الأحد 16 يونيو 2024

السترات الصفراء": 3 سنوات على انفجار الغضب الشعبي وجذور الاستياء ما تزال قائمة

مظاهرات فرنسا

عرب وعالم17-11-2021 | 12:39

دار الهلال

 قبل ثلاث سنوات،احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين كانوا يرتدون سترات صفراء في جميع أنحاء فرنسا احتجاجاً على زيادة الضرائب على الوقود.

ويصادف يوم 17 نوفمبر بداية الحركة التي جمعت على مدار شهور من يُطلق عليهم "السترات الصفراء".

فاجأت حركة "السترات الصفراء" فرنسا وأجبرت الحكومة على التراجع عن ضريبة الكربون وتخفيض سعر الطاقة.

بحسب إيمانويل رونجوا الباحثة في العلوم السياسية بجامعة مونبلييه، "إنها حركة ركزت على القوة الشرائية في أيامها الأولى، لأنها مشكلة كبيرة بالنسبة للكثير من أفرادها.

لكن ما رأيناه في تحقيقاتنا هو أن الحركة كانت أكبر من ذلك بكثير.

وهذا يعني أن هناك أيضاً جزء كبيراً فيها ليس الفقر مشكلته". وتتابع "إنها حركة الأوساط الشعبية، من الطبقة الوسطى. رأينا أيضاً أنه لم تكن البيئات الاجتماعية هي نفسها في جميع أماكن التظاهر والتجمع. كانت هذه الحركة ممثلة نسبياً لجزء كبير من الشعب الفرنسي".

وتلاحظ رونجوا أن أسباب استياء "السترات الصفراء" لم تتغير منذ ثلاث سنوات. بالنسبة لها، "السترات الصفراء" الذين يكافحون طوال الشهر ما زالوا يواجهون نفس الصعوبات الاقتصادية بشكل يومي، "حتى لو تمكنت الحركة أحياناً من إقامة شبكات تضامن ومساعدة متبادلة".

وحتى لو كانت "السترات الصفراء" حركة عمال أو موظفين بشكل عام، فإن إصلاح إدارة التوظيف العامة والتأمين ضد البطالة لن يسيرا في هذا الاتجاه. وتشير إلى أن "مسألة الشعور بأننا غير موجودون أو بأنه يتم ازدراؤنا اجتماعياً لم تتغير أيضاً".

شهدت أسابيع وشهور الحركة الأولى زخماً واسعاً وكانت تظاهراتها تجمع عشرات الآلاف في الشوارع والساحات، لكن الأمر انتهى شيئاً فشيئاً. فهل يمكن استئناف الحركة؟ تقول رونجوا "أعتقد أن الحركة إذا ما عاودت الظهور لن تعود بنفس الشكل.

ومع ذلك، فإن أسباب عدم الرضا هي نفسها. هذه الحركة خلقت شبكات تضامن بين الناس. حتى الأشخاص الذين انسحبوا منها، كانت هناك شبكات من التواصل الاجتماعي والتعارف بين الأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم البعض ومن خلفيات سياسية مختلفة تماماً. هذه هي الأشياء التي تبقى.

هذه هي الشبكات التي يمكن إعادة تعبئتها، وخاصة الشبكات الودية والشبكات الاجتماعية. لكن هذا شيء وقول أن الحركة ستستأنف شيء آخر".

وتقول التقديرات أن حركة "السترات الصفراء" حشدت ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص بين نهاية عام 2018 وأوائل عام 2019.