الأربعاء 22 مايو 2024

اللواء‭ ‬‭ ‬محمود‭ ‬خلف‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الهلال»‬‭:‬ المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬كان‭ ‬صبورا‭ ‬عادلا‭ ‬معلما‭ ‬رحيما‭ ‬

المشير طنطاو ي

تحقيقات21-11-2021 | 13:17

منى العشماوي

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬اللواء‭ ‬محمود‭ ‬خلف‭ ‬يشير‭ ‬في‭ ‬أحاديثه‭ ‬متباهيا‭ ‬أنه‭ ‬تلميذ‭ ‬من‭ ‬تلامذة‭ ‬كثر‭ ‬للراحل‭ ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوي‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حياته‭ ‬العملية‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬نصائح‭ ‬جمة‭ ‬كان‭ ‬ينصحه‭ ‬بها‭ ‬أعانت‭ ‬خلف‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬عمله‭ ‬ونجاحاته‭....‬

وإن‭ ‬طاب‭ ‬للواء‭ ‬خلف‭ ‬تذكر‭ ‬معلمه‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬فإنه‭ ‬يتحدث‭ ‬اليوم‭ ‬عنه‭ ‬معنا‭ ‬بكل‭ ‬الحب‭ ‬والوفاء‭ ‬يرد‭ ‬له‭ ‬حقه‭ ‬في‭ ‬غيبته‭ ‬وأي‭ ‬حق‭ ‬أجل‭ ‬وأكبر‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬المعلم‭ ‬على‭ ‬تلميذه‭.‬

 

لذا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬يسطر‭ ‬اللواء‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬خلف‭ ‬بضعة‭ ‬سطور‭ ‬منيرة‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬جمعته‭ ‬بالمشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الأسبق‭ ....‬

يحكي‭ ‬اللواء‭ ‬الدكتور‭ ‬محمود‭ ‬خلف‭ ‬يقول‭: ‬يمثل‭ ‬لي‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬ذاكرة‭ ‬طويلة‭ ‬وكان‭ ‬مدرسا‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭ ‬سنة‭ ‬1962،‭ ‬وكان‭ ‬وقتها‭ ‬برتبة‭ ‬نقيب‭ ‬وكان‭ ‬يدرس‭ ‬مادة‭ ‬التكتيك‭ ‬وكان‭ ‬يتصرف‭ ‬معنا‭ ‬كأخ‭ ‬أكبر‭ ‬لنا‭ ‬بهدوئه‭ ‬وابتسامتة‭ ‬ومعاملته‭ ‬الجميلة‭ ‬معنا‭ ‬واستمرت‭ ‬العلاقة‭ ‬بيننا‭ ‬بعد‭ ‬تخرجي‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬تشكيلات‭ ‬كثيرة‭ ‬داخل‭ ‬الصاعقة‭ ‬والصراحة‭ ‬تعلمنا‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬كيف‭ ‬يكون‭ ‬القائد‭ ‬مستمعا‭ ‬جيدا‭ ‬وكان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬له‭ ‬وجه‭ ‬مريح‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬استماعه‭ ‬الجيد‭ ‬لكل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬بكل‭ ‬صبر‭ ‬وفهم‭ ‬لما‭ ‬نحكي‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬يجول‭ ‬في‭ ‬صدورنا‭ ‬جميعا‭ ‬نحن‭ ‬تلامذته‭.‬

كان‭ ‬لديه‭ ‬توازن‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬التفرقة‭ ‬بيننا‭ ‬كان‭ ‬يحب‭ ‬الناس‭ ‬كلها‭ ‬ويعلم‭ ‬عنا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ويعرف‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬منذ‭ ‬كنا‭ ‬طلبة‭ ‬حتى‭ ‬أصبحنا‭ ‬لواءات‭ ‬يتذكرنا‭ ‬ويتذكر‭ ‬خلفية‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬منا‭ ‬نحن‭ ‬تلامذته‭ .‬

