الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

بطل‭ ‬معركة‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية


  • 21-11-2021 | 13:52

مصطفي بكرى

طباعة
  • مصطفى بكرى

كانت‭ ‬معركة‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية‭, ‬هى‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المعارك‭, ‬التى‭ ‬يفخر‭ ‬بها‭ ‬البطل‭ ‬الراحل‭  ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوي‭, ‬لقد‭ ‬كشف‭ ‬النقاب‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭  ‬عن‭ ‬فيديو‭ ‬يتحدث‭ ‬فيه‭ "‬العميد‭ ‬أركان‭ ‬حرب‭" ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬فى‭ ‬أعقاب‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭  ‬1973‭ ‬وكان‭ ‬حديثه‭ ‬مركزًا‭ ‬على‭ ‬معركة‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أبطالها‭ ‬الرئيسيين‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دورها‭ ‬التاريخى‭ ‬فى‭ ‬التصدى‭ ‬للعدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬الذى‭ ‬استهدف‭ ‬حصار‭ ‬وتدمير‭ ‬التجمع‭ ‬الرئيسى‭ ‬للقوات‭ ‬المصرية‭ ‬داخل‭ ‬رؤوس‭ ‬الكبارى‭ ‬فى‭ ‬شرق‭ ‬القناة‭, ‬وفرض‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬الجيشين‭ ‬الثانى‭ ‬والثالث‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قطع‭ ‬خطوط‭ ‬مواصلاتهما‭ ‬مع‭ ‬غرب‭ ‬القناة‭.‬

المزرعة‭ ‬الصينية،‭ ‬هى‭ ‬مشروع‭ ‬زراعي،‭ ‬بدأته‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬قبل‭ ‬عام‭  ‬1967‭  ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬الدفرسوار‭ ‬بالإسماعيلية‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬اليابان‭ ‬لإجراء‭ ‬تجارب‭ ‬زراعية‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكان‭ ‬اسم‭ ‬المنطقة‭ ‬‭"‬قرية‭ ‬الجلاء‭" ‬حيث‭ ‬يحدها‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬البحيرات‭ ‬المرة‭ ‬الكبرى‭ ‬ومن‭ ‬الشرق‭ ‬مدينة‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬وبعد‭ ‬عدوان‭ ‬67‭  ‬استولى‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وعندما‭ ‬رأوا‭ ‬الكتابات‭ ‬اليابانية‭ ‬على‭ ‬جدار‭ ‬الحوائط،‭ ‬ظنوا‭ ‬أنها‭ ‬اللغة‭ ‬الصينية،‭ ‬فأطلقوا‭ ‬عليها‭ ‬‭"‬المزرعة‭ ‬الصينية‭".‬

كانت‭ ‬الكتيبة‭ ‬‭ ‬التى‭ ‬يقودها‭ ‬المقدم‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬قد‭ ‬عبرت‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬قبيل‭ ‬العبور‭ ‬الرسمى‭ ‬للقوات،‭ ‬وكانت‭ ‬مهمة‭ ‬هذه‭ ‬الكتيبة‭ ‬هى‭ ‬الدفع‭ ‬بعناصر‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬دبابات‭ ‬العدو‭ ‬ورفع‭ ‬العلم‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الشرقية‭ ‬للقناة‭ ‬قبيل‭ ‬عبور‭ ‬القوات‭.‬

لقد‭ ‬نجحت‭ ‬الكتيبة‭  ‬16‭ ‬فى‭ ‬قطع‭ ‬مسافة‭ ‬العبور‭ ‬فى‭ ‬مدة‭ ‬زمنية‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬الساعة‭ ‬تقريبًا،‭ ‬وكانت‭ ‬المدة‭ ‬الزمنية‭ ‬المحددة‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬الساعة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عزيمة‭ ‬المقدم‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬ورجاله‭ ‬كانت‭ ‬وراء‭ ‬الإنجاز‭ ‬السريع‭ ‬للمهمة‭ ‬التى‭ ‬كللت‭ ‬بالنجاح‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬حققت‭ ‬الكتيبة‭ ‬الهدف‭ ‬المحدد‭ ‬لها،‭ ‬بدأت‭ ‬فى‭ ‬التقدم‭ ‬باتجاه‭ ‬منطقة‭ ‬شرق‭ ‬القناة،‭ ‬نجحت‭ ‬سريعًا‭ ‬فى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬رؤوس‭ ‬الكباري،‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬التصدى‭ ‬للهجمات‭ ‬المضادة‭ ‬التى‭ ‬واجهتها‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬المعارك‭ ‬حامية‭ ‬الوطيس،‭ ‬وكان‭ ‬المقدم‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬يضع‭ ‬الخطط‭ ‬التى‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬السريعة‭ ‬فى‭ ‬ميدان‭ ‬القتال،‭ ‬لمواجهة‭ ‬تحركات‭ ‬العدو‭ ‬ومفاجأته‭.‬

