قد يتساءل البعض عن سبب رغبة شركة مارك زوكربيرج "فيسبوك" في تغيير اسمها إلى (Meta) الذي يعني باللغة اليونانية القديمة "ما بعد"، للدلالة على أنه مازالت هناك أشياء إضافية ينبغي بناؤها، فهل هذة تُعد خُطوة للتطوير أم للتهرب من السمعة السيئة؟
كما أن المتعارف عليه أن الشركات لا تُصَرح غالبًا عن سبب تغيير اسمها إلا أن القارئ المتابع لهذه الشركات يستطيع استنتاج أسباب تغيير أسماءها الذي قد يرجع إلى ما تتعرض له الشركة من ضغوط اجتماعية تنتج عن أنشطة الشركة ذات الآثار السلبية على المجتمع
وقال حازم حسانين محاضر بكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، إن تغييرشركة "فيسبوك" إلي اسمها الجديد "ميتا" له العديد من الجوانب، منها الاقتصادية والسياسية، والذي يدفع بعض الشركات إلي تغيير اسمها هو ارتباط اسم الشركة بعدد من الاثار السلبية سواء كانت الاجتماعية والثقافية، تتعلق بخصوصية البيانات وخصوصية التعامل، وأن المستهلك للخدمة قد تكون علاقته مع العلامة التجارية علاقة سلبية واعتقاده بأن الشركة تدخل في خصوصياته.
تغيير اسم الشركة سوف يؤثر عليها اقتصاديا
وأشار الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لبوابه "دار الهلال" أن شركة فيسبوك ستتأثر اقتصاديا باعتبارها شركة رائدة وشركة سوقية كبيرة وقادرة علي السيطرة علي السوق الإلكتروني الكبير جدا، لافتا أن تغيير اسم الشركة سوف يؤثر اقتصاديا عليها سواء بالإيجاب أو السلب، ومن المحتمل أن يجذب مستهلكين جدد.
وأضاف حسانين أن الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أصبح من الصعب جدا، لأنها أصبحت جزء من حياة العديد من الأشخاص، لافتا أن تلك التغيير سيؤثر علي سوق المال، وكذلك الأسهم المالية للشركة ستتأثر إيجابيا وسلبيا، حيث أن الأسهم المالية للشركة تزداد بزيادة الثقة فيه وزيادة الأرباح، أما إذا كان الموقف المالي مضطرب وخدمات الشركة غير جيدة، سيؤثر ذلك سلبيا علي أسهم الشركة والوضع المالي لها.
الأسهم المالية وعوامل العرض والطلب
وأشار أن العلاقة بين المستخدم والشركة تؤثر علي الأسهم المالية، كلما كانت العلاقة إيجابية وتعمل علي زيادة أسهم الشركة، وإذا كانت العلاقة سلبية، انخفضت أسهم الشركة، والتغيير في اسهم الشركة يرجع للعديد من الاعتبارات سواء الخارجية والداخلية، واعتبارات السوق كعوامل العرض والطلب علي سوق الأسهم، وعوامل البيئة الاقتصادية وبيوت الاقتصاد الدولي ومنع التغير في الخدمة ومدي وجود المنافسة.
وأوضح بعدم وجود منافسة لشركة فيسبوك من الشركات الأخرى بل أنها مكملة لها أو أنها تقدم خدمات أخري مختلفة، مشيرا إلي أن البحث حول "ميتافيرس" ربما يقود إلي تسليط النظر حول اسم الشركة وما تقدمة من خدمات جديدة، سيجذب ذلك أنظار المتعاملين للشركة في ظل الوضع الكبير التي تتمتع به بالإضافة لكونها شركة متعددة الجنسيات
سعر السهم لشركة "فيسبوك"
وقال الدكتور إبراهيم العصفوري مدرس الاقتصاد المساعد بكلية السياسة والاقتصاد جامعة بني سوف، إن شركة "فيسبوك" بوصفها ثاني أكبر شركة تكنولوجية، قد تضطر بعد أن رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضدها إلى بيع أصولها الثمينة "واتسآب" و"إنستغرام" فضلًا عما قامت به من تغيير اسمها ليصبح اسمها "ميتا"، وإذا كان اسم الشركة مصحوبًا بتغيير في رمز السهم الخاص بها، فهذا يعني غالبًا أن مشكلة جوهرية تؤثر على سعر السهم قد حدثت بالفعل، ويتعين إخطار حاملي الأسهم بالتغيير، حيث يقع على عاتق شركة الوساطة مسؤولية إخطار المستثمر بتغييرات الأسماء.
وأكد "العصفوري في تصريحاته لـ"دار الهلال" أنه بسبب تغير العلامة التجارية لـ"فيسبوك" حدث ارتفاع هائل في سهم شركة فيسبوك بعد تداولات البورصة الأمريكية، لافتا أنه ارتفع السهم بنسبة تصل إلى 2.83%، بحيث سجل السهم تقريبًا حوالي 321.23 دولار أمريكي، وهذا الأمر عمل على وجود تأثير قوي وإيجابي بشكل كبير بعد تعطل خدمات الشركة وجميع التطبيقات التي انضمت إليه "ماسينجر، واتسآب، الانستجرام، والفيسبوك" بشكل مفاجئ، وتسبب هذا العطل في جعل مارك يخسر ما يعادل 6.1 مليار دولار في البورصة خلال الست ساعات التي حدث فيها التعطل، فلقد انخفض سعر سهم فيسبوك بنسبة 4.9% ليصل إلى مستوى 326.23 دولار في ختام الجلسة فاقدًا نحو 16.78 دولار من قيمته، لتبلغ خسائر القيمة السوقية للشركة نحو 47 مليار دولار.
انتقادات واتهامات بالاحتكار
وأضاف أن تعطل الخدمة ليس هو السبب الوحيد وراء التراجع الحاد في سهم الشركة خلال تلك التعاملات، حيث تواجه الشركة الانتقادات والاتهامات بالاحتكار، فضلًا عن اتهامات من الموظفة السابقة في الشركة فرانسيس هاوجين بأن الشركة تسعى إلى المكسب كأولوية على حساب الصالح العام، لافتا أنه يوجد مستندات داخلية للشركة والتي أرسلتها مهندسة البيانات هاوجين إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"، والتي تتضمن نفس المعنى بأن المنصة تفضل الربح المادي على سلامة المستخدمين.