تعتبر قرية الفواخير من أقدم الأماكن التي احتوت الموهوبين في تشكيل الفخار وتزيينه، وتحتوي على العديد من الورش التي أثبتت أن المجوهرات لا تقتصر على الذهب فقط، فهناك مجوهرات أصلها من طين، وأن الإرث لا يقتصر على الأموال، وإنما هناك إرث ممكن يقتصر على الموهبه والصنعه.
سنوات طويلة قضاها رجل ستيني وهو يجلس على عجلة مخصصة لصناعة الفخار، ومنذ صغره وهو يتابع مراحل تطور عمل الشيء من اللاشيء، هكذا اعتاد أحمد زكي على هذه المهنة، فعاش جميع مراحل تكوين هذه التحف، بداية من وضع الطين الجاف في أحواض الماء، وتصفيته من الشوائب وتجفيفه وتحويله إلى طين سهل التشكيل حتى حرقه ليتحول بعد ذلك لأوانى وتحف فخارية تعبق بالتراث والفن.
تاريخ مهنة الفخار
أحمد زكي صاحب ورشة فخار وخزف، عمره 62 عاما ويعمل في هذه المهنة منذ 54 عاما، قال إن تاريخ هذه المهنة يبدأ من قبل الميلاد، فكان اعتماد أجدادنا الفراعنة بشكل يومي على هذه الصناعة، حيث كانو يستخدمونه بشكل يومي في الأكل والشرب وجميع الإستخدامات اليومية، حيث كان الفخار لم يكن صناعة بل كان هو البيت المصري القديم .
وأوضح في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن هذه المهنة مرت بمراحل عديدة في مختلف العصور، إلى أن أصبح هناك إبداع وليس الفخار العادي باستخداماته التقليدية مثل "القلة والزير" بل بدأ التطور إلى أن وصل إالى أواني الطهي، ووحدات الإضاءة وكاشبوه الزرع.
وأضاف أنه أثبتت الدراسات أن الفخار مسامي ويعتبر المياه فيه أفضل من الأواني المسمطة، فيعتبر صناعة الفخار تطورت مع تطور الحضارات إلى أن وصل إلى المطلوب منه، وظلت الصناعة في تطور مستمر إلى أن وصل بعض شغل الفخار من إنتاج 2020 بجانب الشغل الذي يعود تاريخه 7000 آلاف سنة، بمتحف الحضارة .
مراحل صناعة الفخار
أما عن مراحل الصناعة، قال "زكي" إن صناعة شيء من اللاشيء يجعل الشخص في سعادة عارمة، فنحن نأتي بحجر من الجبر، ومن ثم يتم طحن هذه الحجارة، ومع خلطها بالماء تصبح طيناً يمكننا تشكيله إلى أن يصل إلى جودة هذه التحف، فهذه المهنة ممكن أن نصفها بالهواية، أو بمعنى أدق للإدمان .
أسعار البيع والشراء
وأشار أن أسعار الفخار عادة تكون في متناول الجميع، ويمكن أن يكون أقل بكثير عن هذا التعبير، وأن هناك تفاوت في الأسعار وهذا بسبب أن المنتج لا يباع من مصدره، بل هناك وسيط، وعلى سبيل المثال طقم الطاجن وهو شيئ أساسي في البيت المصري يبدأ سعره من 40 جنيه ل300 جنيه، وهذا الفرق بسبب أن هذا المنتج هو عبارة عن شغل يدوي، فالاعتماد الكلي في التكلفة على الإضافات، وعدد ساعات العمل الذي استغرقه العامل أثناء إنتاجه لهذه القطعة.
مواسم العمل
أما عن مواسم العمل، فقال "زكي" أنه يعتبر معظم اعتمادهم على السياحة، وبجانب الشغل المحلي، وأن هذه المهنة من أكثر المهن التي تأثرت في ظل جائحة كورونا، مختتما حظيث أنه من أدمن هذه المهنة لا يمكنه البحث عن مهن أخرى .