بقلم: عبد الرازق توفيق
تولي القيادة السياسية اهتمامًا غير مسبوق بأبناء وأسر الشهداء وفاء وتقديرًا لعطائهم.. فالدولة المصرية في حالة تواصل مستمر معهم بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ودائمًا نتذكرهم فى كل المناسبات والأعياد.. بالتكريم.. والحقيقة أن الحديث مع إحدى هذه الأسر الفخورة بأبنائها يختلف تمامًا عن الأقوال أو السماع.. فمصر الوفية.. تجزل العطاء والوفاء لأرواح الشهداء فلولا تضحياتهم ما كنا ننعم بالأمن والأمان والاستقرار والتنمية والبناء. الحقيقة الثانية أن مشروع تطوير وتنمية الريف المصري هو نقلة تاريخية فريدة واستثنائية.. فعندما تذهب إلى قريتك تشعر بحياة جديدة تدب فى أوصالها.. ومعنى مختلف للحياة الكريمة.
شهادة تستحق أن يعلمها الناس فى دولة الوفاء والعطاء.
فى حضرة والد الشهيد
ما أعظم الشهادة فى سبيل الله والوطن إنها نعمة وفخر ومنزلة عظيمة لمن ضحى بروحه وافتدى وطنه.. هذا الفخر يحلق بعيدًا سواء على الأسرة أو أهل المنطقة والبلدة والمحافظة بأسرها.. فلولا تضحيات الشهداء. ما كنا ننعم بالعزة والكرامة والسيادة والأمن والاستقرار والبناء والمستقبل الواعد وما كنا تجاوزنا وعبرنا كل هذه التحديات والتهديدات التى مرت على مصر خلال السنوات الماضية التى أثبت فيها رجال وأبطال جيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية انهم على قدر الثقة واحترام المصريين وانهم بالفعل السند والدرع والحصن.
الحقيقة اننى توقفت أمام أمرين مهمين خلال زيارتى السريعة إلى بلدتى فى سوهاج بعد سنوات من الغياب.. الأول هو الاهتمام والرعاية والمتابعة المستمرة لأهالى أسر وأبناء الشهداء.. والوقوف على احتياجاتهم ومتطلباتهم أولاً بأول.. والأجمل هو السؤال الدائم والمستمر عنهم.. وهى مسألة تدعونا للفخر بوفاء وعطاء القيادة السياسية التى تضع أبناء وأسر الشهداء فى صدر أولوياتها واهتماماتها وتحافظ على السؤال والتواصل معهم وتلبية كل احتياجاتهم تقديرًا لعطاء وتضحيات الشهداء.
الحقيقة.. وإحقاقًا للحق.. لم تشهد مصر من قبل هذا الاهتمام والإجلال الكبير والعظيم والفريد والمتدفق لأبناء وأسر الشهداء والحرص على تكريم وتعظيم عطاء الشهداء إلا فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى.. وخصهم بأشياء كثيرة يستحقونها عن جدارة.. فقد افتدتنا جميعًا تضحيات هؤلاء الشهداء ورسمت لنا خيوط المستقبل والأمل وحافظت لنا على الكرامة الوطنية.. وعدم التورط فى مستنقع السقوط والفوضى والانفلات ودمار الأوطان. تلقيت اتصالاً من أحد أهالى قريتى وربما لم أكن أعرفه من قبل.. يستأذن فيه بزيارتى.. فأجبته يشرفنى.. ولم أكن أدرى أنه والد الشهيد البطل محمد أحمد السيد أبوحميد الذى استشهد فى ٤ مايو ٨١٠٢ خلال ملحمة العملية الشاملة لتطهير سيناء من دنس الإرهاب والخيانة جلست إلى جوار والد البطل.. وأخبرته بأنه شرف عظيم لى أن أجلس بجوارك فأنت والد البطل الذى تفخر به مصر بأسرها.. وأتشرف أن أكون واحدًا من أهالى قريته.. وأفخر بما قدمه لوطنه.
والد الشهيد أخبرنى أن البطل كان حاصلاً على ليسانس الحقوق بتقدير جيد جدًا وكان محبوبًا من أهالى القرية دمث الخلق شديد التواضع والأدب.. كان يعمل خلال الإجازة الصيفية بل وخلال الدراسة ليساعد والده فى الإنفاق على اخوته وتدبير مصاريف دراسته.. أخرج لى الموبايل وأرانى صورته.. أقسم بالله شعرت بأنه ملاك. «العظيم» فى والد الشهيد حالة الثبات والرضا والفخر بما قدمه ابنه الشهيد لوطنه.. وقال لى بالنص «أما نسيب بلدنا مين هيدافع عنها؟» والد الشهيد له رؤية خاصة أبهرتنى فى تفسيره لآية «بل أحياء عند ربهم يرزقون» فهو لديه يقين ان ابنه حى.. ويتخيل أنه يعيش خارج مصر ويقدم له المساعدات والخير والرزق الوفير.. لديه اعتقاد بأن ابنه البطل لم يمت.. وانه مازال يعيش بينهم رغم رحيله عن الدنيا.
