الأحد 16 يونيو 2024

أصبح السمة المميزة فى ماراثون رمضان 2017 .. فى العرض الحصرى المنتج كسبان والخاسر كثيرون!!

6-6-2017 | 10:08

تحقيق : عمرو والى

فرضت القنوات التلفزيونية شعار العرض الحصري على موسم مسلسلات رمضان، ليدخل في المنافسة عدد كبير منها لتحقيق أعلى نسبة مشاهدة من خلال الفنان الذي ينتظره الجمهور ويتابع أعماله. ورغم أن العرض الحصري للمسلسلات تعتبره القنوات نقطة إيجابية في الحصول على أكبر نسبة مشاهدة وجزء كبير من كعكة الإعلانات إلا أنه يعد عائقًا أمام الجمهور نفسه، ويحرمه من فرصة اختيار مشاهدة العمل في الوقت الذي يراه مناسبًا لظروفه، مما قد يؤثر على نسب المشاهدة، وهو الأمر الذي يؤثر بدوره على العمل وصناعه ... «الكواكب» تطرح تساؤلاً حول مدي تأثير العرض الحصري على الدراما التليفزيونية؟ ومن هو الطرف الرئيسي المستفيد منه؟ والمحرك الأساسي له؟ وهل تتحدد شعبية الفنان من خلاله؟ وذلك عبر المتخصصين من خلال السطور القادمة...

وحصلت قناة Mbc مصر على 6 مسلسلات حصرية هي "عفاريت عدلى علام" لعادل إمام و"الحصان الأسود" لأحمد السقا، و"لمعى القط" لمحمد إمام، و"اللهم إنى صايم" لمصطفى شعبان، و"عشم إبليس" لعمرو يوسف، و"الحلال" لسمية الخشاب.

بينما حصلت قناة dmc على 6 مسلسلات حصرية هي "واحة الغروب" بطولة منة شلبى وخالد النبوى، و"خلصانة بشياكة" بطولة أحمد مكى وهشام ماجد وشيكو، و"الحساب يجمع" بطولة يسرا، و"30 يوم" بطولة باسل خياط وآسر ياسين، و"لأعلى سعر" بطولة نيللى كريم وزينة، و"رمضان كريم" بطولة روبى وشريف سلامة.

وحصلت قناة one على 6 مسلسلات حصرية هي "الزيبق" بطولة كريم عبدالعزيز و"كفر دلهاب" يوسف الشريف، و"هربانة منها" ياسمين عبدالعزيز، و"وضع أمنى" بطولة عمرو سعد، و"الجماعة" تأليف وحيد حامد، "وأرض جو" بطولة غادة عبدالرازق.

كما حصلت قناة cbc على 5 مسلسلات حصرية في السباق هي "فى الـلالاند" بطولة دنيا سمير غانم، و"هذا المساء" لإياد نصار و"حلاوة الدنيا" لهند صبرى، و"لا تطفئ الشمس" بطولة ميرفت أمين ومحمد ممدوح.

واستحوذت قنوات النهار أيضًا على 5 مسلسلات حصرية هي "ريح المدام" بطولة أحمد فهمى وأكرم حسنى، و"الحرباية" بطولة هيفاء وهبى، و"ظل الرئيس" ياسر جلال، و"طاقة قدر" حمادة هلال، "طاقة نور" هانى سلامة.

واستحوذت قناة الحياة على مسلسل "الدولى" بطولة باسم سمرة ورانيا يوسف بشكل حصرى.

لعبة التسويق

ويري المؤلف أيمن سلامة، أن فكرة عرض المسلسلات الدرامية على القنوات الفضائية بشكل حصري أصبحت من أساسيات التسويق فى المواسم المختلفة، لأن المحطة الفضائية استطاعت أن تشتري المسلسل لنجم معين، وهنا تصبح الإعلانات ونسب المشاهدة لهذا النجم هي مصدر الدخل للقنوات التي أصبحت تتنافس على هذا المفهوم الذي انتشر خلال السنوات الأخيرة، وقديماً كانت كل قناة تليفزيونية تحصل على مسلسل أو اثنين فقط، ومع التطور الكبير فى الإنتاج الدرامي وكثرة القنوات ساهم فى دعم هذا المفهوم الذي يعد تطوراً طبيعياً مع الزمن.