لقد‭ ‬نجح‭ ‬فى‭ ‬صد‭ ‬الهجمات‭ ‬المباغتة،‭ ‬وكانت‭ ‬حصيلة‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬تدمير‭ ‬خمس‭ ‬دبابات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬وعزل‭ ‬وحصار‭ ‬النقطة‭ ‬الأكثر‭ ‬تحصينًا‭ ‬وقوة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الدفرسوار‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬حققت‭ ‬الكتيبة‭ ‬النجاحات‭ ‬الأولى‭ ‬التى‭ ‬أذهلت‭ ‬العدو‭ ‬وأربكت‭ ‬صفوفه،‭ ‬كانت‭ ‬تعليمات‭ ‬المقدم‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬تقضى‭ ‬بتطوير‭ ‬الهجوم‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬الشرق،‭ ‬ونجحت‭ ‬قواته‭ ‬سريعًا‭ ‬فى‭ ‬احتلال‭ ‬رأس‭ ‬الكوبرى‭ ‬النهائى‭ ‬ومواجهة‭ ‬الهجمات‭ ‬المضادة‭.‬

كانت‭ ‬انتصارات‭ ‬الكتيبة‭ ‬‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬تدوى‭ ‬فى‭ ‬أوساط‭ ‬الضباط‭ ‬والجنود‭ ‬الذين‭ ‬عبروا‭ ‬القناة‭ ‬وبدأوا‭ ‬الزحف‭ ‬باتجاه‭ ‬العمق‭ ‬داخل‭ ‬أراضى‭ ‬سيناء،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المعركة‭ ‬الأهم‭ ‬كانت‭ ‬تنتظر‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬فى‭ "‬المزرعة‭ ‬الصينية‭".‬

لقد‭ ‬ارتبطت‭ ‬معركة‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية‭ ‬بالخطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للعبور‭ ‬إلى‭ ‬غرب‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وإقامة‭ ‬رأس‭ ‬كوبرى‭ ‬على‭ ‬ضفتى‭ ‬القناة‭ ‬بهدف‭ ‬حصار‭ ‬الجيشين‭ ‬الثانى‭ ‬والثالث‭ ‬بمدينتى‭ ‬السويس‭ ‬والإسماعيلية‭.‬

كان‭ ‬ذلك‭ ‬يستوجب‭ ‬بالقطع‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬نقطة‭ ‬الدفرسوار‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬مسافة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬خمسة‭ ‬كيلو‭ ‬مترات‭ ‬شمالاً،‭ ‬بهدف‭ ‬تأمين‭ ‬معبر‭ ‬الدفرسوار‭ ‬من‭ ‬نيران‭ ‬الأسلحة‭ ‬المصرية‭.‬

كان‭ ‬اتجاه‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬يستهدف‭ ‬الجانب‭ ‬الأيمن‭ ‬للجيش‭ ‬الثانى‭ ‬الميدانى‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬الفرقة‭  ‬16وبالتحديد‭ ‬فى‭ ‬اتجاه‭ ‬محور‭ "‬الطاسة‭ ‬والدفرسوار‭"‬،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬جعل‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية‭ ‬فى‭ ‬مرمى‭ ‬هدف‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المهاجمة‭.‬

كان‭ ‬قادة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬قد‭ ‬أعدو‭ ‬العدة‭ ‬جيدًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الاختراق،‭ ‬ثم‭ ‬يتلوه‭ ‬استخدام‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والبرية‭ ‬بالأسلحة‭ ‬الصاروخية‭ ‬والمدفعية‭ ‬لتدمير‭ ‬القوات‭ ‬المتواجدة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬منطقة‭ ‬تمركز‭ ‬الكتيبة‭ ‬18‭.‬

بدأت‭ ‬المعركة‭ ‬فى‭ ‬15‭  ‬أكتوبر‭ ‬ـ‭ ‬أى‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬تسعة‭ ‬أيام‭ ‬ـ‭ ‬من‭ ‬اشتعال‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬سيناء،‭ ‬قام‭ ‬الطيران‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بتوجيه‭ ‬ضربات‭ ‬مركزة‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬تواجد‭ ‬القوات،‭ ‬ثم‭ ‬ضرب‭ ‬كافة‭ ‬الخنادق‭ ‬ومقر‭ ‬قيادة‭ ‬الكتيبة‭ ‬18‭ ‬‭ ‬فأحدثت‭ ‬إصابات‭ ‬بالغة‭ ‬بالمنطقة‭ ‬بأسرها،‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬المدفعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬توجيه‭ ‬داناتها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬تمركز‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭.‬

لقد‭ ‬استمر‭ ‬الهجوم‭ ‬حتى‭ ‬غروب‭ ‬الشمس،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬التمويه‭ ‬والخداع‭ ‬التى‭ ‬استخدمتها‭ ‬الكتيبة‭ ‬81‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬إفشال‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يصب‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬سوى‭ ‬ثلاثة‭ ‬جنود‭ ‬مصريين‭ ‬فقط‭.‬

