أولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا بتطوير قطاع النقل خلال السنوات الماضية وبدأت تظهر بشائر هذا التطوير من خلال تحديث قطارات السكك الحديدية، وهو أمر سيستمر للتحديث الشامل لكل العربات، وقد أكد خبراء أن مرفق السكك الحديدية من المرافق الهامة في قطاع النقل الجماعي لخدمة حركة نقل الركاب والبضائع وهو أمر له دلالة على النمو الاقتصادي في البلاد.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد تفقد أجنحة معرض ومؤتمر النقل الذكي، واستمع لشرح حول تطوير السكك الحديدية، حيث تم التعاقد على توريد 1300 عربة تغطي مستويات خدمة مختلفة وصل منها 500 عربة حتى الآن، وسيتم وصول الباقي تباعا، حيث يجري حاليا التجهيز لإجراءات توقيع عقد مع الشركة الموردة لصيانة تلك العربات، وتبادل الخبرات الأجنبية، وخلال نهاية 2021 ستكون كل العربات على خطوط السكك الحديدية إما جديدة أو مجددة.

وبالنسبة لخطوط السكك الحديدية تم تجديد 800 كيلو على المواقع المختلفة في الخطوط بالشبكة، وعملية التجديد مستمرة بأحدث الوسائل التكنولوجية وتعتمد على الحالة الفنية للخطوط الحديدية، وبالنسبة للإشارات يتم حاليا تطوير نظم الإشارات، حيث تم البدء بالخطوط الرئيسية التي تغطي 1900 كيلو، وتشمل إنشاء أبراج إشارات تزود بنظم حديثة تكنولوجية داخل الأبراج.

وبالنسبة للورش تمت الإشارة إلى أنه جرى تطوير الورش وتحسين الأجهزة والمعدات لتحسين بيئة العمل داخل الورش، وبالنسبة للعنصر البشري فهناك معهد وردان على مساحة 150 فدانا، وتم تطوير كل المنشآت به والمناهج وتحديث المعامل، وتم تحويله من مدرسة فنية إلى معهد فني تكنولوجي، وخلال الشرح تم التأكيد على أن القوات المسلحة ساعدت على اختيار وتأهيل 300 مهندس و1000 فني وسيكونون مستقبل السكك الحديدية في مصر.

 

تطوير شامل

وفي هذا السياق، قال الدكتور مصطفى صبري، أستاذ النقل بجامعة عين شمس، إن مرفق السكك الحديدية من المرافق الحيوية الهامة في مصر، وتطويره أمر مهم لخدمة ونقل الركاب والبضائع، مضيفا أن تطوير السكك الحديدية لا يقتصر فقط على العربات ولكن يشمل أيضا مسار القطارات والسكك الحديدية، وبعد استقدام قاطرات وعربات جديدة.

 

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السكك الحديدية من أفضل وسائل النقل وأرخصها وأكثرها أمانا، مضيفا أن الدولة المصرية تعمل على تطوير قطاع السكك الحديدية منذ سنوات، ونحن الآن في مرحلة جديدة ويجري التطوير بمعنى التطوير فعليا حيث يشمل التطوير مسارات القطارات والإشارات ونظم التحكم وكذلك قاطرات وعربات جديدة، وكذلك تنشأ خطوط جديدة مما سينعكس إيجابيا على قطاع السكك الحديدية.

 

وأكد أن منظومة النقل الذكي لها العديد من المميزات منها منع وتقليل الحوادث بقدر الإمكان وتحديد تتبع العربات، وكذلك تقليل التكدس والزحام والتدخل للتعامل مع الأعطال بشكل سريع والحد من السرعة الزائدة، مضيفا أن المنظومة تعالج مشكلة حوادث الطرق، لأن الحوادث والسيطرة عليها هي أكبر مشكلة في مصر، بجانب ذلك ستعمل على تقليل الزحام.

 

تشجيع النقل الجماعي المحسن

ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ النقل وهندسة المرور بجامعة الأزهر، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا بتحقيق التنمية في كل ربوع البلاد، والمؤشر على تحقيق النمو الاقتصادي في الدولة هو حالة السيولة المرورية على شبكة الطرق وأن تجري عمليات النقل بشكل مرضٍ للجميع، وهو ما يوليه الرئيس اهتماما.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن السيولة المرورية تعني النمو الاقتصادي في الدولة، لأن المستثمرين والمنتجين والمصنعين يولون اهتماما كبيرا بشبكات النقل البري والبحري والسكك الحديدية، مضيفا أن السكك الحديدية لا تستخدم فقط في نقل الركاب ولكن أيضا في نقل البضائع، وهو أمر ينطبق على مرافق النقل بصفة عامة.

وشدد مبروك على أن التوسع في مرافق النقل وتحسينها وتطويرها وعملها بالنظم الآلية والتكنولوجية الحديثة هو أمر يخدم الاستثمار ويجذب المستثمرين للعمل في مصر، وفتح فرص عمل للشباب وللجميع، مضيفا أن الغرض من التطوير ليس تحديث الشكل فقط ولكن فتح المجال للنمو الاقتصادي في الدولة على جميع المستويات.

وأشار إلى أن التوسع في قطاع النقل الجماعي بما فيه السكك الحديدية مهم لتشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل الجماعي المحسنة، وهذا سيسهم في تقليل العربات التي تتحرك على الطرق بنسبة 40%، مؤكدا أن القاهرة يتحرك عليها صباحا نحو 2.5 مليون سيارة ومصر بها نحو 8 مليون مركبة لذلك تشجيع 40% من المواطنين على ترك سياراتهم واستقلال وسائل النقل الجماعي المحسنة سواء السكك الحديدية أو الأتوبيسات أو المونوريل الجديد كلهم سيسهم في تحسين النقل الجماعي وتوفير 40% من البنزين والتلوث البيني وهو أمر كله سيتوفر مع وسائل النقل الجماعي المحسن.