وكان‭ ‬كالأب‭ ‬أو‭ ‬الأخ‭ ‬الكبير‭ ‬وكان‭ ‬يعطي‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الفعل‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يظلم‭ ‬أحدا‭ .‬

وأتذكر‭ ‬عندما‭ ‬خدمت‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الثالث‭ ‬وكنت‭ ‬قائد‭ ‬كتيبة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬وحدات‭ ‬الصاعقة‭ ‬ونصحني‭ ‬وقتها‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬يا‭ ‬محمود‭ ‬لازم‭ ‬تكمل‭ ‬في‭ ‬المشاة‭ ‬حتى‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬لأطول‭ ‬وقت‭ ‬وأكبر‭ ‬مدة‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬لأن‭ ‬وحدات‭ ‬الصاعقة‭ ‬الأماكن‭ ‬فيها‭ ‬قليلة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬نفذت‭ ‬كلامه‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬كبيرة‭ ‬وأثق‭ ‬فيه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬أناقشه‭ ‬والحقيقة‭ ‬كان‭ ‬متفردا‭ ‬أنه‭ ‬قائد‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬مميزات‭ ‬كل‭ ‬مرؤوس‭ ‬من‭ ‬مرؤوسيه‭ ‬ويعرف‭ ‬يوظفه‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬الصحيح‭.‬

الحقيقة‭ ‬جمعني‭ ‬مع‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬مدد‭ ‬للخدمة‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬يونيو‭ ‬67،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬مؤامرة‭ ‬لاصطياد‭ ‬مصر،‭ ‬وعبد‭ ‬الناصر‭ ‬تحدى‭ ‬إسرائيل‭ ‬وكان‭ ‬لديه‭ ‬تطلعات‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬إمكانات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬مقارنة‭ ‬بإسرائيل‭ ‬وترتب‭ ‬عليها‭ ‬اجتماع‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬حول‭ ‬إسرائيل‭ ‬وتم‭ ‬احتلال‭ ‬سيناء‭ ‬وكان‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوي‭ ‬نقيبا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وكان‭ ‬دائما‭ ‬يشد‭ ‬من‭ ‬أزرنا‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬روحنا‭ ‬المعنوية‭ ‬خاصة‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬شبان‭ ‬صغار،‭ ‬منذ‭ ‬تخرجنا‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬متواصلة،‭ ‬أنا‭ ‬شخصيا‭ ‬حضرت‭ ‬أربع‭ ‬حروب‭ ‬متتالية‭ ‬منذ‭ ‬حرب‭ ‬67‭ ‬وحرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬وهي‭ ‬كانت‭ ‬حرب‭ ‬مهمة‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تستنزف‭ ‬من‭ ‬قوتنا‭ ‬وكان‭ ‬أيضا‭ ‬معنا‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يثنى‭ ‬عزمنا‭ ‬للإعداد‭ ‬لحرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬وكان‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬برتبة‭ ‬المقدم‭ ‬وكنا‭ ‬عندما‭ ‬نراه‭ ‬نستبشر‭ ‬خيرا‭ ‬وفي‭ ‬أشد‭ ‬حالات‭ ‬الغضب‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬داخله‭ ‬إنسان‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬مشاعره‭ ‬جيدا‭ ‬ولا‭ ‬يطلق‭ ‬أحكام‭ ‬جزافية‭ ‬أو‭ ‬يجعل‭ ‬غضبه‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬قراراته‭ ‬ومهما‭ ‬كان‭ ‬غاضبا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أحوال‭ ‬الحرب‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬أخبار‭ ‬سيئة‭ ‬لا‭ ‬يظهر‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬أي‭ ‬غضب‭ ‬يكتم‭ ‬غضبه‭ ‬ويعمل‭ ‬الصواب،‭ ‬وكنا‭ ‬جميعا‭ ‬نعتبره‭ ‬أبا‭ ‬لنا‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬كبرنا‭ ‬وأصبحنا‭ ‬لواءات‭.‬