كانت‭ ‬الخطة‭ ‬المصرية‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬القوات‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬مسرح‭ ‬المعركة‭ ‬بمجرد‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬معلومات‭ ‬تفيد‭ ‬بموعد‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬رصد‭ ‬الطائرات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تأتى‭ ‬قبيل‭ ‬الهجوم‭ ‬لتصوير‭ ‬المواقع،‭ ‬وبهذا‭ ‬نجحت‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تفادى‭ ‬الآثار‭ ‬الخطيرة‭ ‬للهجوم‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬المتوقع‭.‬

وفى‭ ‬الساعة‭ ‬الثامنة‭ ‬إلا‭ ‬ربع‭ ‬مساء‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬قيام‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الدبابات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬اتجاه‭ ‬منطقة‭ "‬الطاسة‭" ‬للهجوم‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭ ‬المتمركزة،‭ ‬وفى‭ ‬تمام‭ ‬الثامنة‭ ‬والنصف‭ ‬مساء‭ ‬كان‭ ‬العدو‭  ‬يسدد‭ ‬ضرباته‭ ‬مركزًا‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الأيمن‭ ‬للكتيبة،‭ ‬حيث‭ ‬استخدم‭ ‬فى‭ ‬الهجوم‭ ‬‭ ‬3‭  ‬لواءات‭ ‬مدرعة‭ ‬بقوة‭ "‬082‭"  ‬دبابة،‭ ‬ولواء‭ ‬من‭ ‬المظلات‭ ‬الميكانيكى‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬3‭ ‬محاور‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬دعم‭ ‬هذه‭ ‬القوات‭ ‬بفرقة‭ ‬القائد‭ ‬الإسرائيلى‭ "‬أدان‭"‬‭ ‬والمكونة‭ ‬من‭"‬300‭ ‬دبابة‭" ‬وفرقة‭ ‬القائد‭ ‬الإسرائيلى‭ "‬مانجن‭"‬‭ ‬المكونة‭ ‬من‭"‬200‭ ‬‭ ‬دبابة‭"‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬لواء‭ ‬مشاة‭ ‬ميكانيكي،‭ ‬وأيضًا‭ ‬كتيبة‭ ‬مدرعة‭ ‬وكتيبة‭ ‬مشاة‭ ‬ميكانيكى‭ ‬بقيادة‭ ‬اللواء‭ "‬ريشيف‭"‬‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬كتيبة‭ ‬مشاة‭ ‬ميكانيكى‭ ‬مستقلة،‭ ‬وبذلك‭ ‬أصبح‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ "‬ريشيف‭" ‬4كتائب‭ ‬مدرعة‭ ‬وكتيبة‭ ‬استطلاع‭ ‬مدرعة‭ ‬و3‭ ‬كتائب‭ ‬مشاة‭ ‬ميكانيكى‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬نصف‭ ‬قوة‭ ‬القائد‭ ‬الإسرائيلى‭ "‬شارون‭".‬

ومع‭ ‬بدء‭ ‬عملية‭ ‬الهجوم‭ ‬الواسع‭ ‬على‭ ‬الكتيبة‭ ‬18‭  ‬نجحت‭ ‬الدبابات‭ ‬المصرية‭ ‬المخندقة‭ ‬والأسلحة‭ ‬المضادة‭ ‬للدبابات‭ ‬فى‭ ‬تدمير‭ ‬12‭  ‬دبابة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تصب‭ ‬أى‭ ‬دبابة‭ ‬مصرية‭ ‬بسوء،‭ ‬وتم‭ ‬اختيار‭ ‬مجموعة‭ ‬قنص‭ ‬من‭ ‬السرايا،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬الدفع‭ ‬بفصيلة‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬حاملى‭ ‬الـ‭"‬آر‭.‬بي‭.‬جي‭" ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الأيمن‭ ‬وقامت‭ ‬بالاشتباك‭ ‬مع‭ ‬العدو‭ ‬وتحولت‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬قتال‭ ‬متلاحم‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬حرب‭ ‬عصابات‭ ‬حتى‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭.‬

وقد‭ ‬نجحت‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬تدمير‭ ‬نحو‭  ‬60دبابة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬مما‭ ‬آثار‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والذعر‭ ‬لدى‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المهاجمة‭.‬

فى‭ ‬الساعة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬‭"‬61‭ ‬أكتوبر‭"‬،‭ ‬قامت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بتوجيه‭ ‬هجومها‭ ‬مجددًا‭ ‬إلى‭ ‬الكتيبة‭  "‬81‭" ‬مشاة،‭ ‬وقد‭ ‬تمكنت‭ ‬الكتيبة‭ ‬من‭ ‬صد‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬‭"‬01‭ ‬دبابات‭" ‬و4‭ ‬مدرعات‭ ‬نصف‭ ‬مجنزرة‭.‬

