علق الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، على قطع عدد من الدول العربية العلاقات مع قطر، قائلا إنه أمر يدعو للتأمل؛ مضيفا أنه "في الوقت الذي يتشكل فيه تحالف خليجي عربي أمريكي لحصار السياسة الإقليمية الإيرانية، يتعرض مجلس التعاون لأزمة جد خطيرة".
وأضاف موسى - في تصريحات اليوم الثلاثاء، أن أمرا آخرا يدعو للتأمل هو أن إنقاذ مجلس التعاون يأخذ أولوية لحظية عَلى ما عداه وتنتظر سياسة احتواء إيران إعادة الصف الخليجي وشروطه.
كما أوضح أنه من المحتمل في ظل تلك التطورات أن يعاد النظر في بعض مفردات سياسة الاحتواء وربما بعض نتائج زيارة ترامب، على الأقل في أسلوب تنفيذها، وأنه إذا فشلت محاولات الوساطة "التي لن تتوقف" سنشهد استقطابا حادا في منطقة الخليج يؤثر في فعالية التعاون الخليجي وسياسة الاحتواء.
وأكد موسى أن نجاح هذه المحاولات يعني قبول قطر العودة إلي الاصطفاف والتوافق مع أسس السياسة السعودية الإقليمية ومع قيادتها لها، ربما مع تعديلات طفيفة، ويعني كذلك قبول قطر لبعض التغيير لسياستها إزاء الإخوان وإزاء إيران قد يكون معظمه شكلي.
ونوه موسى بأن الوضع مع مصر خاص، فهي الدولة العربية الرئيسية غير الخليجية التي اتخذت إجراءات إزاء قطر بالتزامن مع قرارات دول الخليج الثلاثة.
ورأى أن نجاح أي وساطة حاليا أو فيما بعد يجب أن يكون ضمن شروطه أخذ المشاغل المصرية بالاعتبار؛ موضحا أن هذا ضروري لاستمرار تفهم مصر وتأييدها سياسة الاحتواء.
وأعرب موسى عن اعتقاده أن "نجاح أي وساطة سيتبعه وساطة مع مصر، خاصة إذا أدت إلى التزام قطري بشأن الإخوان ومصالح المصريين بقطر وسياستها في ليبيا، إلا أن هذا صعب تصور حدوثه الآن، ولكن للسياسة دروبها واحتمالاتها، ومن الضروري التحسب والتوقع والتحوط وحسن الإعداد والاستعداد".