والد الشهيد البطل أشاد كثيرا بما تقوم به الدولة المصرية وما تقدمه لأسر وأبناء الشهداء.. فالقوات المسلحة فى تواصل مستمر معهم.. وتطمئن عليهم وعلى أحوالهم بشكل دائم.. ولا تنساهم فى الأعياد والمناسبات وأيضًا فى التكريم المتعدد سواء فى يوم الشهيد أو عيد الأم.. ويؤكد أن عطاء الشهيد البطل لا ينقطع ولا ينضب أيضًا بل انهم يعيشون من جزاء رزقه عند الله. لكننى فخور بابنى واستشهاده فى سبيل بلده.. ويتمنى أن يطلق اسم ابنه الشهيد البطل على إحدى المدارس فى المحافظة أو المشروعات وخاصة إذا أطلق اسمه على المدرسة الإعدادية الجديدة فى قريته التى تقام ضمن مبادرة «حياة كريمة» وتنمية قرى الريف المصرى. بشهادة والد الشهيد التى تنبض بالصدق والفخر.. جسدت ما يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسى من اهتمام ورعاية لأسر الشهداء وتقدير وعرفان لعطاء هؤلاء الأبطال فالرئيس السيسى لا يبخل على هذه الأسر بأى نوع من الرعاية.. ولا يتوانى عن الاستجابة لمطالبهم.. ويحيطهم بالتكريم والرعاية والسؤال الدائم عنهم.. فهم فى بؤرة اهتمام الدولة.
الحقيقة أن عهد الرئيس السيسى غير مسبوق ليس فقط فى مجال الاهتمام والرعاية لأسر وأبناء الشهداء.. والاهتمام والوفاء لعطاء هؤلاء الأبطال ولكن أيضًا فى جميع المجالات.. خاصة أن المواطن المصرى هو بطل كل هذه الإنجازات والمشروعات وهو هدف كل جهود الدولة فى كل ربوع الوطن.. وفى جميع المجالات والقطاعات.
الأمر الثانى المهم الذى توقفت عنده فى ثانى الأيام بعد وصولى.. بدء عملية الحفر فى كل شوارع القرية.. لعمل الصرف الصحى ضمن مشروع تنمية وتطوير الريف المصرى «حياة كريمة».. وفى اعتقادى هو حدث تاريخى.. ونقلة وطفرة غير مسبوقة للقرية المصرية عمومًا.. فهذا المشروع العملاق يعيد الاعتبار للقرية المصرية.. ويمنحها الحياة الكريمة التى حرمت منها على مدار العقود الماضية بعد أن سقطت فى بئر النسيان والتجاهل والتهميش فى جميع المجالات.
الحقيقة ان عهد الرئيس السيسى هو مصدر الخير لجميع المصريين.. وصاغ ملامح حاضر ومستقبل جديد لهذه الأمة العظيمة فى كافة المجالات.. وتأخذ بيد المواطن المصرى إلى الحياة الكريمة والعيش فى الوطن القوى والقادر والآمن.. فمشروع تنمية الريف المصرى هو تتويج لملحمة البناء والتنمية المصرية.. وعنوان مشرف للتجربة المصرية حيث إن المشروع يستهدف أكثر من نصف سكان مصر أى ما يقرب من ٠٦ مليون مواطن فى ٠٠٥٤ قرية مصرية و٠٣ ألف تابع بتكلفة ٠٠٧ مليار جنيه والهدف الأسمى هو توفير الحياة الكريمة للمواطن المصرى.. وأيضًا تحسين توزيع عوائد الإصلاح والبناء والتنمية بعدالة على جميع ربوع البلاد وعين العدالة جغرافيًا وتوفير الخدمات اللائقة من سكن لائق وحياة كريمة وأسلوب مختلف للحياة بلا معاناة.. ودعم ومساعدة الفئات الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية والدعم والحماية الاجتماعية والتأهيل والتدريب.. بالإضافة إلى الارتقاء بخدمات الصحة والتعليم.
مظاهر العمل فى مشروع تنمية الريف تنتشر فى قرى الصعيد الذى عانى طويلا من التجاهل والنسيان.. تجد عمليات الحفر وبناء المستشفيات والمدارس الجديدة.. وتسجيل أسماء المنازل التى سيعاد بناؤها بما يليق بالحياة الكريمة للمواطن المصرى.. باختصار شديد.. هذا التطوير هو حديث الناس خاصة الصرف الصحى والمياه النظيفة والنقية.. وسوف تكون عملية إقامة مراكز الشباب طاقة نور وأمل لاستغلال طاقات الشباب فى أعمال مفيدة لهم وتبعدهم عن شبح المخدرات والتطرف بالإضافة إلى المساعدة فى توفير فرص عمل من خلال المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر التى توفر عائدًا مناسبًا لحياة كريمة.
عمليات الحفر التى اخترقت دروب وشوارع القرية تمثل نقلة ومرحلة جديدة فى تاريخ القرية المصرية.. فهى تعنى أن الخدمات اللائقة من صرف صحى ومياه وغاز اقتربت جدًا من متناول المواطن بالإضافة إلى وضع جميع الخدمات التى يحتاجها بالقرب منه دون معاناة. إن مصر تدخل عصر «الجمهورية الجديدة» بفكر «ورؤى» جديد وغير مسبوق.. هذه الجمهورية جُل هدفها هو الإنسان المصرى الذى بجهده وضميره وإخلاصه نجح فى عبور المستحيل.. وانطلق يبنى ويعمر ويشيد ويتحلى بالوعى لوقف النزيف سواء التعديات على الأراضى أو النمو السكانى العشوائى، الوعى يتزايد.. وبالتالى تتجدد الآمال.. خاصة إذا وصلت إلى شعب مكتمل الوعى.. يشارك فى المسئولية.. فى ظل قيادة سياسية تتمسك بالرؤية والإرادة الصلبة والوصول بمصر إلى بر التقدم والرخاء. تحيا مصر