وأوضح سلامة لكن علي الجانب الآخر أن إشكالية عرض المسلسل حصرياً علي قناة فضائية واحدة جعلت بطل العمل وصناع المسلسل يتعرضون للظلم لاسيما مع اختيار توقيتات العرض التي قد تضيع من مجهود القائمين عليه، مما يؤثر سلباً على الصناعة، فهل هي في صالح القناة التليفزيونية والمنتج فقط، والذي يحصل أمواله لأعلي سعر مقدم له، مشدداً على بيع المسلسل فى رمضان، وحصرياً يختلف كلية عن أي موسم آخر، وإذا ما تم عرضه علي مجموعة أخرى من القنوات.

جودة العمل

وأوضحت المؤلفة هالة الزغندي أن القنوات الفضائية التي تحظى بجماهيرية كبيرة تساهم بشكل مباشر في ارتفاع نسبة المشاهدة، لافتة إلى مسألة عرض المسلسل حصرياً علي قناة فضائية تصبح مضرة للعمل إذا لم تحسن القناة اختيار توقيت العرض الأول والإعادة، والذي يعد أحد أهم أسباب نجاح العمل، وبدونه لن يحقق المسلسل نسبة مشاهدة مرتفعة، حتى لو كان على مستوى جيد وتعرضه قناة قوية، خاصة أن المشاهد الذي يبحث عن عمل معين ويعلم أنه يعرض على قناة معينة في وقت لا يتناسب معه سيضطر إلى ترك القناة ويبحث عن العمل على شبكة الإنترنت، وبذلك تخسر القناة جزءا كبيرا من مشاهديها، وتؤثر سلباً علي العمل.

وأضافت الزغندي أن نسبة المشاهدة في رمضان ليست وحدها الحكم على جودة العمل، ونجاح أي عمل درامي ليس مرتبطا بعرضه في موسم محدد وإنما يتعلق نجاح المسلسل بالنص المحكم والإنتاج المتميز والإخراج الجيد، وفكرة التحيز لاقتصار عرض الأعمال الدرامية في موسم رمضان يعد خطأ فادحا، فهناك عوامل كثيرة تؤثر على نسبة المشاهدة، منها وجود أكثر من 30 مسلسلا في الموسم الدرامي، مما يخلق حالة ارتباك لدى المشاهد، فضلا عن أن زيادة مساحة الإعلانات بشكل كبير تجعل أغلب المشاهدين، خاصة الشباب الذين يهربون من متابعة المسلسلات على القنوات ويلجأون إلى الإنترنت للاستمتاع بالعمل بدون إعلانات.

رؤية المنتج

ويؤكد المخرج مصطفى الشال أن العمل الجيد يفرض نفسه في أي قناة، والفضائية التي تطرح أي مسلسل بشكل حصري، لديها نسبة مشاهدة جيدة، وفكرة العرض الحصري تعود إلى رؤية المنتج فى النهاية.

وأضاف الشال أنه ليس ضد العروض الحصرية لبعض الأعمال الدرامية وخاصة العرض الحصري الأول لأنه يحقق نسب مشاهدة عالية .

ترتيب المنافسة

"القنوات الفضائية هي من تتحكم فى مسألة عرض المسلسل حصرياً، وبالتالي هي من يجب أن تسأل" هكذا بدأ المنتج طارق الجنايني حديثه، مشيراً إلى أن القنوات الفضائية من رتبت هذا العام شكل المنافسة، حيث لم تكن فكرة الحصرية بحجم هذا العام، علي الرغم من أن الأعمال الحصرية كانت موجودة بشكل رئيسي خلال الأعوام الماضية.

