تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الباكستاني "محمد إقبال"، حيث ولد في التاسع من نوفمبر لعام 1877 بمدينة سيالكوت بالبنجاب بالهند، ليعلن للعالم ميلاد نجم جديد في عالم الشعر.

نبغ " محمد إقبال " في تنظيم الشعر في سن مبكرة حيث بدأه باللغة البنجابية ثم انتقل للأردو ، تأثر بالمدارس الشعرية التي جمعت بين الإسلام والفلسفة ،وأشاد به العديد من الشعراء في العصر الحديث من غير شعراء بلاده ، ووصل في عقده الثالث من عمره لما لم يصل غيره من هم أضعاف عمره، وترجع أصول إقبال لأسرة " براهمية" بالهند لجماعة من الياندبت في كشمير، وبعد اعتناق أحد أجداده الإسلام انتقل إلى سيالكوت مسقط رأسه، وكان المولود الثاني من الذكور لأسرته و بدأ تعليمه في أحد مكاتب تعليم سيالكوت و بعد وصوله للصف الرابع فكر أبوه بجعله يتفرغ للعلوم الشرعية إلا أن أستاذه وصديق أبيه " مير حسن" رأى تميزه منذ صغره وعارض تركه لمقاعد الدراسة ليكمل دراسته حتى الثانوية ، ليبدأ بعد ذلك تنظيم الشعر بلغة "الأردو" إحدى لغات دولة الهند حينذاك بمساعدة أستاذه والذي جعل واحدًا من أشهر شعراء الأردو "داغ دهلوي" يقوم على تنقيح أشعار شاعرنا ليعلن بعدها " دهلوي" أن أشعار إقبال لا تحتاج للتنقيح.

انتقل "إقبال" للجامعة بعد إنجاز الدراسة الثانوية ليحصل منها على إجازة الآداب 1897 ثم حصل على الماجستير بعد عامين ليُعين عميدًا للكلية الشرقية في اللغة العربية بجامعة البنجاب، كان سفيرًا لدينه بنشره للإسلام وتعاليمه حتى حين سافر لأوروبا وحاضر فيها وشارك بالمحافل المختلفة.

تعددت مؤلفات" إقبال" في مجالات شتى منها السياسة والاقتصاد والفلسفة التربية ؛ حيث وصل عدد الكتب لثلاثين كتابَا فضلًا عن دواوينه التي منها " صلصلة الجرس، أسرار معرفة الذات، ضرب الكليم، رسالة المشرق، جناح جبريل"، وترجمت العديد من مؤلفاته للعربية وكانت من ضمنها القصيدة التي ترجمها الشاعر المصري "الصاوي شعلان" وغنتها "أم كلثوم" كوكب الشرق في أغنية " حديث الروح ".

رحل الشاعر "محمد إقبال" يوم 21 أبريل 1938 عن عمر ناهز الستين عامًا، لينعيه كل هندي من الطوائف المختلفة والتيارات الفكرية والعقائدية ،وعبروا عن ذلك بتوقف مسيرة الحياة اليومية البلاد يومها وتعطيل المصالح الحكومية ،والذهاب لبيته لإلقاء النظرة الأخيرة عن واحد من أشهر مفكري الهند وشعرائها.