تدعم المملكة العربية السعودية، منذ سنوات طويلة، قطاع التعليم في الجمهورية اليمنية بعدد كبير من المشروعات التي يمولها ويشرف على تنفيذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وهناك 64 مشروعا تم تنفيذ بعضها، وجار تنفيذ البعض الآخر، بقيمة إجمالية بلغت 153 مليون دولار حتى شهر أكتوبر من العام الجاري، نجحت خلالها المملكة في توفير فرص التعليم والتعلم لعشرات الآلاف من الطلاب والطالبات في مختلف أنحاء اليمن، والمساهمة في تحسين وتطوير البنية التحتية المدرسية وتوسعة مرافق التعليم، ما ساهم في رفع جودة التعليم وتطوير الخدمات المقدمة للطلاب، وارتفاع معدلات الالتحاق بالتعليم، الأمر الذي يصب في تعزيز قدرة الاقتصاد اليمني على النمو المستدام.
مشروعات برنامج تنمية وإعمار اليمن
ودعمت المملكة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قطاع التعليم في الجمهورية اليمنية الشقيقة بـ 41 مشروعًا ومبادرة، بتكلفة تتجاوز 31.5 مليون دولا أمريكي، وذلك حتى شهر أكتوبر الماضي؛ حيث أنشأ البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن 23 مدرسة نموذجية في 7 محافظات يمنية، وتجهيزها بأحدث المواصفات التي تمنح الطلاب والطالبات بيئة تعليمية جيدة، وتدعم الأنشطة الصيفية التي تنمي مواهب الابتكار والابداع لديهم.
كما قام البرنامج بدعم طباعة وتوزيع أكثر من نصف مليون كتاب مدرسي، مستهدفا ضمان تحقيق فرص التعليم لكلا الجنسين ووصول جميع الطلاب بسهولة ويسر للمرافق التعليمية من خلال توفير 26 حافلة للنقل التعليمي لعدد من المدارس والجامعات في محافظات المهرة وأرخبيل ومأرب وعدن.
ويعمل البرنامج حاليًا على تطوير وزيادة القدرة التشغيلية لجامعة سبأ بمحافظة عدن عن طريق إنشاء قاعات دراسية تستوعب 1000 طالب وطالبة، فضلاً عن دعم الرسوم الدراسية والمعيشية لـ 6136 مبتعث ومبتعثة في 39 دولة حول العالم.
مشروعات مركز الملك سلمان للإغاثة
في اتجاه موازٍ، قدمت المملكة ممثلة بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، 23 مشروعًا لدعم قطاع التعليم في كافة المحافظات والمديريات في اليمن حتى 30 سبتمبر الماضي بتكلفة تجاوزت 121 مليون دولار؛ حيث أنجز المركز بالتعاون مع عدد من المؤسسات التنموية المحلية والدولية، أبرزها: اليونسيف – اليونسكو – المنظمة الدولية للهجرة - صلة للتنمية، عدد من المشروعات والمبادرات منها: تهيئة وتجهيز المختبرات في عدد من الجامعات اليمنية، وبرنامج التعليم الإلكتروني، وتقديم الحوافز النقدية لدعم المعلمين والكوادر التعليمية، ودعم وصول الاطفال اليمنيين إلى فرص التعليم الجيد خلال جائحة كورونا، وضمان وصول النازحين داخليًا إلى الخدمات التعليمية، وتوفير الاحتياجات والمستلزمات الدراسية لعدد من الطلاب والمدارس، والمساعدة في إدماج الطلاب العائدين والنازحين في بعض المحافظات اليمنية.
ومن أجل خدمة تعليمية متكاملة، قام المركز بتنفيذ عدد من المشاريع الإغاثية والإنسانية أثناء جائحة كوفيد -19، عبر توفير وسائل الحماية والوقاية الصحية للطلاب والطالبات والطواقم التعليمية وتقديم الدورات الصحية في مختلف المدارس اليمنية.
تحديات يفرضها الحوثي
تأتي تلك الجهود السعودية في وقت يواجه العمل الإنساني لدعم التعليم في اليمن العديد من التحديات منها، استغلال ميليشيا الحوثي للأطفال المتسربين من المدارس لزيادة ظاهرة تجنيد الاطفال، واستقطاب الأطفال في المخيمات لتدريبهم على الإرهاب والتطرف، وتحويل عدد من المدارس لمناطق عسكرية ومخازن للسلاح، وتغيير المناهج في نطاق الميليشيات الحوثية بما يخدم خطاب الكراهية والعنف والتطرف، الأمر الذي يزيد من صعوبة الوصول إلى بعض المحافظات والمديريات اليمنية لتقديم الخدمات التعليمية في اليمن.