وأوضح الجنايني أن إدارات التسويق الخاصة بالقنوات رأت أن الحصري سيكون أفيد وأشمل لها من حيث التسويق والإعلانات، بالتالي ستكون المنافسة واضحة بينهم، لافتاً إلى أن القنوات التي حصلت علي الحقوق الحصرية اقتصرت علي 5 أو 6 قنوات بعد خروج قنوات أخرى كانت تلعب دوراً مهماً فى تلك القضية، ومنها «المحور، ودريم والقاهرة والناس» حيث قاموا بشراء مسلسلات ولكن ليس بصورة حصرية، كذلك خروج التليفزيون المصري من سباق شراء المسلسلات هذه كلها عوامل ساهمت فى تشكيل الموسم الدرامي الرمضاني وعرضه علي القنوات الفضائية.

المنصات التكنولوجية

ويرى المنتج صادق الصباح، أن مسألة عرض المسلسلات حصرياً علي القنوات الفضائية هي اقتصادية بحتة، لافتاً إلى أن الصراع على الحصري ليس بين القنوات أو المنتجين وإنما بين الوكالات الإعلانية، موضحاً أن المنتج لن يحصل على أموال العمل كاملة ولن يربح فيه إذا تم بيعه على أكثر من قناة، لكن الحصرى نستطيع خلاله جمع أموال المسلسل، فالمشكلة في الحصرى، والعرض على أكثر من قناة تكون إعلانية، فالسوق به حالة من الخلط الكبير وغير موحدة في أسعار الإعلانات.

وأكد الصباح أن موضوع الحصرى يثار بين 4 أو 5 قنوات كبرى في مصر، ومن يريد أن يشاهد بطلا بعينه أو مسلسلا سيجده بكل سهولة، فالزبون يذهب إلى ما يحبه، والجمهور لن يتأثر بالحصرى لأن القنوات متاحة وغير مشفرة وكثرة الإعادات، فسيجد المشاهد في كل وقت ما يناسبه من أعمال ليشاهده، لافتاً إلى أن هناك مفهوماً آخر عند الجمهور وهو الديجيتال والإنترنت واليوتيوب، وهنا فالشباب نجده يشاهد أعماله المفضلة عبر منصات القنوات على اليوتيوب، وهذا أصبح مسيطرا على الشباب، وعلينا أن نأخذ هذا الأمر في الحسبان والاعتبار، لأن الجمهور أصبح لديه بدائل كثيرة لمشاهدة أعماله المفضلة.

العرض الأول

يؤكد المنتج ممدوح شاهين أن العرض الحصري للمسلسلات يضر بها جماهيرياً لاقتصاره على قناة واحدة، وعندما تتم مقارنة المسلسلات مع بعضها البعض تحظى الأعمال المعروضة على أكثر من قناة فضائية بنسب مشاهدة أكبر حتى وإن كانت أقل في المستوى الفني.

يضيف شاهين : "لا أنحاز لفكرة العرض الحصري، وأفضل أن يعرض المسلسل على قنوات عدة، خصوصاً في العرض الأول، فإذا حقق أكبر نسبة نجاح، يعود مرة أخرى إلى حلبة المنافسة على نسب المشاهدة العالية".

رأس المال

"الحصري هو عدو النجوم وصديق المنتجين" هكذا بدأ الناقد الفني طارق الشناوي حديثه عن حصول كل قناة علي حقوق عرض مجموعة من المسلسلات، موضحاً أن المنتج فى النهاية يريد أن يحصل أمواله التي دفعها جراء العمل والتي تشمل أجر النجم، وكل صناع العمل وعناصره المختلفة من تصوير، وسيناريو وديكور ونقل وغيرها.

وأضاف الشناوي أن المنتج قد يضع نصب أعينه الحصول على 10 ملايين جنيه على سبيل المثال كمكسب، وتأتي القناة الفضائية لتقول له سأعطيك 11 مليون جنيه بشرط ألا تعرض فى مكان آخر، وبطبيعة الحال سيوافق علي الفور، لأنه يريد الحصول علي أمواله بشكل سريع ومضمون، وبالتالي فعملية البيع الحصري للمسلسلات أصبحت أحد أهم القوانين المتحكمة فى تسويق الدراما فضائيا، لافتاً إلى أن المنتج هو من يختار فكرة البيع حصريا لقناة واحدة فقط أو أكثر من قناة فضائية، وهي عملية يحكمها رأس المال فى النهاية.

