تهتم الدولة المصرية بمساندة الدول الشقيقة، وتقديم كافة الدعم لهم، وتعد ليبيا واحدة من أكثر الدول التي تحرص مصر والمجتمع الدولي على متابعة كافة التطورات التي تطرأ على أوضاعها الداخلية، والمساهمة في تهدئة الأحداث منعًا لحدوث نزاعات داخليًة خاصًة مع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي في ليبيا.
وانطلق اليوم، مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا بالعاصمة الفرنسية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ورؤساء حكومات ومسؤولي أكثر من 20 دولة ورؤساء عدد من المنظمات الإقليمية والدولية؛ للإعداد للانتخابات الليبية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل.
وذكر دبلوماسيون، أن مصر شديدة الاهتمام بكل ما يطرأ على الوضع الليبى من تطورات، وكان لها دور كبير فى العمل على تهدئة الأوضاع فى ليبيا، وظهر ذلك عندما أطلقت إعلان القاهرة 2020 للمساهمة فى حل الأزمة، بالإضافة إلى أنه من أهداف مؤتمر باريس الدولي، العمل على خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وتفكيك المليشيات الليبية، والوقوف على آليات إتمام الانتخابات.
إعلان القاهرة 2020
في هذا السياق، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن مؤتمر باريس الدولى حول ليبيا غاية فى الأهمية، مع اقتراب إجراء الانتخابات بها، لافتا إلى أن مشاركة الرئيس السيسي تأتى فى ظل التوافق بين وجهة النظر المصرية والسياسة الفرنسية.
وأوضح "بدر الدين" فى تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن العلاقات بين مصر وفرنسا علاقات قوية، مؤكدًا أن مصر شديدة الاهتمام بكل ما يطرأ على الوضع الليبى من تطورات، وكان لها دور كبير فى العمل على تهدئة الأوضاع فى ليبيا، وظهر ذلك عندما أطلقت إعلان القاهرة 2020 للمساهمة فى حل الأزمة.
دلالة توقيت مؤتمر باريس
وأشار إلى أن مؤتمر باريس يتم عقده بحضور الرئيس السيسى وعدد من القادة ورؤساء الدول فى وقت له دلالته الخاصة، إذ إنه يُعقد قبل فترة قصيرة من موعد الاستحقاق الانتخابى المقرر له أن ينطلق 24 ديسمبر المقبل، معربًا عن اهتمام مصر بالشأن الليبى باعتبارها أحد دول الجوار، وارتباط أمنها القومى بالأمن القومى الليبى إلى حد كبير.
وشدد أستاذ العلوم السياسية، على أهمية المؤتمر من حيث الموضوعات التى من المقرر التطرق إليها، وعلى رأسها دعم الانتخابات فى ليبيا، ومحاولة الوصول لحل فيما يتعلق بالأزمة الليبية التى مر عليها نحو تسع سنوات، والعمل على إخراج عناصر المرتزقة المتواجدة فى ليبيا، ومنع تدخل أطراف إقليمية فى شأنها، بالإضافة إلى السعى للمحافظة على وحدة الدولة الليبية ومؤساستها ووحدة الجيش الليبي، بهدف الوصول إلى نوع من الحل السلمى للأزمة يضمن الحفاظ على مصالح الشعب الليبى وثرواته وتحقيق السلم بين الأطراف المختلفة.
مساندة الشعب الليبي
ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن المؤتمر الذي يتم عقده في العاصمة الفرنسية باريس يهدف في المقام الأول إلي مساندة الشعب الليبي، خاصًة في ظل إجراء الانتخابات المقرر عقدها في ديسمبر القادم.
وأوضح العرابي، في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن زيارة الرئيس السيسي للعاصمة الفرنسية باريس جاءت تلبية لدعوة نظيره الفرنسي للمشاركة في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا، ومحاولة توفير الدعم السياسي الملائم للأوضاع الراهنة في النطاق الليبي، مشيرًا إلى أن مؤتمر باريس الدولي يرتكز على مساندة الانتخابات الليبية حتى تخرج إلى النور دون أي صراع يحول دون استكمال الانتخابات، خاصًة في ظل تواجد العناصر الأجنبية والمرتزقة داخل ليبيا.
ونوه إلى تواجد توافق دولي حول إجراء الانتخابات في ليبيا وفقًا للمواعيد المقررة لها بمساعدة مصر والمجتمع الدولي، مشددًا على أن المجتمع الدولي تتضافر جهوده لإقرار الأمن في جميع أنحاء ليبيا لمنع أي صراعات داخلية.
وأضاف وزير الخارجية الأسبق: "إن من أهداف مؤتمر باريس الدولي، العمل على خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وتفكيك المليشيات الليبية، بالإضافة إلى الوقوف على آليات اتمام الانتخابات".
مؤتمر باريس 2021
يشار إلى أن مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا بالعاصمة الفرنسية، انطلق اليوم الجمعة، بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ورؤساء حكومات ومسؤولي أكثر من 20 دولة ورؤساء عدد من المنظمات الإقليمية والدولية؛ للإعداد للانتخابات الليبية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر المقبل.
وتنظم المؤتمر الحكومة الفرنسية، بالتعاون مع الأمم المتحدة وحكومات ألمانيا وإيطاليا، لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة في تلك الدولة.
وكان الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي ماكرون قد بحثا - خلال اتصال هاتفي يوم الاثنين الماضي - الاستعدادات الجارية لاستضافة باريس للمؤتمر الدولي حول ليبيا، حيث أكد الرئيس الفرنسي حرصه على التشاور وتبادل الرؤى مع الرئيس السيسي بشأن القضية الليبية، في ضوء التقدير للجهود الشخصية للرئيس تجاه تسوية الأزمة الليبية، والتي عززت المسار السياسي لحل القضية؛ وهو الأمر الذي رسخ دور مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي مشددا على حرص فرنسا على مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين البلدين في هذا الملف المهم.
أقرأ أيضًا:
أعمال المنتدى المصري التنزاني في 7 نقاط
5 محاور يدور حولها مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا