قطع الحديث عن رحلة كوليبالى الاحترافية المريبة حتى لو كانت مقننة الحديث عن أداء الأهلى، وكيف لا يعجب جمهوره ولماذا لا يعجبه، وما معنى متعة الأداء. وهل حقًا الأهلى لا يلعب كرة ممتعة.. أو يحقق انتصارات غير ممتعة أو كما يقال بالإنجليزية: «Ugly win»..!
هناك متعة أداء برشلونة، حيث الاستحواذ وتبادل الكرة بالتمرير مع تبادل المراكز. وهناك متعة أداء القوة البدنية والهجوم من أقصر الطرق كما يفعل ريال مدريد. لكن هناك أشكالا أخرى لمتعة الأداء تعلو فيها أهمية التكتيك كما يفعل أتلتيكو مدريد، ولا أشك أن سيميونى مدرب الفريق لا يتهم بأنه يلعب كرة سيئة. لكن هناك ردًا مهمًا من جانب ماسيميليانو أليجرى المدير الفنى ليوفنتوس الذى تأهل إلى نهائى أوربا، حيث يقول: «تقديم أداء دفاعى جيد يعادل الأداء الهجومى الجيد... الهدف هو تحقيق النتيجة وأن يمكنك الوصول لهذه النتيجة بأى وسيلة. يجب أن نفوز بالمباريات ونحصد النقاط».
تبدو تلك نزعة مكيافيلية «الغاية تبرر الوسيلة»، وربما لا يقدم يوفنتوس الأداء المبهر الذى يقدمه برشلونة أو ذلك الذى كان يقدمه منتخب البرازيل قديمًا. لكن هل ينكر أحد تقديره لأداء يوفنتوس، خصوصًا هذا الموسم. إن التكتيك الجيد يكون أحيانًا ممتعًا، حين يكون ممتازًا. قد يطول الحديث عن فلسفة ومعايير المتعة فى كرة القدم. لكن بتلك المعايير قدم الأهلى أفضل أداء بمنظومة دفاعية صعبة تناسب قدرات لاعبيه الحاليين، بعكس المنظومة الهجومية التى لعب بها جيل أبوتريكة مع مانويل جوزيه.. وقد أشرت إلى منظومة الدفاع الأحمر فلا يوجد الآن ما يسمى بدفاع قوى لفريق أو هجوم قوى لفريق. لأن مهمة الدفاع تشمل واجبات كاملة للفريق كله فى إطار منظومة دفاعية متناغمة وبجماعية. وكثيرًا ما نشاهد وليد سليمان عند خط منطقة الجزاء مساندًا للظهير. والأمر نفسه لمؤمن زكريا أو أجايى. وهؤلاء مع عبدالله السعيد يرتدون إلى الخلف.. ويمارس الأهلى التوازن الدفاعى والهجومى بالتزام لا يحتمل التهاون فى مجمل المباريات على مدى الموسم. من واقع مسئولية الدفاع عن الكيان وضغط لون الفانلة.
منتهى الظلم، وربما منتهى التعصب أن يتهم الأهلى على مدى تاريخه بأنه حقق بطولاته التى تجاوزت ١٣٠ بأداء غير ممتع. فالفريق لعب كرة ممتعة مع هيديكوتى، وكذلك مع جوزيه، وكذلك أيضًا فى سنوات الخمسينيات والثمانينيات.. لكن من المؤسف أن الكثير من متابعى كرة القدم تتحدد نظرتهم للمتعة وفقًا لموقعهم من الفريق ومن مدربه.
الأهلى فريق يخوض مبارياته بضغوط لا يتعرض لها غيره. وكنت ضربت مثلًا قريبًا ومشهودًا وقلت نصًا: برجاء مراجعة أداء المقاصة أمام الأهلى فى الأسبوع ١٣ حين كان الفارق بين الفريقين ٤ نقاط، وبين أداء المقاصة أمام الأهلى والفارق بين الفريقين ١٢ نقطة. فى الأولى كان أداءً حذرًا أملًا فى خطف هدف أو تعادل وكان ذلك تحت ضغط الاستمرار فى السباق. وفى الثانية كان أداءً هجوميًا بلا ضغوط لأن الفريق لن يخسر شيئًا، وفى الأخيرة بدا المقاصة كأنه برشلونة، والأهلى كأنه فريق عادى، يكافح من أجل النقطة، وهنا نتهم إعداد اللاعبين، وتنمية دوافعهم، وشعورهم بالإرهاق، وسوء التدوير، والاستسلام من جانب الجهاز لضغوط الإعلام وتصدير وهم أن البطولة فى الملعب ما دام الفريق يحتاج نقطة من خمس مباريات.