وأمام‭ ‬بسالة‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭ ‬دفع‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬لتلافى‭ ‬آثار‭ ‬الهزيمة،‭ ‬فامتد‭ ‬بهجومه‭ ‬إلى‭ ‬الكتيبة‭ ‬16والتى‭ ‬كان‭ ‬يقودها‭ ‬المقدم‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬تقاتل‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الكتيبة‭"‬81‭" ‬وقد‭ ‬دفعت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بلواء‭ ‬مظلى‭ ‬ولواء‭ ‬مدرع‭ ‬وكتيبة‭ ‬مدرعة‭ ‬لمهاجمة‭ ‬القوات‭ ‬المصرية‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬المقدم‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬قد‭ ‬ذاق‭ ‬طعم‭ ‬النوم‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬48‭  ‬ساعة‭ ‬مضت،‭ ‬وفى‭ ‬الساعة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬‭ ‬‭"‬61أكتوبر‭" ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬ينام‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت،‭ ‬حتى‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يجدد‭ ‬نشاطه،‭ ‬وبعد‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬فوجئ‭ ‬بمن‭ ‬يوقظه‭ ‬من‭ ‬الضباط،‭ ‬حيث‭ ‬أخبره‭ ‬بسماعه‭ ‬أزيز‭ ‬للطائرات‭ ‬الإسرائيلية‭.  ‬

وفى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬أصدر‭ ‬المقدم‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬تعليماته‭ ‬بزيادة‭ ‬المراقبة‭ ‬وإخطاره‭ ‬بأية‭ ‬تحركات‭ ‬على‭ ‬الفور،‭ ‬وفى‭ ‬حوالى‭ ‬الثانية‭ ‬والنصف‭ ‬من‭ ‬فجر‭ ‬ذات‭ ‬اليوم‭ ‬تم‭ ‬إيقاظه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وأبلغه‭ ‬أحد‭ ‬ضباط‭ ‬الكتيبة‭ ‬بأن‭ ‬عناصر‭ ‬الرؤية‭ ‬الليلية‭ ‬رصدت‭ ‬محاولات‭ ‬للقوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بعبور‭ ‬الألغام‭ ‬باتجاه‭ ‬الكتيبة‭.‬

وعلى‭ ‬الفور‭ ‬أدرك‭ ‬المقدم‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬العدو‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬للعبور‭ ‬بأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المشاة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬باتجاه‭ ‬الكتيبة‭ ‬16‭.‬

كانت‭ ‬خطة‭ ‬المقدم‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬استدراج‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المهاجمة‭ ‬واصطيادها،‭ ‬أعطى‭ ‬أوامره‭ ‬للضباط‭ ‬والجنود‭ ‬بأن‭ ‬يستعدوا‭ ‬بكافة‭ ‬أسلحتهم‭ ‬وحبس‭ ‬النيران‭ ‬لأطول‭ ‬فترة‭ ‬ممكنة،‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬القوات‭ ‬إلى‭ ‬مرمى‭ ‬الهدف،‭ ‬وكانت‭ ‬كلمة‭ ‬السر‭ ‬هى‭ ‬إشارة‭ ‬ضوئية‭ ‬حمراء‭ ‬تصدر‭ ‬عنه،‭ ‬وبعدها‭ ‬يتم‭ ‬إطلاق‭ ‬جميع‭ ‬أسلحة‭ ‬الكتيبة‭ ‬باتجاه‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المهاجمة‭.‬

كان‭ ‬المقدم‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬صاحب‭ ‬خبرة‭ ‬عسكرية‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬بها،‭ ‬فمنذ‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬الكلية‭ ‬الحربية‭ ‬عام‭ ‬‭"‬6591‭"‬وهو‭ ‬يشارك‭ ‬فى‭ ‬المعارك‭ ‬العسكرية‭ ‬المختلفة،‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬‭"‬1956‭" ‬وفى‭ ‬حرب‭ ‬‭"‬67‭" ‬وفى‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬وغيرها‭.‬

كان‭ ‬معروفًا‭ ‬بقوة‭ ‬تحمله،‭ ‬وصبره‭ ‬وعناده‭ ‬وهدوء‭ ‬أعصابه،‭ ‬وكان‭ ‬دائمًا‭ ‬حكيمًا‭ ‬فى‭ ‬قراراته،‭ ‬ومصدر‭ ‬ثقة‭ ‬لضباطه‭ ‬وجنوده‭.‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬وصلت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المهاجمة‭ ‬إلى‭ ‬النقطة‭ ‬الحاسمة‭ ‬أطلق‭ ‬المقدم‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء،‭ ‬وعلى‭ ‬الفور‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬نيران‭ ‬جميع‭ ‬أسلحة‭ ‬الكتيبة‭ ‬16باتجاه‭ ‬القوات‭ ‬المهاجمة،‭ ‬حيث‭ ‬استمرت‭ ‬المعركة‭ ‬لمدة‭ ‬ساعتين‭ ‬ونصف‭ ‬الساعة،‭ ‬أى‭ ‬حتى‭ ‬بزوغ‭ ‬أول‭ ‬ضوء‭ ‬من‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬التالى‭.‬

