الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

لعبة الدومينو والأزمة العالمية

  • 13-11-2021 | 20:30
طباعة

لا حديث للعالم كله الأن إلا عن موجة من غلاء الأسعار والتضخم التي سيواجهها العالم كله بلا استثناء.. وبدأت أثارها على معظم دول العالم.  

هذا الأسبوع؛ نشرت جريدة الفيننشال تايمز تقريرا مطولا حول ما يحدث في العالم من تضخم كبير وأنه سيكون مثل قطعة الدومينو، يبدأ بارتفاع أسعار الطاقة ثم يتوالى انهيار باقي السلع، وهو التشبيه الذي أطلقه الرئيس الأمريكي جو بايدن لهذه الأزمة العالمية التي تبدأ بسقوط قطعة واحدة من لعبة الدومينو تسقط بعدها جميع القطع بمعني أن العالم كله سينهار بسبب هذه الأزمة، ما أدى إلى أن كثير من الدول اتخذت إجراءات بدأتها الصين بتوجيه نداء إلى مواطنيها  لتخزين السلع الأساسية ومصارحتها ـ وهذه المصارحة سابقة هي الأولى من نوعها في الصين ـ  أنها تواجه أزمة كبرى وأن هذه الأزمة ستتزايد خلال الفترة القادمة، ما أدى إلى رعب عالمي وارتباك حول كيفية مواجهة الأزمة.. التي أرغمت أمريكا على إعلان أقصى درجات الاستعداد للمواجهة وتضغط على الأوبك لزيادة الإنتاج لتقليل سعر برميل البترول، فقد قفزت أسعار بيعه للمستهلك في الولايات المتحدة بصورة مخيفة، وهو ما انعكس على معدل التضخم الذي تؤكد الفيننشال تايمز أنه ارتفع في أمريكا منذ أكتوبر الماضي بأسرع وتيرة منذ ثلاثة عقود مع انتشار تداعياته وتصدعاته وضغوطه التضخمية في جميع صروح الاقتصاد، ما وضع إدارة بايدن في ركن حلبة المصارعة في موقف دفاعي وزادت احتمالات قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بدءًا من العام المقبل!

 

لكن ماذا عن آثار هذا الإعصار العالمي على الاقتصاد المصري، وكيف استعدت مصر؟
مصر أعلنت عن الأزمة وبدأت اتخاذ خطوات لمواجهتها مثل زيادة السلع الغذائية وإنشاء مصانع للأغذية وخطوط إنتاج جديدة ومزاع للأسماك، وتأمين مخزون استراتيجي يكفي البلاد لمدة طويلة وتوفير منتجات اللحوم والألبان.

نثمن يقظة مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي لاتخاذ الإجراءات الاستباقية لكي نحمي الغذاء ونحمي الاقتصاد المصري، المعروف أن الطريق الوحيد للنجاة هو الاكتفاء الذاتي سواء على مستوى مصر أو على مستوى قارة أفريقيا التي تمتلك الكثير من الثروات الغذائية والحيوانية والمناجم وأراضيها الشاسعة التي لم تستغل حتى الآن قد تكون هذه الخطط تأخرت ولكن لا شيء مستحيل.

الأزمة يستعد لها العالم كله، ونحن أيضا نستعد لها ولكن لا بد من حملات توعية كبيرة لترشيد الاستهلاك والاكتفاء الذاتي والاستعداد بكل الوسائل نحتاج إلى رفع درجة الوعي.

الاكثر قراءة