الخميس 23 مايو 2024

الدستور والعَلَم.. فى الجمهورية الجديدة

مقالات8-11-2021 | 20:24

«30 يونيو.. و3 يوليو» تاريخان مصيريان فى مستقبل هذا الوطن..  وهما القاعدة التى انطلقت منها الجمهورية الجديدة التى يقودها رئيس عظيم وقائد ملهم .. لذلك فإن الإعلان أو الانتقال للجمهورية الجديدة لابد أن يكون متضامنًا ومتزامنًا مع التاريخين العظيمين فى ذاكرة الوطن.

 إننا فى حاجة إلى دستور يواكب معطيات ومكونات ومفردات وتحديات الجمهورية الجديدة .. ولكننا لسنا فى حاجة إلى تغيير العلم الوطنى لأنه عاش معنا كل التحديات وكان رمزًا وعنوانًا لكل الانتصارات والإنجازات.. وهو الذى اصطففنا تحته فى حروبنا من أجل البقاء والبناء وهو  الذى احتضن جسد الشهيد الذى منحنا الحياة فكيف لنا أن نغيره وهو رمز الأمجاد.

انطلقت ملامح ومبادئ الجمهورية الجديدة التى أسسها الرئيس عبدالفتاح السيسى من قاعدة دولة 30 يونيو.. والحقيقة أن هذه «الجمهورية» لابد أن يكون لها ما يتواكب مع ما حققه المصريون من إنجازات عملاقة،  وانتصارات مدوية فى معركتى البقاء والبناء وصولاً إلى العبور بمصر إلى المستقبل الواعد فى جمهورية جديدة عنوانها الإنسان المصرى بالإضافة إلى مواكبة التحديات والمتغيرات والحداثة والتطوير مع الحفاظ الحتمى على الروح والهوية المصرية بمبادئها وقيمها وأصولها وتوهجها الحضارى العميق.

 وفى اعتقادى أن أهم ما ترتكز عليه الجمهورية الجديدة هو صياغة لمكونات ومفردات وتطلعات الدولة المصرية فى الماضى والحاضر والمستقبل فلا يمكن التخلى عن أى مكون، لنصل إلى جمهورية متفردة فى هويتها ومبادئها وأسسها وأحلامها وتطلعاتها فلا يمكن تجاهل المراحل التى أوصلتنا إلى قمة النجاح والزهو والدخول فى عصر الجمهورية الجديدة.

لذلك أتفق تمامًا مع ما كُتب حول ضرورة إعلان «الجمهورية الجديدة» وإطلاق الاحتفالات الأسطورية بهذه المناسبة التاريخية.. التى تشكل نقطة الوصول إليها أكبر وأعظم الانتصارات المصرية على تحديات وتهديدات ومخاطر غير مسبوقة لم تعرفها الدولة المصرية..  وهى بمثابة ميلاد للإنسان المصرى الجديدة كما يتمناه الرئيس السيسى..  من هنا لابد أن يكون إعلان الميلاد متزامنًا مع ذكرى انطلاق القاعدة التى خرجت منها الجمهورية الجديدة وهى «30 يونيو.. أو 3 يوليو» ولا تاريخ غير ذلك..  لأن هذه المراحل تمثل ذروة خصوصية الجمهورية الجديدة.. والتى تعكس نضال وكفاح هذا الجيل من المصريين.

لا أختلف على الإطلاق فى حاجة الجمهورية الجديدة إلى دستور جديد يليق بها ويجسد خصوصيتها وعصريتها والتحديات التى تواجه مسيرتها ومستقبلها وبما يواكب ما وصل إليه الإنسان المصرى من تطور وبناء.. وبما يواجهه من تحديات وبما يتطلع إليه من أحلام ومكانة وريادة وقيادة للمنطقة والإقليم وأيضًا العالم فمصر فى جمهوريتها الجديدة مؤهلة تمامًا.