كانت‭ ‬المعركة‭ ‬عنيفة،‭ ‬وقد‭ ‬استخدم‭ ‬فيها‭ ‬قائد‭ ‬الكتيبة‭  ‬16تكتيكات‭ ‬عسكرية‭ ‬أبهرت‭ ‬الجميع‭ ‬وأربكت‭ ‬العدو‭ ‬وبعثرت‭ ‬صفوفه،‭ ‬وسقط‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬ذلك‭ ‬عشرات‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬يستشهد‭ ‬من‭ ‬الكتيبة‭ ‬16‭ ‬سوى‭ ‬مقاتل‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬‭"‬عادل‭ ‬بسطلوس‭".‬

كانت‭ ‬بطولات‭ ‬الكتيبة‭  ‬16قد‭ ‬أحدثت‭ ‬دويًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نجح‭ ‬مقاتلو‭ ‬الكتيبة‭ ‬فى‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬نجاح‭ ‬الخطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت،‭ ‬ويحكى‭ ‬قائد‭ ‬الكتيبة‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬عن‭ ‬المقاتل‭ "‬عبدالعزيز‭ ‬بسيوني‭" ‬قائد‭ ‬إحدى‭ ‬سرايا‭ ‬الكتيبة،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬‭"‬فى‭ ‬‭ ‬14‭ ‬أكتوبر،‭ ‬كان‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬قد‭ ‬بدأ،‭ ‬قلت‭ ‬له‭: ‬كم‭ ‬عدد‭ ‬الدبابات،‭ ‬فقال‭ ‬لي‭: ‬كثيرة‭ ‬جدًا،‭  ‬فقلت‭ ‬له‭: ‬سأحميك‭ ‬بالمدفعية‭ ‬حتى‭ ‬نجهض‭ ‬خطتهم‭ ‬فى‭ ‬تطويقنا،‭ ‬فقال‭ ‬قائد‭ ‬السرية‭: ‬لن‭ ‬تعبر‭ ‬دبابة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬خلفى‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬جثتى‭ ‬وجثة‭ ‬المائة‭ ‬جندى‭ ‬الذين‭ ‬معى‭".‬

وبعد‭ ‬معركة‭ ‬فجر‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬وما‭ ‬أحدثته‭ ‬من‭ ‬هزيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬العدو،‭ ‬كان‭ ‬الضباط‭ ‬قد‭ ‬زحفوا‭ ‬إلى‭ ‬سماء‭ ‬المنطقة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مكن‭ ‬العدو‭ ‬من‭ ‬سحب‭ ‬خسائره‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬سحب‭ ‬دباباته‭ ‬وعرباته‭ ‬المدرعة‭ ‬المدمرة،‭ ‬والنى‭ ‬ظلت‭ ‬أعمدة‭ ‬الدخان‭ ‬تنبعث‭ ‬منها‭ ‬طيلة‭ ‬اليومين‭ ‬التاليين‭.‬

كانت‭ ‬أصداء‭ ‬معركة‭ ‬‭"‬المزرعة‭ ‬الصينية‭" ‬قد‭ ‬نالت‭ ‬من‭ ‬معنويات‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وأربكت‭ ‬كافة‭ ‬الحسابات،‭ ‬ودفعت‭ ‬بقادة‭ ‬المنطقة‭ ‬الجنوبية‭ ‬برئاسة‭ ‬‭"‬آريل‭ ‬شارون‭" ‬إلى‭ ‬الدفع‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬فى‭ ‬المقابل‭.‬

وعندما‭ ‬قام‭ ‬موشيه‭ ‬ديان‭ ‬برفقة‭ ‬شارون‭ ‬بزيارة‭ ‬مسرح‭ ‬معركة‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭: "‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬إخفاء‭ ‬مشاعرى‭ ‬عند‭ ‬مشاهدتى‭ ‬لها،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬العربات‭ ‬العسكرية‭ ‬المهشمة‭ ‬والمحترقة‭ ‬متناثرة‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وبعضها‭ ‬مازال‭ ‬يتصاعد‭ ‬منه‭ ‬الدخان‭"‬،‭ ‬وقال‭: "‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دبابات‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ودبابات‭ ‬مصرية‭ ‬لا‭ ‬يبعد‭ ‬بعضها‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬سوى‭ ‬بضع‭ ‬ياردات،‭ ‬وكانت‭ ‬هناك‭ ‬أيضًا‭ ‬عربات‭ ‬نقل‭ ‬إمدادات‭ ‬مهجورة،‭ ‬فاجأتها‭ ‬الغارة‭ ‬الجوية‭ ‬وقذائف‭ ‬المدفعية،‭ ‬ومع‭ ‬اقترابنا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬دبابة،‭ ‬كان‭ ‬الأمل‭ ‬يراودنى‭ ‬ألا‭ ‬أجد‭ ‬علامة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬عليها،‭ ‬وانقبض‭ ‬قلبي،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدبابات‭ ‬الإسرائيلية‭"‬،‭ ‬وقال‭: "‬مع‭ ‬أن‭ ‬مناظر‭ ‬الحرب‭ ‬أو‭ ‬المعركة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬غريبة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى،‭ ‬فإننى‭ ‬لم‭ ‬أشاهد‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬المنظر،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬الطبيعة‭ ‬ولا‭ ‬فى‭ ‬اللوحات‭ ‬ولا‭ ‬فى‭ ‬أفظع‭ ‬أفلام‭ ‬السينما‭ ‬الحربية،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬أمامنا‭ ‬ميدان‭ ‬شاسع‭ ‬لمذبحة‭ ‬أليمة،‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬ما‭ ‬تستطيع‭ ‬العين‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭".‬

