ربطتنى علاقة قوية وطيبة بالمشير الراحل محمد حسين طنطاوى منذ أن وصل إلى مؤسسة الرئاسة قائدا للحرس الجمهورى, وكنت وقتها سكرتيرا للرئيس الراحل محمد حسنى مبارك للمعلومات وتوطدت صلتى بالقائد العسكرى الكبير أثناء أعمال الرئاسة والمقابلات المختلفة والجلسات بين مقابلات الرئيس فى بهو الاتحادية واكتشفت أن الرجل راويا للشعر ومحبا للأدب وبدأ يحكى لى عن عمله فى باكستان كملحق عسكرى وعن عمله فى دولة الجزائر ضمن البعثة العسكرية التى ذهبت لتدريب الجيش الجزائرى وكيف أنه عاد ذات يوم بالسيارة مباشرة من الجزائر إلى مصر عن طريق ساحل البحر المتوسط وكاد يغفو فى إحدى مراحل الطريق حتى كادت السيارة أن تسقط فى جرف كان يمكن أن يودى بحياته لولا أنه تنبه فى اللحظة الأخيرة وكان يقول لى دائما: أن الأعمار بيد الله لهذا السبب
كان عسكريا قويا جريئا منضبطا قوى الشخصية أحكم السيطرة على الحرس الجمهورى ولم يسمح لأى جهة أخرى بالتدخل فى عمل الحرس الجمهورى.
حظى بثقة الرئيس الراحل مبارك وأنا أتذكر أنه رآه لأول مرة فى مناسبة عسكرية فى أحد المطارات فى شرق الدلتا عندما كان قائدا للجيش الثانى.
ووقعت عيناه عليه وأنا قلت له: سيادة الرئيس إنك سوف تختاره قائدا للحرس الجمهورى.
فقال الرئيس مبارك لى: كيف عرفت؟
قلت له: طريقة نظرتك إليه وهو يتحدث أعطتنى إحساسا بإعجابك به وهذا ما حدث بالظبط.
ثم انتقل إلى رئاسة هيئة العمليات لفترة قصيرة ثم قائدا ووزيرا للدفاع وهو أحد القادة القلائل الذين تولوا وزارة الدفاع دون أن يمروا بمنصب رئيسا للأركان فهو لم يكن رئيسا للأركان أبدا.
ولذلك هو تصرف بحكمة شديدة فى كان عسكريا قويا جريئا منضبطا قوى الشخصية أحكم السيطرة على الحرس الجمهورى ولم يسمح لأى جهة أخرى بالتدخل فى عمل الحرس الجمهورى.
ولذلك هو تصرف بحكمة شديدة فى السنة التى حكم فيها مصرمن خلال توليه رئاسة المجلس العسكرى وحقن الدماء وحمى مصر من انزلاقات كثيرة حتى على حساب أعصابه وصحته ولم يتطلع إلى منصب ولم يستحوذ على موقع فى فترة من أصعب الفترات التى مرت على مصر.
وكانت فترة تحتاج إلى الحكمة والهدوء والقوة التى يتسم بها المشير محمد حسين طنطاوى.
فقد كان ابنا وطنيا للعسكرية المصرية وشريفا شأنه شأن كل ضباط القوات المسلحة فى بلادنا.
فهو حافظ على مصر وعلى الرسالة التى تحمل فيها الكثير كجبل ثابت بالحكمة والرؤية وتناول الأمور بإخلاص مع تحمل ما لا يتحمله البشر العادى، فهو فى النهاية بشر فكيف تحمل كل تلك الأمور؟ ولكنه تخطى تلك المرحلة بالهدوء والاتزان ليصل بمصر إلى ما نعيشه الآن من استقرار وأمن ونظرة من العالم مختلفة أصبحت ترى بها مصر من زاوية ورؤية جديدة.