لا شك أيضًا أن لكل زمان عنوان..  وطبيعة خاصة..  ومتطلبات محددة تختلف عن الماضي .. فنحن ننظر بعين الحاضر والمستقبل..  ونرصد تحدياتنا والتهديدات التى تحدق بنا وبما يواجه هويتنا المصرية بكافة مكوناتها من محاولات شرسة للسلب والاختطاف والتغيير المنحرف والمنجرف عن السياق الحضارى المصرى وثوابت منظومة القيم..  وفى ظل أيضًا محاولات الغزو والاحتلال العقلى والثوابت لذلك نحتاج دستورًا جديدًا يمثل حاضرنا ومستقبلنا ويلبى احتياجاتنا ويتوافق مع مفردات الحاضر والمستقبل..  ويتحدث بنفس لغة العصر دون مساس بالثوابت الجوهرية فى الهوية المصرية.

نحتاج دستورًا جديدًا يحمى الإنسان ويحمى الوطن.. ويحافظ على مسيرة البناء دون حدود .. بأحلام تلامس السماء وتتجاوز كل التحديات دستورًا جديدًا يطابق الواقع .. ويمثل الجمهورية الجديدة وشعبها الذى استحق المكان والدور والثقل الإقليمى المرموق فمصر هى المرتكز الثابت وعمود المنطقة والجبل الراسخ بأمنها واستقرارها وأمجادها وإنجازاتها ونجاحاتها ووعى شعبها.

مصر فى حاجة بالفعل إلى دستور جديد يجسد قوتها وقدرتها ومكانتها وهيبتها وما وصل إليه الإنسان المصرى من كرامة وحقوق وحياة كريمة.. وأيضًا دستور يواجه كل التحديات والتهديدات ويحافظ على الوطن مثل حاجتها أيضًا إلى تشريعات جديدة تحافظ وتحمى الوطن.. لكن اختلافى فقط مع زميلى الإعلامى الكبير نشأت الديهى فى تغيير علم مصر .. وأنا لا أرى حاجة إلى علم وطنى جديد لأن هذا العلم هو الذى رفعناه فى ذروة انتصاراتنا وتحدياتنا وما واجهناه من تهديدات.

يكفى فخرًا للعلم الحالى الذى نفتخر به أن احتضن جسد الشهيد .. الذى ضحى بروحه وحياته من أجل أن نصل إلى الجمهورية الجديدة..  هو العلم الذى وقفنا احترامًا وتقديرًا له فى أوج التهديدات والمخاطر.. وهو من يبعث فينا روح الفداء والشجاعة وكنا جميعًا خلفه.

العلم الوطنى الحالى هو الذى شاركنا فى كل اللحظات .. التهديدات والانتصارات..  هو الذى أدى له التحية البطل الشهيد من رجالنا فى الجيش والشرطة فكيف نتخلى عنه فى جمهوريتنا الجديدة..  وهو ما ترسخ فى أذهان الأجيال الحالية التى قادت ملحمة النصر والبناء والبقاء فى الطريق إلى الجمهورية الجديدة.

اننا بحق فى حاجة إلى دستور جديد..  وتشريعات جديدة لحماية هذا الوطن.. وأمن المواطن والمجتمع فى ظل المتغيرات الصعبة والحادة لأن الوطن مازال يواجه التهديدات والمخاطر فى الداخل والخارج فهو وطن مستهدف فى نجاحاته وإنجازاته وتقدمه ومكانته وثرواته وحقوقه محاولات يائسة لإضعافه وإسقاطه..  فمصر هى حجر الزاوية وعمود المنطقة.. فهى الثابت الوحيد فى المنطقة بأسرها.. لذلك نحتاج دستورًا جديدًا يحافظ على هويتنا.. ويؤمن الوطن .. ويحمى الجمهورية الجديدة ويتواكب مع العصر والحفاظ على الهوية..  ثم تأتى مرحلة التشريعات الجديدة التى من المهم أن نرصد التهديدات والتحديات التى تحدق بنا ثم صياغة تشريعات وقوانين جديدة تلبى حماية الوطن والحفاظ على الشعب والمجتمع.. لكن لسنا فى حاجة إطلاقًا لتغيير علمنا الوطنى مع كامل احترامى وتقديرى لوجهات نظر الزملاء الشرفاء الذين يتبارون فى حب الوطن عطاء وفداء وعشقًا.

