الأربعاء 22 مايو 2024

ما هي أطول آية في كتاب الله؟

القرىن الكريم

دين ودنيا13-11-2021 | 19:34

زينب محمد

القرآن الكريم هو كلام الله ووحيه على رسولنا، أنزله تعالى على النبي –عليه الصلاة والسلام - مفرقاً على امتداد الفترة التي شكلت عمر الرسالة المحمّديّة في ثلاث وعشرين سنة، حيث كانت سور القرآن الكريم وآياته تتنزل حسب الأحداث والوقائع والأحوال، ولكن هناك سؤال قد يأتي على أذهان الكثير منا وهو ما هي اطول آية في القرىن، ومن خلال هذا الموضوع ستعرض بوابة «دار الهلال» ما يتعلق بشأن أطول آية في القرآن، وهي كالآتي:

أطول آية في القرآن وسبب نزولها 
جاءت أطول آيةٍ في القرآن الكريم تعالج مسألة الدين وضرورة توثيقه؛ وهي الآية الثانية والثمانون بعد المئتين من سورة البقرة، وتسمى بآية الدين، ومسألة الدين من أهم مسائل المعاملات بين الناس، وقد ذكر بعض أهل العلم أن آية الدين آخر ما نزل من القرآن الكريم، وهذا له دلالات هامة، حيث إن التداين حاجة، يكاد لا يستغني عنها كثيرمن الناس، ويعد التداين من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نمو المعاملات، وتحريك التجارات؛ إذ ليس بالضرورة أن كل قادرٍ على العمل بالتجارة أو الزراعة أو غيرها مالك للمال، فيلجأ إلى الدين؛ لسد عوزه في تجارته، لهذا ولغيره من الأسباب شرع الله تعالى للناس التداين فيما بينهم؛ تيسيراً لمعاملاتهم وتجاراتهم، واستثماراً للطاقات الإيجابيّة في المجتمع، وحرصاً على تنمية عجلة التنمية والاستثمار.

حيث يقول الله –سبحانه وتعالى- « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا ۚ فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ ۚ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ ۚ وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ وَلَا تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَىٰ أَجَلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَىٰ أَلَّا تَرْتَابُوا ۖ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا ۗ وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ ۚ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ ۚ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ»

أما بالنسبة لسبب نزول هذه الآية؛ فقد روى الإمام الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما ذكر ابن كثير والرازي؛ أن الآية نزلت في بيع السلم، ويقصد به: أن يدفع أحدهم مالاً مقابل تملك سلعة معلومة في وقت مؤجل معلوم، إذ عين السلعة ليست موجودة الآن، فهي في طور الوجود، ولكن جمهور المفسرين ذهبوا إلى أن الآية تتضمن بيع السلم والقرض المعروف، وتنطبق عليه الأحكام الواردة في الآية، وأهمها: توثيق الدين.