أُرسِلَ سؤال لدار الإفتاء كان مفاده، "هل يجوز استخدام الحقنة الشرجية نهار رمضان؟".
يجيب الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية:
الحُقَنُ الشرجية، وهي التي تُعرَف بالحُقنة والاحتقان عند الفقهاء، مذهب جمهور العلماء، أنها مُفسِدَةٌ للصوم إذا استُعمِلَت مع العَمْدِ والِاختِيَار، لأنَّ فيها إيصالًا للمائع المَحقُونِ بها إلى الجوف مِن منفذٍ مفتوحٍ، وذهب العلَّامة اللخمي مِن المالكية إلى أنها مُبَاحَةٌ لا تُفَطِّر، وهو وَجْهٌ عند الشافعية قاله القاضي حسين، وفي قولٍ آخر عند المالكية فإنها مكروهة.
قال العلَّامة الحطاب المالكي في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (2/ 424 - 425. ط. دار الفكر): "وسُئل مالكٌ في "مختصر ابن عبد الحكم" عن الحقنة، فقال: "لا بأس بها"، وقال الأبهَرِيُّ: إنما قال ذلك لأنها ضَرْبٌ مِن الدواء وفيها مَنْفَعَةٌ للناس، وقد أباح النبيُّ عليه السلام التداوي وأَذِنَ فيه".
وقال الحافظ ابن عبد البَرِّ المالكي في "الكافي في فقه أهل المدينة" (1/ 345. ط. مكتبة الرياض الحديثة): "وقد قِيلَ: القضاء في الحقنة استحبابٌ لا إيجابٌ، وهو عندنا الصواب؛ لأنَّ الفِطْرَ مِمَّا دَخَلَ مِن الفَمِ ووَصَلَ إلى الحَلْقِ والجَوف" اهـ.
وبِناءً على ذلك: فيُمكِنُ تَقلِيدُ هذا القول عند المالكية لِمَن ابتُلِيَ بالحقنة الشرجية في الصوم ولم يكن له مَجَالٌ في تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار، ويكون صيامُهُ حينئذٍ صحيحًا، ولا يجب القضاء عليه، وإن كان مستَحَبًّا خروجًا مِن خلاف جمهور العلماء.
والله سبحانه وتعالى أعلم.