الثلاثاء 2 يوليو 2024

«لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا »

8-6-2017 | 10:39

بقلم : أمل مبروك

حاولى دائما أن تنزعى نفسك من براثن الحزن واليأس لعل فرجا ينتظرك فى آخر طوابير البؤس والتعاسة

كثيرة هى الأزمات التى تمر بنا وتؤلمنا بدرجات تتفاوت حسب النعمة التى نفقدها أو النقمة التى تنزل علينا، للدرجة التى تجعلنا ننسى أو نتناسى أنه قد يكون وراء تلك الأزمة منحة ربانية.. خاصة وأن المولى عز وجل ذكر لنا فى سورة الطاق الذى هو واحد من الأزمات التى تمر بها بعض الزوجات والأزواج قوله تعالى: «لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا .»

لا ندرى عندما يتملكنا اليأس والألم إننا على بعد خطوات قليلة من الفرج والسعادة والراحة، لا ندرى ونحن فى أصعب حالات الحزن واليأس نراقب عقارب الساعة التى تتحرك أبطأ من المعتاد فى نظرنا إننا نتعجل أمورا نعتقد أنها الأفضل لنا بينما هى أصعب كثيرا مما نحن فيه، لا ندرى عندما تأخذنا الفرحة بمولود جديد أو منصب كبير أنه سر تعاستنا القادمة، لا ندرى عندما تبكى عيوننا من شدة الشعور بالظلم والقهر أن طريق الدموع هو أحد السبل المؤدية إلى السعادة التى لا توصف والتى من أجل الوصول إليها لابد أن نمر بذاك الطريق الموجع.

لا لوم - بطبيعة الحال - على من بكى أو تألم من الظلم والقهر، ولكن إلى متى يظل حزينا وإلى أين سيذهب به حزنه؟ ألم تأت اللحظة التى يفيق فيها قائا لنفسه: «لا تدرى لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ؟» نعم عزيزتى القارئة.. حاولى دائما أن تنزعى نفسك من براثن الحزن واليأس لعل فرجا ينتظرك فى آخر طوابير البؤس والتعاسة يشع ويغير حياتك من أتعس وأشقى إلى أحلى وأبهى، عليك بالصبر والدعاء فلعل الفرج قريب.. وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى.

وإن كنت لا تمتلكن القدرة على الصبر أو الاقتناع بأن القادم أفضل إن شاء الله فأقل الأشياء امتلكى القدرة على أن تسألى نفسك: ما هى الفائدة من وراء حزنك وألمك ودمعك الفائض عن الحد؟ امتلكى القدرة على التذكر بأن إله الكون يدبر لك أمرك وأنه القائل جل وعا: «فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا »، وهو القائل سبحانه: «واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا » فلو قال لك أحد الأشخاص أنك بعينى لغمرتك السعادة فما بالك بالله- ولله المثل الأعلى- حن يقول لك فإنك بأعيننا، رددى دائما وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد.. واغمضى عينيك وأريحى قلبك وعقلك ولا تظنى فى الله إلا الخير لأن الله عند ظن العبد به.

    الاكثر قراءة