وقال‭: "‬كانت‭ ‬الدبابات‭ ‬والمركبات‭ ‬والعربات‭ ‬المدرعة‭ ‬والمدافع‭ ‬وعربات‭ ‬نقل‭ ‬الذخيرة‭ ‬المعطلة‭ ‬والمقلوبة‭ ‬والمحترقة‭ ‬دليلاً‭ ‬مروعًا‭ ‬على‭ ‬المعركة‭ ‬الرهيبة‭ ‬التى‭ ‬دارت‭ ‬هنا‭".‬

ويقول‭ ‬موشيه‭ ‬ديان‭ "‬لقد‭ ‬طلبت‭ ‬مقابلة‭ ‬الكولونيل‭ ‬عوزى‭ ‬مائير‭ ‬قائد‭ ‬قوات‭ ‬المظلات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الذى‭ ‬حارب‭ ‬معركة‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية‭ ‬فى‭ ‬ظروف‭ ‬صعبة،‭ ‬ووجدته‭ ‬مرهقًا،‭ ‬ولم‭ ‬أكن‭ ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬أراه‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬الاكتئاب‭"‬،‭ ‬وقال‭ ‬‭"‬لقد‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬المعركة،‭ ‬وحاول‭ ‬الجنرال‭ "‬بارليف‭" ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يرافقنى‭ ‬أن‭ ‬يهدئ‭ ‬من‭ ‬حالته‭"‬،‭ ‬لكنه‭ ‬رد‭ ‬بحدة‭ ‬وقال‭: "‬لقد‭ ‬تسرعتم‭ ‬فى‭ ‬تكليفى‭ ‬بهذه‭ ‬المهمة،‭ ‬لقد‭ ‬خسرت‭ "‬07‭" ‬رجلاً‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬رجالي،‭ ‬وضعفهم‭ ‬من‭ ‬المصابين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬إخلاؤهم‭".‬

هكذا‭ ‬تركت‭ ‬هذه‭ ‬المعركة‭ ‬آثارًا‭ ‬خطيرة‭ ‬على‭ ‬الحالة‭ ‬المعنوية‭ ‬للقادة‭ ‬وللضباط‭ ‬وللجنود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬وبعد30‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬وبعد‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬‭"‬إسحاق‭ ‬مورداخي‭" ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬عاد‭ ‬ليقول‭ "‬لقد‭ ‬فوجئت‭ ‬بأن‭ ‬المشير‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬المصرى‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬قائد‭ ‬كتيبة‭ ‬المزرعة‭ ‬الصينية‭"!!‬

بعد‭ ‬حرب‭ ‬أكتوبر1973حصل‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬على‭ ‬نوط‭ ‬الشجاعة‭ ‬العسكرى‭ ‬تقديرًا‭ ‬لدوره‭ ‬المتميز‭ ‬فى‭ ‬الحرب،‭ ‬ثم‭ ‬عين‭ ‬ملحقًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬فى‭ ‬باكستان،‭ ‬كما‭ ‬عين‭ ‬قائدًا‭ ‬للواء‭ ‬مشاة‭ ‬ميكانيكي،‭ ‬ثم‭ ‬قائدًا‭ ‬للفرقة‭ ‬81‭ ‬مشاة‭ ‬ميكانيكي،‭ ‬ثم‭ ‬قائد‭ ‬فرع‭ ‬التخطيط‭ ‬لقسم‭ ‬العمليات‭ ‬الميدانية‭ ‬للجيش،‭ ‬ثم‭ ‬رئيسًا‭ ‬لفرع‭ ‬العمليات‭ ‬الميدانية،‭ ‬ثم‭ ‬قائد‭ ‬لواء‭ ‬المشاة،‭ ‬ثم‭ ‬رئيسًا‭ ‬لفرع‭ ‬العمليات‭ ‬بهيئة‭ ‬عمليات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ثم‭ ‬قائدًا‭ ‬لفرقة‭ ‬المشاة‭ ‬الآلية،‭ ‬ثم‭ ‬قائدًا‭ ‬لفرع‭ ‬التخطيط‭ ‬بالقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬ثم‭ ‬رئيسًا‭ ‬لأركان‭ ‬الجيش‭ ‬الثانى‭ ‬الميداني،‭ ‬ثم‭ ‬قائدًا‭ ‬للجيش‭ ‬الثانى‭ ‬الميداني،‭ ‬ثم‭ ‬قائدًا‭ ‬للحرس‭ ‬الجمهوري،‭ ‬ثم‭ ‬رئيسًا‭ ‬لهيئة‭ ‬عمليات‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭.‬