ما بين الإسفاف والتطفل

حالة غريبة من التهور والاندفاع فى خلق حالة من الجدل واللغط.. تصاحبها حالة من عدم المسئولية المجتمعية .. ففى الوقت الذى نعانى فيه من تعرض منظومة القيم والأخلاق لتحديات خطيرة..  يخرج علينا أحد المعلقين الرياضيين فى مباراة الأهلى والزمالك ليتفنن فى الألفاظ البذيئة..  والإيحاءات المريضة التى لا يقدم عليها المراهقون وترسخ للانحلال والسوقية على مسمع عشرات الملايين الذين يشاهدون مباراة القمة بين قطبى الكرة المصرية.

وفى الوقت الذى نحاول فيه أن نعيد ترميم منظومة القيم ومواجهة التحديات الأخلاقية .. يخرج علينا معلق بلغ من العمر أرذله ليردد ألفاظًا سوقية وشوارعية .. وأرى أنه لابد من إيقاف هذا المعلق تمامًا .. لأنه دأب على مثل هذه الأفعال وهذا المتصابى الإعلامى عليه إدراك المسئولية .. فهو يحاول استعراض مفردات لغته المتدنية عن جهل مطبق..  وعدم إدراك للمسئولية المجتمعية..  وعدم الوعى بما يجرى وأهمية الارتقاء بالذوق العام ومنظومة الأخلاق .. فهذا الإسفاف لم نعهده فى كبار المعلقين العظماء مثل محمد لطيف ومدكور والجوينى وميمى الشربينى وحمادة إمام كانوا فى منتهى الرقى وعدم الإسفاف.

معلق مباراة الأهلى والزمالك صاحب مقولة «الزغلول» لابد أن يحال إلى التحقيق..  وإجراء يمثل محتوى ومضمونًا لكل مباريات القمة التى علَّق عليها سنجد هناك  إساءات بالغة .. وتعبيرات وألفاظًا خادشة للحياء. الأمر الثانى الذى كتبت عنه كثيرًا .. وأؤكد مجدداً أن الإخوان المجرمين ليس لهم علاقة بالدين وهو منهم براء .. فهم مجموعة من الخونة والمرتزقة وأعداء الدين..  تاجروا وشوهوا الدين وأساءوا إلى الإسلام.. ولا يمكن أن نسمح للناس أن يحسبونهم على الدين لأنهم عملاء ومتآمرون عليه.. وفى الاتجاه الآخر هناك قطاع يعادى الدين قلباً وقالباً  .. لذلك نجد أفكارًا شاذة ومريضة تخالف صحيح الدين ولا تمت إليه بصلة .. وتجرح وتسىء إلى كل ما يتعلق بالدين .

الحقيقة أن المصريين الذين تربوا على السماحة والتسامح والاعتدال والوسطية لا يقبلون الدين الذى أراده الإخوان المجرمون من تطرف وتشدد وإرهاب وقتل وعنف .. ولا يقبلون أيضًا كراهية أو الإساءة للدين يريدون فقط الدين الذى تربوا عليه منذ أن دخل الإسلام مصر.

لذلك لن أعلق على ما يثار الآن من أن الصيدلى بدلاً من أن يقرأ القرآن..  كان الأفضل أن يقرأ أحد المراجع العلمية .. وأرى أن هذا على أقل تقدير شأن شخصى وأسلوب حياة .. فربما أميل أنا كشخص إلى قراءة المرجع العلمى فى البيت وأقرأ القرآن فى الصيدلية .. أنا حر ولا يمس أو يتعارض مع حرية أى شخص .. لكن أرى أن هذا القول هو تمادٍ فى كراهية الدين.. فهؤلاء دافعوا عن مسيلمة الكذاب وأساءوا للصحابة .. ويحرفون الكلم عن مواضعه وهم والإخوان وجهان لعملة واحدة. فترجيح أمر على أمر أومحاولة تحديد الأولويات الشخصية هو تطفل لا محل له من الإعراب.

تحيا مصر