‭- ‬حدثنا‭ ‬وقت‭ ‬رحيل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬عن‭ ‬الحكم‭ ‬إبان‭ ‬يناير‭ ‬وتولي‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ !‬؟

كنت‭ ‬أعلم‭ ‬جيدا‭ ‬أنه‭ ‬يقدر‭ ‬ويستطيع‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعبر‭ ‬بمصرنا‭ ‬لبر‭ ‬الأمان‭ ‬دون‭ ‬نقطة‭ ‬دم،‭ ‬بدأت‭ ‬الفوضى‭ ‬تعم‭ ‬وكنا‭ ‬نتحدث‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬نريد‭ ‬استخدامات‭ ‬القوة‭ ‬مع‭ ‬التظاهرات‭ ‬أو‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬وراءها‭ ‬الإخوان‭.. ‬كان‭ ‬المشير‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬فاهم‭ ‬الأمر‭ ‬جيدا‭ ‬ودارس‭ ‬الموقف‭ ‬ولديه‭ ‬من‭ ‬الثبات‭ ‬الانفعالي‭ ‬الكثير‭ ‬ويعلم‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬يريدون‭ ‬جر‭ ‬مصر‭ ‬لحرب‭ ‬أهلية‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬مع‭ ‬الجيش،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬يأمرنا‭ ‬دائما‭ ‬بعدم‭ ‬استخدام‭ ‬السلاح‭ ‬والعنف،‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمور‭ ‬بهدوء‭ ‬وضبط‭ ‬نفس‭ ‬كبير‭ ‬حتى‭ ‬مرت‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬على‭ ‬خير‭. ‬

وكان‭ ‬يفهم‭ ‬المشير‭ ‬أنها‭ ‬مؤامرة‭ ‬ضد‭ ‬مصر‭ ‬وأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬أن‭ ‬تنزلق‭ ‬للشارع‭ ‬وتتقاتل‭ ‬ويصبح‭ ‬الشعب‭ ‬ضد‭ ‬الجيش،‭ ‬وهو‭ ‬بحنكته‭ ‬وبصيرته‭ ‬حمانا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬السيناريوهات‭ ‬وحمى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مؤامرة‭ ‬وشر‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬ولدينا‭ ‬أمثلة‭ ‬لبلاد‭ ‬ضاعت‭ ‬حولنا‭ ‬بسبب‭ ‬أحداث‭ ‬الفوضى‭ ‬وتتدخل‭ ‬فيها‭ ‬القوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬والحمدلله‭ ‬مصر‭ ‬نجت‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭.....‬

‭- ‬ماهو‭ ‬الموقف‭ ‬الطريف‭ ‬الذي‭ ‬جمعك‭ ‬مع‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي؟

مواقف‭ ‬كثيرة‭ ‬لكن‭ ‬أذكر‭ ‬منها‭ ‬مثلا‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬داخل‭ ‬استراحته‭ ‬يتابع‭ ‬ماتش‭ ‬كورة‭ ‬بين‭ ‬الأهلي‭ ‬والزمالك‭ ‬وهو‭ ‬رحمه‭  ‬كان‭ ‬زملكاوي‭ ‬وأنا‭ ‬كنت‭ ‬أهلاوي‭.. ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬كان‭ ‬يتابع‭ ‬الماتش‭ ‬ودخلت‭ ‬عليه‭ ‬لعرض‭ ‬أمر‭ ‬فقال‭ ‬لي‭ ‬اقعد‭ ‬اتفرج‭ ‬على‭ ‬الماتش‭ ‬معايا‭..