وفى‭ ‬20‭  ‬مايو‭ ‬‭ ‬1991‭ ‬اختاره‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬حسنى‭ ‬مبارك‭ ‬وزيرًا‭ ‬للدفاع‭ ‬وكان‭ ‬برتبة‭ ‬فريق،‭ ‬ثم‭ ‬جرى‭ ‬ترقيته‭ ‬إلى‭ ‬فريق‭ ‬أول‭ ‬واختير‭ ‬فى‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭  ‬1993‭ ‬قائدًا‭ ‬عامًا‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ووزيرًا‭ ‬للدفاع‭ ‬والإنتاج‭ ‬الحربى‭ ‬وتم‭ ‬ترقيته‭ ‬إلى‭ ‬رتبة‭ ‬المشير‭.‬

كان‭ ‬طنطاوى‭ ‬مقاتلاً‭ ‬شجاعًا،‭ ‬وفارسًا‭ ‬نبيلاً،‭ ‬وقائدًا‭ ‬فذًا،‭ ‬صاحب‭ ‬مواقف‭ ‬مبدئية،‭ ‬وكان‭ ‬دومًا‭ ‬يلتزم‭ ‬الصمت،‭ ‬لقد‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬العسكرى‭ ‬‭"‬إنه‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬شىء،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يتكلم‭ ‬أبدًا‭"!!‬

كانت‭ ‬لديه‭ ‬قناعة‭ ‬بأن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬لديه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬هزيمة‭ ‬أعدائه،‭ ‬وأن‭ ‬الجيش‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحويل‭ ‬الهزيمة‭ ‬إلى‭ ‬نصر‭ ‬بعزيمة‭ ‬أبنائه‭ ‬ووطنيتهم‭ ‬وعقيدتهم‭ ‬القتالية‭.‬

لقد‭ ‬قال‭ ‬لرجاله‭ ‬بعد‭ ‬حرب73‭ ‬‭ "‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬يدخل‭ ‬حربًا‭ ‬أخرى،‭ ‬وينتصر‭ ‬فيها‭"‬،‭ "‬وإن‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬نخشاه‭ ‬فى‭ ‬الجيش‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬سلميًا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬لنا‭ ‬فرصة‭ ‬إثبات‭ ‬قدراتنا‭ ‬العسكرية‭ ‬وغسل‭ ‬آثار‭ ‬الهزيمة‭ ‬حتى‭ ‬تحقق‭ ‬نصر‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭".‬

وكان‭ ‬يقول‭ "‬إن‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬زاهرة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬المصرية،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الجيش‭ ‬يقاتل‭ ‬ويستعد‭ ‬ويعيد‭ ‬بناء‭ ‬قواته،‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬فقد‭ ‬أعطت‭ ‬الحرب‭ ‬للضباط‭ ‬والجنود‭ ‬الثقة‭ ‬بالنفس،‭ ‬كما‭ ‬منحت‭ ‬الشعب‭ ‬الثقة‭ ‬بالجيش‭".‬

وكان‭ ‬طنطاوى‭ ‬يقول‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬التسوية‭ ‬السياسية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬‭"‬إننا‭ ‬نبغى‭ ‬السلام‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬ولكن‭ ‬السلام‭ ‬الذى‭ ‬نبغيه‭ ‬هو‭ ‬سلام‭ ‬الأقوياء‭ ‬وليس‭ ‬سلام‭ ‬الضعفاء،‭ ‬ولكى‭ ‬نحافظ‭ ‬على‭ ‬السلام،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬القوة‭ ‬التى‭ ‬تحميه‭ ‬وتروع‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭".‬

لقد‭ ‬ظل‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬الأخير‭ ‬محافظًا‭ ‬على‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬ووحدته‭ ‬وداعمًا‭ ‬لقوته‭ ‬وتحديث‭ ‬أسلحته،‭ ‬وفى‭ ‬وثيقة‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬رقم‭ ‬982‭  ‬بتاريخ‭ ‬41‭ /‬4‭/‬5002‭ ‬التى‭ ‬بعثت‭ ‬بها‭ ‬السفارة‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ونشرها‭ ‬موقع‭ "‬ويكليكس‭" ‬تقول‭ "‬إن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإسرائيل‭ ‬طلبتا‭ ‬تخفيض‭ ‬عدد‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬المصري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشير‭ ‬حسين‭ ‬طنطاوى‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬ووزير‭ ‬الدفاع‭ ‬رفض‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬بقوة،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬سعى‭ ‬ومنذ‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬تحديث‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬سلاحه‭".‬

