وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة للشعب الليبي، قال خلالها: "يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني، وأن تلفظوا من بلادكم كل أجنبي ودخيل مهما تغنى بأن في وجوده خيراً لكم، فالخير في أياديكم أنتم إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء بلادكم بإرادة ليبية حرة، وستجدون مصر سنداً لكم وقوة متى احتجتموها، دعماً لأمنكم ولخياراتكم وطموحاتكم".
استقبل الأخوة الليبيون الكلمة التي قالها الرئيس في مؤتمر باريس حول ليبيا، بترحاب وثناء شديدين على ذكر الرئيس السيسي لـ"عمر المختار"، حين خاطبهم قائلا: "يا أحفاد عمر المختار"، ولاقت كلماته صدى طيب عند عامة الليبيين، بل صارت حديث الساعة لهم، لأنها كانت معبرة عن الوضع هناك، فالأخوة الليبيون يتطلعون إلى يوم 24 ديسمبر لإجراء الانتخابات حتى يستعيدوا زمام الأمور بالسلطات وإلزام السلطات التنفيذية باتخاذ القرارات السليمة.
كانت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر باريس بشأن ليبيا، كالعادة واضحة ولا لبس فيها، حيث أكدت على ثبات مواقف مصر التي لم تتغير إطلاقًا في دعم وحدة ليبيا واستقرارها، وأن يكون هناك جيش موحد ودولة موحدة، إضافة إلى إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من كامل التراب الليبي.
لن تنعم ليبيا بالأمن والأمان والاستقرار إلا بالقضاء علي الميليشيات والجماعات الإرهابية المتطرفة وخروج جميع القوات الأجنبية الطامعة والمتآمرة والتي تريد النيل من مقدرات الشعب الليبي وموارده.
إن ثبات الموقف المصرى النابع من الأخوة التاريخية بين الشعبين المصرى والليبى المدعومة بالجيرة والحدود المشتركة والمصاهرة والروابط الأسرية بين الشعبين الشقيقين.
الرئيس ومنذ البداية ينادى باستقلال ليبيا وشعبها، بل وصل الأمر إلى الاستعداد للتدخل العسكرى لحفظ حقوق أشقائنا في ليبيا، وهو ما أعلنته القيادة السياسية المصرية على لسان الرئيس السيسي، ويعلم أخوتنا الليبيون أن الخط الأحمر "سرت الجفرة" والذي أعلنه الرئيس سبباً رئيسياً في توقف مخططات القوى الأجنبية لغزو ليبيا واحتلالها، وكان في إطار التأييد الفاعل لاستعادة ليبيا لكيانها ومقدراتها كدولة مستقلة ذات سيادة، وأن مقدرات ليبيا لشعبها وليس لأحد سواهم.
كان هناك إصرار مصري على الحل السياسي والذي دائماً ما تفضله مصر لحقن الدماء وبناء الدولة وصولا للانتخابات التشريعية ارتباطا بالمواعيد التى تم التوافق بشأنها بين القوى الوطنية، وبدعم ومساندة المجتمع الدولى في هذا الشأن.
أحفاد عمر المختار، الذي حارب الاحتلال، قادرون على تكرار سيرة المختار الأولى، نعم يستطيعون طرد المرتزقة من بلادهم، لذا شعروا بالفخر والإطراء من كلمة الرئيس عندما ناداهم بـ"أحفاد عمر المختار".