وأكد الشناوي أن بطل العمل يرغب دائماً فى أن يكون متواجداً فى جميع التوقيتات وعلي كل الشاشات حتى يضمن نسب مشاهدة مرتفعة لعمله، وبالتالي تكون مؤشراً للنجاح، ولكن تبقي قدرة النجم نفسه على الجذب هى النقطة الفاصلة فى إجبار الجمهور على ضبط مواعيده على موعد المسلسل حرصاً منها على متابعة النجم المفضل لها على أي قناة.

مدة الإعلانات

ويرى الناقد الفني نادر عدلي إن إجمالي مسلسلات رمضان هذا العام تبلغ ما يقرب من 30 مسلسلا ما يعرض حصرياً علي الفضائيات يقدر بنحو 22 مسلسلا، أما الباقي فسيتم عرضه علي أكثر من قناة، لافتاً إلى أن هذا العام، ولأول مرة تستحوذ كل قناة علي مجموعة من المسلسلات، موضحا أن نسب المشاهدة العامل الأساسي فيها هو النجم أو بطل العمل، وهنا يكون لدى المشاهد رؤية أولى عن العمل الذى سوف يتابعه خلال الشهر الكريم، وقد يشاهد حلقة أو حلقتين من أي مسلسل آخر ليحدد بعدها أي مسلسل سيقرر أن يستكمله لنهاية الشهر، وطبقاً لوقت المشاهد فإن أقصى حد ممكن أن يتابعه هو 5 مسلسلات.

وأوضح عدلي أن اليوتيوب قد يلعب دوراً فى متابعة الجمهور لمسلسل سمع عنه من الأًصدقاء والعائلة ليعود بعدها ويتابعه فى توقيتات عرضه العادية علي التليفزيون، وهنا يكون نجاح أي قناة وتغلبها على الأخرى في كيفية استغلال وقت الإعلانات دون أن يشعر المشاهد بالملل، ضارباً المثل بأنه إذا كان متوسط توقيت الحلقة نصف ساعة واستمر على الشاشة ساعة كاملة فهنا تستحوذ الإعلانات علي نصف ساعة كاملة، مما قد يدفع المشاهد إلى ترك القناة فوراً لشعوره بالملل، وهذا أحد مساوىء فكرة الحصري، التي تضر بالنجم والدراما.

وأكد عدلي أن انخفاض نسب المشاهدة جراء توقيتات العرض غير المناسبة وعلى قناة واحدة قد يؤثر على تسويق النجم وصناع الأعمال أنفسهم واستمرارهم فى الأعوام القادمة، لأن الموسم الرمضاني بمثابة اختبار حقيقي لكل المتنافسين، وتتعلق دائماً بجودة العمل المقدم.

مشاهد متخصص

وتؤكد الناقدة ماجدة موريس أن العرض الحصري للمسلسلات يضر بالعمل الفني لعدة أسباب منها العرض الحصري الآن يكون فى ظل موسم رمضاني يعج بالمسلسلات وكل أنواع الدراما المقدمة للمشاهد وعدد كبير من النجوم، وبالتالي فالعرض الحصري هو يحتاج إلى مشاهد من نوع نادر أشبه ما يكون للناقد المحترف الذي يريد أن يرى كافة الأنواع المعروضة عليه، ولا يضع فى اعتباره نجماً فى المسلسل أم لا، لافتة إلى أن نوعية هذا الجمهور أصبح يتذوق العمل الجيد، ولديه القدرة على التميز بين العمل الجيد والردىء.

وأضافت موريس أن تلك الشروط لا تنطبق على الأغلبية التى تشاهد المسلسلات، ولديها وقت للمشاهدة فإذا أعجبت ببعض المسلسلات ولكن لم تستطع مشاهدتها كلها فتراها فى أكثر من قناة تعرض العمل بينما يظل الحصري على قناة واحدة مرهوناً بمكان لا يبارحه طوال رمضان وبالتالى حينما ينضبط وقت المشاهد لرؤيته فيراه أما عكس ذلك فلا يهتم ، وبالتالى فالعرض الحصري هنا رهين الاخلاص الشديد الذى ليس ملمحاً من الملامح المهمة بالنسبة للمشاهد فى تلك الأيام.