وقالت‭ ‬الوثيقة‭ "‬إن‭ ‬لقاء‭ ‬تم‭ ‬رصده‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬إلى‭ ‬الصين،‭ ‬طلب‭ ‬خلاله‭ ‬المساعدة‭ ‬فى‭ ‬تحديث‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭".‬

وأشارت‭ ‬الوثيقة‭ "‬ان‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الوحيد‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬سلاح‭ ‬الجيش‭ ‬المصري،‭ ‬وأن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬قبيل‭ ‬طنطاوى‭ ‬كان‭ ‬متأخرًا‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل‭ ‬بنحو‭ ‬30‭ ‬عامًا،‭ ‬وأنه‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬ـ‭ ‬وقت‭ ‬كتابة‭ ‬الوثيقة‭ ‬ـ‭ ‬كان‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬قد‭ ‬سبق‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬فى‭ ‬الكم‭ ‬والنوع‭ ‬بثلاثة‭ ‬أعوام‭".‬

وفى‭ ‬وثيقة‭ ‬أخرى‭ ‬نشرها‭ ‬موقع‭ ‬‭"‬ويكليكس‭" ‬وحملت‭ ‬رقم‭  ‬542‭ ‬بتاريخ‭ ‬‭ ‬81‭  ‬مارس‭ ‬8002‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‭"‬سرى‭ ‬للغاية‭" ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬دبلوماسيين‭ ‬بالسفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ "‬إن‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬رفض‭ ‬خلال‭ ‬مقابلة‭ ‬وفد‭ ‬أمنى‭ ‬أمريكى‭ ‬قيام‭ ‬وحدات‭ ‬الأسطول‭ ‬الأمريكى‭ ‬بتفتيش‭ ‬الموانئ‭ ‬المصرية،‭ ‬وهى‭ ‬العمليات‭ ‬التى‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬العربية‭ ‬والإفريقية‭"‬،‭ ‬وقال‭ ‬مهددًا‭: ‬‭"‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬والجيش‭ ‬المصرى‭ ‬سوف‭ ‬يتصديان‭ ‬للسفن‭ ‬الأمريكية‭ ‬التى‭ ‬تفكر‭ ‬فى‭ ‬خرق‭ ‬الحدود‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬أبدى‭ ‬فيه‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكى‭ ‬استياؤه‭ ‬واندهاشه‭ ‬من‭ ‬الرفض‭ ‬المصري‭".‬

وقالت‭ ‬الوثيقة‭ ‬إن‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬قال‭ ‬للوفد‭ ‬‭"‬إنه‭ ‬طالما‭ ‬كان‭ ‬موجودًا‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬فإن‭ ‬الأسطول‭ ‬الأمريكى‭ ‬لن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬اختراق‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬المصرية‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تهديدات‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكى‭ ‬بإدراج‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬المتعاونة‭ ‬فى‭ ‬تطبيق‭ ‬إجراءات‭ ‬السلامة‭ ‬البحرية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشير‭ ‬طنطاوى‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬الرفض‭".‬

وفى‭ ‬برقية‭ ‬أخرى‭ ‬نشرها‭ ‬موقع‭ ‬‭"‬ويكليكس‭" ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬‭"‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬المصرى‭ ‬رفض‭ ‬ضغوطًا‭ ‬أمريكية‭ ‬لتعديل‭ ‬استراتيجيته‭ ‬فى‭ ‬التصدى‭ ‬لتهديدات‭ ‬إقليمية‭"‬،‭ ‬ونقلت‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬المصرى‭ ‬قوله‭ ‬‭"‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬خط‭ ‬أحمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاوزه‭"!‬

تلك‭ ‬هى‭ ‬الثوابت‭ ‬التى‭ ‬حكمت‭ ‬المشير‭ ‬وقادة‭ ‬المجلس‭ ‬العسكرى‭ ‬طيلة‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬وحتى‭ ‬تسليم‭ ‬السلطة‭ ‬والوفاء‭ ‬بالعهد‭.‬

وفى‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬شهدت‭ ‬البلاد‭ ‬تطورات‭ ‬خطيرة‭ ‬وأحداثًا‭ ‬جسيمة،‭ ‬ومؤامرات‭ ‬متعددة‭ ‬استهدفت‭ ‬الجيش‭ ‬والوطن،‭ ‬وسعت‭ ‬إلى‭ ‬إسقاط‭ ‬الدولة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حكمة‭ ‬المشير‭ ‬ووعيه‭ ‬بالتحديات‭ ‬والمخاطر‭ ‬التى‭ ‬استهدفت‭ ‬البلاد‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬إجهاض‭ ‬كافة‭ ‬هذه‭ ‬المخططات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الجيش‭ ‬والدولة‭.‬

أخبار الساعة

الاكثر قراءة