السبت 4 مايو 2024

مصر تساند ليبيا.. خبراء: زيارة الرئيس السيسي لباريس تدعم المسار السياسي لحل الأزمة

الرئيس عبد الفتاح السيسي

تحقيقات11-11-2021 | 21:56

أماني محمد

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا والمزمع عقده غدا الجمعة، حيث يناقش المؤتمر سبل دفع الحل السياسي للأزمة الليبية وإجراءات الانتخابات الليبية المرتقبة بعد شهر من الآن، بمشاركة دولية من رؤساء دول وحكومات الدول المعنية بالأزمة الليبية.

وأكد خبراء علاقات دولية أن هذه الزيارة تكتسب أهمية على المستوى الثنائي بين القاهرة وباريس وخاصة أن فرنسا هي شريك أساسي لمصر، وكذلك على المستوى الإقليمي بشأن حل الأزمة الليبية بالتزامن مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل، موضحين أن الموقف المصري بشأن الأزمة الليبية له عدة محددات على رأسها إنهاء وجود الميليشيات والقوات الأجنبية في ليبيا ودفع الحل السياسي لعودة الاستقرار.

ووصل الرئيس السيسي إلى مطار شارل ديجول بالعاصمة الفرنسية باريس، وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن الرئيس يعتزم التركيز خلال أعمال "مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا" على تكاتف المجتمع الدولي لمساندة ليبيا خلال المنعطف التاريخي الهام الذي تمر به حالياً، خاصةً من خلال إجراء الاستحقاق الانتخابي المنتظر في موعده المحدد في شهر ديسمبر القادم، وكذلك خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، فضلاً عن إلقاء الضوء على الجهود المصرية الجارية في هذا الصدد على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية.

أهمية زيارة الرئيس السيسي لباريس

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفرنسا تحمل أهمية كبرى سواء على المستوى الثاني بين القاهرة وباريس أو على المستوى الإقليمي وحل الأزمة الليبية في ظل استضافة باريس غدا للمؤتمر الدولي حول ليبيا، موضحة أن فرنسا هي شريك أساسي لمصر في مختلف المجالات.

وأوضحت في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الشراكة تشمل المجالات التنموية أو المجال العسكري أو الاقتصادي، مضيفة أن زيارة الرئيس السيسي مهمة لبحث التطورات في التعاون الثنائي وعلى المستويات المختلفة، وخاصة أن هناك الكثير من المشروعات والملفات المختلفة على المستوى الثنائي تحتاج للمتابعة والوقوف على مدى التطور في تنفيذها.

وأشارت إلى أن مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا يأتي في توقيت مهم ومرحلة حرجة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 24 ديسمبر المقبل، وهناك مرشحين بالفعل أعلنوا ترشيحهم منهم رئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة، وكذلك المشير خليفة حفتر  قائد الجيش الوطني الليبي الذي أخذ عدة إجراءات تؤكد عزمه الترشح.

وأضافت نورهان الشيخ أن باب الترشيح في الانتخابات الليبية بالفعل تم فتحه وسيظل مفتوحا حتى 22 نوفمبر والمرحلة الحالية في غاية الأهمية للتأكيد على ضرورة دفع الانتخابات وعمل تفاهمات حول المستقبل السياسي في ليبيا وكذلك الملف الأهم وهو خروج الميليشيات والمرتزقة وكل القوات الأجنبية، لذلك تنبع أهميته من أهمية الملف الليبي بالنسبة لمصر وكذلك المرحلة التي تمر بها ليبيا في هذا التوقيت.

وأكدت أن الموقف المصري في الملف الليبي يقوم على عدة مرتكزات أولها تأكيدها ضرورة خروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية بكافة أشكالها من ليبيا وهو أمر مهم لتحقيق الاستقرار السياسي الكامل فالعملية السياسية إذا استكملت وأجريت الانتخابات، لا يمكن أن تستقر الأوضاع ما لم يكن هناك خروجا للقوات المرتزقة من ليبيا.

ولفتت إلى أن مصر دائمًا تؤكد ضرورة الدفع بالعملية السياسية، وأن تجرى الانتخابات مع احترام مخرجاتها أيا كانت لتكون خطوة لتوحيد هياكل الدولة ومؤسساتها المختلفة، موضحة أن مصر تدعم بشدة ضرورة توحيد مؤسسات الدولة المختلفة في ليبيا ليكون هناك رأسا واحد وحكومة واحدة وجيش واحد في الدولة، إلى جانب دعم المسار الاقتصادي حيث تبدأ في مرحلة ما بعد الانتخابات عملية الإعمار والتنمية.


دعم المسار السياسي لحل الأزمة الليبية

ومن جانبه، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إنّ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لفرنسا تعد زيارة هامة وتؤكد دور مصر في استقرار أوضاع المنطقة وتحقيق الاستتباب في هذه المنطقة التي تشهد حالة من عدم الاستقرار والتوتر وخاصة ليبيا، موضحا أن ليبيا تعد دولة جوار بالنسبة لمصر وأمنها جزء لا يتجزأ من أمن الدولة المصرية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن زيارة الرئيس السيسي لباريس تلبية لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمشاركة في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، وتؤكد حرص فرنسا على الاستماع لرؤية الرئيس السيسي ومصر، مضيفا أن هناك حالة من الاحترام والتقدير والإعجاب بالرؤية الاستراتيجية للرئيس السيسي من قبل القادة الأوروبيين وفي مقدمتهم ماكرون.

وأشار إلى أن مصر خلال السبع سنوات الماضية أكدت رؤيتها الاستباقية وقدرتها على الاستقرار ودحر الإرهاب والنجاة من كل ما من شأنه أن يقوض أركان الدول، وشهدت حالة من التنمية ومحاربة الإرهاب والإصلاح الاقتصادي والنهضة في البنية التحتية وتحسين حياة المواطنين ومفهوم الحقوق بالشكل الأكبر.

وأكد البرديسي أن زيارة الرئيس السيسي تحاول دعم المسار السياسي للأزمة الليبية ووضعها على الطريق الصحيح، وتعرض رؤية مصر، موضحا أن رؤية مصر ثابتة ولا تتغير تدور حول ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وخروج المقاتلين الأجانب والميليشيات ونزع السلاح منهم وتأسيس الدولة الليبية.

وأضاف خبير العلاقات الدولية أن المؤتمر سيدور النقاط التي طرحتها الدولة المصرية ومنها ضمان إجراء الانتخابات في موعدها ومناقشة آليات هذه الانتخابات وكيفية إجراءها مع التأكيد على ضرورة نزع أسلحة الميليشيات وخروجهم من الأراضي الليبية، موضحا أن المؤتمر محاولة فرنسية أخيرة لدعم المسار السياسي بالاستعانة بالرؤية المصرية وكافة الدول والمنظمات متواجدة في هذا المؤتمر المهم لتنفيذ خارطة الطريق وجمع الفرقاء الليبيين على كلمة واحدة.

Dr.Randa
Dr.Radwa