كتبت ـ أمينة الصاوى
أقيمت ندوة تجديد الخطاب الدينى وأثره فى تفتيت ثقافة الفكر المتطرف بقاعة سلامة موسى تحت مظلة ضيف الشرف لمعرض الكتاب الدولى الثامن والأربعين كان محاور الندوة الشيخ مجدى عاشور، مستشار شيخ الأزهر ومقدم الندوة حسن الشادلى.
بدأ الشيخ مجدى عاشور حديثه بأن ليس هناك ما يسمى شريعة، وإنما نصوص وكتاب وسنة، من خلالها يمكن أن نرى كيف تنزل الأحكام، وقبل أن نوصل الخطاب للناس لا نقول تجديد الفكر الدينى، وإنما كيف نصنع الفكر الدينى، ونولد الفكر ثم نولد الخطاب الذى يمكن من خلاله المحاورة بالحسنى فالدين يسر.
واستطرد قائلا: إنه لو صح التفكير لصح الفكر والخطاب الذى يمكن أن ندعو من خلاله، والأسس التى بنى من خلالها التفكير، وأنه يوجد عدة نقاط مهمة تتحدث عن كيفية الرجوع للتفكير الصحيح من خلال التفكير فى الثوابت والمتغيرات، التى كثرت وما نهاها عن هوية دينية .
وتساءل: ما الأشكال وما منظومة المعتقدات؟ فأوضح أن الدين الإسلامى يدعو لصناعة الحياة، وليس الموت بمعنى كيف نحيا فى سبيل الله وليس الموت فى سبيل الله زهو أسمى وأعمق وأشمل فى معانيه، ولكن الأجمل كيف نحيا أولا ثم بعد ذلك نموت.
وأضاف ما الفرق بين أمة الدعوة وأمة الإجابة وما معنى التجديد أن يعبر فى هذا الدين كيف نخاف، فالأمر ليس هناك دعوة نخاف من تجديدها، ولكن شريعتنا والخوف من العين التى تطبق تلك الشريعة، فإن المتطرفين الذين يتحدثون باسم الإسلام ولا يتفهمون ماذا يتحمل التجديد، الأصح أن يرجعوا بذلك الدين، كما كان علينا المتخصصون وقياسها بالمسائل التى تختلف عليها النصوص، أما المنهج فهو فهم قواعد اللغة والتفسير للنصوص وبناء القيم والأخلاق .
وأضاف على الإرجاع إلى منهج الفهم الذى أشار إليه السابقون لمنهج الشرعية واللجوء إلى باب الاجتهاد لا يغلق، ولكنه موجود إلى يوم القيامة، والمنهج قد يتغير فى تفكيره من ثقل علوم الواقع، التى سارت علوما مستقرة، وليست حقائق فهل تعيش قرنا واثنين، والاجتهاد ليس موجودا، مثل الشافعى، وغيره.
وقال: إن الاجتهاد يجب أن يكون على قدر ما أعطوا غيرنا من أدوات، وليس معنى التجديد أن نغير من ثوابت ديننا، لأنه هو الذى يمثل الهوية والوطنية، ومن ثم الجنسية وتغيره يمثل عدم الهوية والوطنية والجنسية .
وأوضح أن فقه الثوابت والمتغيرات عبارة عن الثوابت أصول الاعتقاد، والتى يختلف عن الاعتقاد، وهى أصل الأصل فمن ينكرها ينكرها، أما الاعتقاد فلا يمكن أن ننكره ومساحته فى الدين الإسلامى يمثل من 5 إلى 7 % من نصوص الإسلام فى السنة، أما باقى النسبة، والتى تمثل من 93 إلى 95 % هى متغيرات طبقا للواقع، وهو ما يعطى الإسلام الشمولية والأصولية، لأنه يصلح لكل زمان ومكان .
وقال: إن الفكر المتطرف عكس ذلك تماما فجعل من الثوابت النسبة الأكبر 95 % فحدث الخلل الذى أوصل إلى الجمود والتطرف.
أما بالنسبة للدين الصحيح السمح هل يمكن أن من يخالف تلك الثوابت يمكن تكفيره؟ لا يمكن تكفير أحد ولكن بالمحاورة والحجة والمنطق واللغة يمكن وضع معيار ومنهج للحديث معه، هل يمكن من يفعل أى شىء على أساس المقصد الشرعى لمعتقداته صحيح؟ لا يصح لغير المتخصص أن يضع ذلك، فالمصلحة مجردة من الأفراد.
وأكمل الشيخ مجدى عاشور أن من يطعن فى الثوابت يجب مناقشته، ولا يمكن تكفيره ولكن فى إطار الأدب والحوار، ولا يمكن أن يكون العمل بأن نطعن فى ديننا بدون الرجوع إلى الثوابت، التى تعلمناها فنحن فى عصر يحب التجديد فى الخطاب الدينى بواسطة الاستماع كثيرا والمناقشة والمخاطبة المتأدبة والتحاور المتعقل وليست المجادلة .
وقال: إننا نعانى من مشكلة استيراد المناهج الخارجية خارج سوق أساسيات الاعتقاد، ولكن الشامل أن الدين أكبر من أى تصور وأكبر من المسلمين وضرب مثلا: بالحديث الشريف: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان، وأوضح أن الحديث ليس كما يفهمه البعض بان الضرب هو الضرب باليد وهو أقول القلب بالدعوة الصالحة، وهذا أضعفهم وإنما القلب هو أصعب وأشمل من خلال إن الإنسان لو جاء بنفسه ليغيرها من طاقة سلبية لإيجابية فى المجتمع لتحول الأمر من الظلمة إلى النور، الذى يتحول على المجتمع فيكون الصلاح جوهريا فيكون أشمل وأقوى فيتحول بها الإنسان من المعصية للطاعة.
وختم قائلا: إن الدين يدعو للحياة وليس الموت، مستشهدا بقول الرسول الكريم: "إذا قامت القيامة ورأيت علامتها وفى يدى أحدكم غريسة فليغرسها"، وهذا ما يجعلنا نتدبر الأمر بأن الدين يدعو إلى الحياة حتى، وإن كانت فى غرسه، لأن بها روحا تستحق أن تعيش قبل أن تموت، كذلك كما فى سفينة نوح التى نجا بها، وأخص الله بها الصالحين، وجعل الله نوحا يجمع من كل روح حيه ذكرا وأنثى حتى بعد أن ينتهى الطوفان، وتستقر الحياة يحدث التكاثر، لأنه يدعو إلى الحياة، وليس الموت، ولكن مفهوم الحياة والموت عند التكفيريين يأخدونه بشكل خاطئ مقلوب وينصبون أنفسهم على الخليقة، التى ما ذكر الله لهم السيف فى كتابه، ولو مرة وهم يجاهدون به.