مجموعة من القرارات لا تنصب أبداً في صالح صغار المستثمرين منذ بداية شهر سبتمبر 2021، ومنها: جلسة المزاد لتعديل سعر أغلاق السهم، وإلغاء أكواد لثلاثة من كبار المستثمرين العاملين في السوق، والغاء عمليات وإيقاف التعامل على بعض الأسهم، وأدراج بعضها في أسهم المجموعة "د"، فمثلاً في 1 نوفمبر 2021 تم إلغاء التعامل على سهم العقارية للبنوك الوطنية، وفي 3 نوفمبر 2021 تم ايقاف التعامل على أسهم الأهرام، وجميعها أمور أفقدت ثقة المستثمر بالمؤسسات القائمة على إدارة البورصة.
وأضاف استاذ اقتصاديات التمويل، والمحلل المالي، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أنه لازالت الأصوات تنادى بالتدخل السريع من قبل القيادة السياسية، بوقف ضريبة الأرباح الرأسمالية، وأجراء تغيير جذرى في القائمين على منظومة البورصة، والتي تدار من خلال نظام إدارى مخالف تماماً لتوجهات القيادة السياسية، ولقد هبط سهم البنك التجاري الدولي بنسبة 2.76% حتى الساعة 2.14 دقيقة، إلا أن خلال جلسة المزاد ظهرت قوه شرائية من المؤسسات، لتعدل هبوطه بنحو 0.93%، ومن ثم تحسين وضع المؤشر الرئيسي في اللحظات الأخيره ليسجل هبوط 0.62 % فقط.
تأثير البنك التجاري الدولي
كما أشار إلي أنه على هذا النحو فإن ارتفاع مؤشر EGX 30 بجلسة الأحد 7-11-2021، سيكون من خلال تأثير البنك التجاري الدولي صاحب الوزن الأكبر، بينما باقي الأسهم الداخله في المؤشر لن تشهد تحسن يذكر، وبالنسبة للمؤشر السبعيني ففى أعتقادى سوف يواصل هبوطه، لعدم وجود آيه أنباء جديدة حول المطالب سالفه الذكر، ومن ثم انخفاض شديد بأحجام التداول والسيولة على السواء.
وعلى هذا النحو فقد توقع استاذ اقتصاديات التمويل، والمحلل المالي، أن تكون جلسة اليوم حمراء على مؤشرات السوق، على ضوء جلسة أغلاق يوم الخميس الماضي، حيث انخفض مؤشر EGX 30 بنسبة 0.62 % ليغلق عند 11612.84 نقطة، وكذلك مؤشر EGX 70 انخفض بنحو 2.67 % ليغلق عند 2164.73 نقطة.
ضبابية الرؤية وترقب المتعاملين
قالت حنان رمسيس الخبير الاقتصادي ومحلل أسواق المال، إن مازالت ضبابية الرؤية وترقب المتعاملين للتطورات المتعلقة بالقرارت الإدارية والتنظيمية لسوق المال هي المتحكم الأكبر في التعامل الحذر للإفراد، لإلغاء العمليات وإيقاف أكود عن التداول وإيقاف الأوراق المالية.
ضياع استثمارات الأفراد
وأوضحت محلل أسواق المال في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" أنه جاء ذلك بجانب بيع البنوك لأسهم العملاء جبريا بعد تعديهم النسب القانونية ولإلغاء تعاقدات الهامش معهم بسبب انخفاض أسعار الأسهم، أدي إلي مزيد من ضياع استثمارات الأفراد، فالمشكلة أصبحت أكثر من مشكلة خلال الفترة الحالية.
وأضافت "رمسيس" أنه بعد أن كان مطلب المتعاملين لإلغاء تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية لضمان انتعاش السوق، أصبح طلب المتعاملين لا مزيد من اللوائح والقوانين المنظمة، لأن السوق يحتاج تنشيط ومحفزات أسوة بالأسواق العربية.
توقعات الأسبوع الجاري
وتابعت: أما عن توقعات الأسبوع الجاري، سيظل تأثر المؤشرات مرتبطا بآداء فئات المتعاملين فالمؤسسات عادت الأقوي والأكثر تأثيرا ولكن علي المؤشر الرئيسي و4 أسهم قيادية تتحرك بين نقاط دعم ومقومة لتحسين صورة المؤشر.
أما المؤشرات الفرعية المرتبطة بآداء الأفراد المصريين والتي تعمل بآلية الأسعار، كلما تدنت أسعار الأسهم كلما ارتفعت تدريجيا، ولكنها لا ترتفع قياسيا بسبب المخاوف من تقلبات السوق ومحاولة تأكيد الأرباح من خلال البيع.
كما تتعرض تلك المؤشرات إلي ضغوط من قبل الجهات الإدارية بحجة ضبط إيقاع السوق، والتي بتلك الممارسات حدت من ارتفاع المؤشرات الفرعية، وخسرتة أسبوعيا قمم تاريخية كان سيحققها أسوة بالأسواق المجاورة.