‬وبعدين‭ ‬الأهلي‭ ‬جاب‭ ‬جوول‭ ‬قمت‭ ‬أنا‭ ‬فرحت‭ ‬وقلت‭ ‬جوول‭ ‬بحماس‭ ‬كده‭ ‬وبشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬كنت‭ ‬باقول‭ ‬يلا‭ ‬شوت‭ ‬يلا‭.. ‬قام‭ ‬المشير‭ ‬بص‭ ‬لي‭ ‬بصة‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬إيه‭ ‬هتبقى‭ ‬أنت‭ ‬والحكم‭ ‬كمان‭ ‬وقال‭ ‬لي‭ ‬أنت‭ ‬عايز‭ ‬إيه‭ ‬وجاي‭ ‬هنا‭ ‬ليه‭ ...‬

ووقتها‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬أشوفه‭ ‬متعصب‭ ‬كده‭....‬

‭- ‬ماهي‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ينصحك‭ ‬بها‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوي‭ ‬ومن‭ ‬معك‭ ‬؟

كانت‭ ‬أهم‭ ‬نصيحة‭ ‬لديه‭ ‬هي‭ ‬احترام‭ ‬البشر‭ ‬واحترام‭ ‬الإنسان‭ ‬والإنسانية‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬فيه‭ ‬أمور‭ ‬صعبة‭ ‬وقرارات‭ ‬صعبة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذها‭ ‬ضد‭ ‬المخطئ‭ ‬لكن‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬لديه‭ ‬حكمة‭ ‬أنه‭ ‬ضروري‭ ‬أن‭ ‬يتناسب‭ ‬الحساب‭ ‬والعقاب‭ ‬مع‭ ‬الفعل‭ ‬الذي‭ ‬عمله‭ ‬المخطئ‭.. ‬والشهادة‭ ‬لله‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬قدرة‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬كبت‭ ‬انفعاله‭.‬

وحضرت‭ ‬أغلب‭ ‬حواراته‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬مبارك‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬وزيرا‭ ‬للدفاع‭ ‬وأنا‭ ‬كنت‭ ‬كبير‭ ‬اليوران،‭ ‬ورئيس‭ ‬الحرس‭ ‬الجمهوري‭ ‬وطبيعة‭ ‬وظيفتي‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الرئيس‭ .‬

ودائما‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬له‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬كرة‭ ‬من‭ ‬نار‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يلعب‭ ‬معه‭ ‬ولا‭ ‬يتلاعب‭ ‬به‭. ‬

فكان‭ ‬الرئيس‭ ‬مبارك‭ ‬يعلم‭ ‬جيدا‭ ‬قيمة‭ ‬الجيش‭ ‬وقيمة‭ ‬وزير‭ ‬دفاعه‭ ‬وكان‭ ‬يستمع‭ ‬لرأي‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬بكل‭ ‬حكمة‭. ‬

وعندما‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ "‬كرة‭ ‬من‭ ‬نار‭" ‬لها‭ ‬معانٍ‭ ‬كثيرة‭ ‬لعل‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬جر‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ولا‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬لأي‭ ‬سيناريو‭ ‬متآمر‭ ‬لأن‭ ‬لدى‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭ ‬والسيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬يتوقعها‭ ‬مبكرا‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬خطر‭ ‬محتمل‭ ‬وبين‭ ‬يديه‭ ‬يضع‭ ‬كل‭ ‬الحلول‭ ‬لكل‭ ‬ظرف‭. ‬

وهو‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬جليا‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬بلدنا‭ ‬دولة‭ ‬ثقيلة‭ ‬عندما‭ ‬ترسل‭ ‬رسائل‭ ‬تجاه‭ ‬أي‭ ‬خطر‭ ‬هي‭ ‬رسائل‭ ‬رادعة‭ ‬ويدرك‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬المخاطر‭ ‬ويتعامل‭ ‬معها‭ ‬بذات‭ ‬الحكمة‭ ‬لأن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬كان‭ ‬تلميذا‭ ‬للمشير‭ ‬طنطاوي‭ ‬وعمل‭ ‬معه‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬الأمانة‭ ‬العامة‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬وكان‭ ‬يعتبره‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬له‭ ‬كحالنا‭ ‬جميعا‭. ‬

رحم‭ ‬الله‭ ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوي‭.‬