إكرام الضيف أحد الأمور المستحبة في الدين الإسلامين فالله تعالى يحب أن يكرم المرء ضيفه، والرسول الكريم ذكر الكثير من الوصايا العظيمة لإكرام الضيف، إذ يقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الذاريات آية 24«هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ، إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ قَوْمٌ مُنكَرُونَ، فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ، فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلاَ تَأْكُلُونَ»
فضل إكرام الضيف
يجزي الله من يكرم ضيفه الجنة، إذ يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».
ينجي الله من يجبر مسلم ويطعمه ولو بالقليل بالنجاة من النار، إذ يقول الرسول الكريم «اتقوا النار ولو بشق تمرة»، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».
من يستقبل ضيفاً، أو حتى يطعمه من جوع فله جزاء عظيم، حيث يقول الرسول الكريم «أحب الأعمال غلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربه أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا»، ويقول خياركم من أطعم الطعام.
ففضل الضيافة وإطعام الطعام وكرم الضيف عظيم، فالله تعالى يكرم المحسنين وأصحاب القلوب النقية، والمتصدقين والذين في قلوبهم اللطف واللين، ويجازي عن كرم العباد لإخوانهم خير جزاء ويمن عليهم ويرزقه هديه وكرمه.
يجب قص قصة عن إكرام الضيف للأطفال الصغار وجعلهم يكتبوا تعبير عن اكرام الضيف، ليعرفوا قيمة هذا العمل العظيم، لأنه سيساعدهم في حياتهم على الحصول على الأجر العظيم الذي يناله كل من يكرم الضيف ويحسن استقباله ويطعمه.
أنواع الضيوف في الإسلام
قسم الأئمة الأربعة الضيوف إلى نوعين من ناحية المكان الذين أتوا منه وذهبوا إليه.
ولكل منهم حكمه في الضيافة، حيث قسم الضيف إلى الضيف الذي يجيء من القرى أو المسافر لقول رسول الله المجتاز والمجتاز هو الذي يجيء من سفر بعيد، ويحق لهذا المبيت ثلاثة ليال، وفق ما قال الإمام مالك، بينما لم يجيز مالك المبيت ثلاث ليال لأهل الحضر، أما الضيف من نفس المدينة أو الذي جاء من الحضر فيكرم ليلة واحدة وفق ما قال مالك أيضاً.
يرى الشافعي وأبن حنبل والإمام أبو حنيفة أن الضيف من البادية أو الحضر يحق له المبيت ثلاث ليال ويكرم، فقال بن عبد البر «الضيافة حق على أهل البادية والحاضرة عند الشافعي، وخصها مالك بغير أهل الحضر».
كما يصنف الضيف قريب أو غريب
فالضيف القريب أو الغريب يجب أن يستأذنوا لدخول المنازل، ولكن لا يجب أن يأتي الغريب لبيوت الناس بنية الضيافة ويقيم في المنزل الذي به المحارم ويثقل على الناس، بينما يحق ذلك للأقارب والمعارف والمسموح لهم بدخول المنزل، حيث قال الإمام النووي «ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه، قالوا: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال: يقيم عنده ولا شيء له يُقرِيه به».
مدة الضيافة الواجبة
قال بن قدامة رحمة الله عليه في إكرام الضيف «الواجب يوم وليلة، والكمال ثلاثة أيام»، فمدة الضيافة التي أقرها الدين الإسلامي من يوم وليلة إلى ثلاث أيام، يجب أن يكرم فيها الضيف ويمنح حقه، كما أن الضيف الذي يجب إكرامه ومنحه حقوق الضيافة والبيات، هو الضيف المسافر الذي قدم من بلد لأخرى.