شهدت مصر خلال فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، ازدهارًا كبيرًا في شتى المجالات، سواء على المستوى الثقافي أو الحضاري أو الاقتصادي، ولمست مصر وشعبها ثمار هذه الإنجازات التي تمت بجهود وأيادٍ مصرية، ونحن الآن بصدد الحديث عن قطاع السياحة والآثار وعن أهم الإنجازات التي تمت فيه، وفي عهده أنشئت العديد من المتاحف المهمة، وسيحكي عنها التاريخ بقدر ما يشاء، وعلى رأس هذه المتاحف لا ننسى متحف مطار القاهرة، وأهميته الجغرافية منارة لكل ما هو قادم من الخارج فرصة له بأن يكون على مقربة من حدث فريد ومهم، يستكشف من خلاله جزء من تاريخ حضارتنا المصرية.

يقع متحف المطار في صالة 2 بمطار القاهرة الدولي، انطلقت فكرة إقامته في عام 2020، وجاء إقامته واختيار هذا المكان ليكون بمثابة نقطة إنطلاق مهمة لتعريف الزائرين بتاريخ وعراقة الحضارة المصرية، وتم إنشاء المتحف بالتعاون والتنسيق بين وزارة السياحة والآثار ووزارة الطيران المدني على مساحة تبلغ تقريبًا 100 متر مربع.

يسلط المتحف الضوء على بعض اللمسات المضيئة في تاريخ مصر على مر عصورها، ويعرض المتحف قطع أثرية نادرة وفريدة تظهر المميزات التاريخية والفنية لكل حقبة تاريخية مضت على مصر، بداية من العصور المصرية القديمة والتعرف على أبرز سمات الفنون كالفن القبطي والإسلامي والروماني بالإضافة إلى فنون العصر الحديث، ويحتوي المتحف على قطع معروضة تبرز كيان مصر وجوهرها وأنها أم لكل الأديان السماوية وكافة الطوائف الدينية التي كان ظلالها السلام والمحبة، وعاشت في تناغم وطمأنينة.

يحتوي المتحف الآن على 70 قطعة أثرية تم اختيارها بعناية شديدة من قبل اللجنة المعهود لها اختيار المعروضات.

ومن أهم القطع الأثرية المعروضة داخل المتحف: مومياواتين تم حفظهما في حالة جيدة، ترجع إحداهما إلى العصر الروماني، ذو وجه مغطى بقناع من الذهب ومزينة بالكاتوناج المذهب بالإضافة إلى رسومات ملونة، أما المومياء الثانية فهي عبارة عن رجل في الوضع الأوزيري، ويحتوي المتحف أيضًا على تمثال من البرونز للإلهة إيزيس المجنحة ترتدي قرني حتحور وبينهما قرص الشمس، ومعظم القطع المعروضة بالمتحف كانت محفوظة داخل مخازن المتحف المصري بالتحرير، والمتحف اليوناني والروماني ومتحف السويس.

 افتتح المتحف لأول مرة في عام 2016، ولكن إيمانًا من الدولة بالدور الهام للآثار في ترويج السياحة كقيمة اقتصادية وثقافية كبيرة، والتعريف بالحضارة المصرية،  قررت مصر توسعة المتحف وإحلال تغييرات منها تغيير قاعة العرض بقاعة أكبر، في نفس المبنى، وإضافة قطع أثرية أكثر مما كانت فيه.