الجمعة 26 ابريل 2024

من روائع الآثار المصرية (42)

مقالات21-11-2021 | 17:01

تمثال أمنمحات الثالث فى متحف الهيرميتاج فى روسيا

 

يعد متحف الهيرميتاج، فى مدينة ليننجراد (بطرس برج= ستالينجراد) بروسيا، أحد أكبر وأعظم المتاحف العالمية إن لم يكن هو أكبرها بالفعل، حتوى على عدد كبير من المقتنيات الفنية والأثرية يتجاوز الثلاثة ملايين مقتنى فهو، ليست جميعها معروضة فى صالات العرض، فبعضها فى المخازن المتحفية، وهو رقم ضخم جعله يحتل المكانة الأولى على مستوى متاحف العالم.  

يرجع الفضل فى وضع اللبنة الأساسية لهذا المتحف، فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر، إلى الامبراطورة الشهيرة كاترين الثانية (1762-1796)، التى كانت من محبى الفن وجمع الأعمال الفنية. فقد كلفت الإمبراطورة سفرائها ومستشاريها فى كل مكان بأوروبا الغربية ليجمعوا لها المجموعات الأفضل من الأعمال الفنية المعروضة للبيع من فرنسا وإيطاليا وانجلترا وهولندا وغيرها من الدول الأوربية.

 

ولقد اعتبرت الإمبراطورة كاترين هذه المجموعة والتى وضعتها فى قصر الشتاء القديم مجموعة خاصة بها ولم تسمح إلا لعدد محدود من نبلاء الطبقة الأرستقراطية الروسية بزيارتها. لكن مبنى هذا القصر الذى استخدم مقرا للأسرة القيصرية، لم يكن كافيا لاستيعاب ذلك الكم الهائل والمتزايد بإطراد، من التحف الفنية، فشيد الهيرميتاج الصغير، ثم ظهر الهيرميتاج القديم، فالهيرميتاج الجديد.

وفى الفترة بين 1783-1787 زادت مجموعة المتحف بشكل كبير؛ نتيجة ما عثر علية من آثار إغريقية وروسية قديمة من الحفائر، التى تمت فى جنوب روسيا. ونتيجة للزيادة المطردة والمستمرة من الآثار الإغريقية، والرومانية، والمصرية القديمة، والأعمال الفنية لمشاهير فتانى إيطاليا، مثل: ليوناردو دافنشي، ورافاييل، وجان فان إيك، كلَّف الامبراطور نيكولا الأول المعمارى الألمانى Leo Von Klenze بتصميم مبنى يكون متحفاً عاماً افتتح للجمهور عام 1852. وفى الربع الأول من القرن العشرين وبعد الثورة الروسية عام 1917، تم إعلان الهيرميتاج أحد الممتلكات العامة. وزادت مقتنيات المتحف بشكل كبير بعد الحصول على الأعمال الفنية والمقتنيات الخاصة بقصور القياصرة والأمراء الروس، وخاصة الأعمال الفنية لعظماء الفنانين ضمن المجموعة الخاصة بقصر الإمبراطورة كاترين الثانية، وقصر ألكسندر، وقصر ستروجانوف، والعديد من القصور الأخرى بمدينة ستراسبورج وضواحيها.

 

وفى السنوات الأخيرة اتسع المتحف وأصبح يشتمل على ست مبان، المبنى الرئيسى منها هو قصر الشتاء وهو المكان الذى كان مخصصاً للإقامة الرسمية للقياصرة الروس. والمتحف يحتوى على أكبر مجموعة من اللوحات الزيتية على مستوى العالم وأهمها تلك المجموعة الخاصة بالفنان رامبرانت التى تعتبر أيضا الأكثر له على مستوى العالم.

وبالمتحف مجموعة مميزة من الآثار المصرية، تساعد الزائر على تتبع جميع مراحل الفن المصرى القديم، وتمده بمصدر مهم لدراسة التاريخ والحضارة والعلوم والديانة المصرية القديمة من الالف الرابع ق.م إلى القرن السادس الميلادى.

وتشمل هذه المجموعة فى تسلسلها التاريخى مجموعة صغيرة من عصر ما قبل الاسرات فى الفترة من الألف الخامس إلى الألف الرابع ق.م، وتشمل آنية فخارية وأدوات من الظران ولوحات حجرية. ثم مجموعة من بقايا النقوش والصور الجدارية من مقابر نبلاء عصر الدولة القديمة (3000-2400ق.م)، وبعض الأعمال النحتية الممميزة.

وهناك مجموعة من اللوحات الجتائزية التى تعود إلى عصر الدولة الوسطى (2100-1788ق.م). وبعض التماثيل المصنوعة من الأحجار والاخشاب.

كما تشمل المجموعة المصرية بمتحف الهيروميتاج عدداً كبيراً من الآثار المصنوعة من البرونز والخشب والعظم والفخار والزجاج والتماثيل المختلفة، التى ترجع إلى عصر الدولة الحديثة (1580-1050ق.م).

وتبلغ مقتنيات المتحف من أثار العصر اليونانى الرومانى فى مصر ما يزيد عن 2500 اثر، أهمها من العصر البطلمى تمثال الملكة أرسينوى الثانية زوجة بطليموس الثانى (القرن الثالث ق.م). كما يقتنى المتحف مجموعة من التماثيل الرومانية والرسومات لعل أهمها بعض بورتريهات الفيوم.

 

ومن أهم مقتنيات المتحف من الآثار المصرية القطع تمثال أمنمحات الثالث، الاسرة الـ12، الدولة الوسطى، حجر النيس الدايوريتى، متحف الهيرميتاج. قد اشتراه عالم الآثار الروسى "جولينشيف" هذا التمثال، كما أنه أشترى تمثالا آخر يحفظ الآن فى متحف بوشكين ضمن مجموعته.

كان واحداً من أعظم حكام المملكة الوسطى، وشكل النحت الملكى فى هذا دوراً هاماً فى الفن المصرى.

أمنمحات الثالث (حوالي. 1860 ق.م.-1814 ق.م.) كان من سادس فراعنة الأسرة الثانية عشر. وحكم فى الفترة من 1860 ق.م. حتى 1814 ق.م.

 

تمثال الملك أمنحات الثالث الدولة الوسطى الأسرة الـ 12 حجر الجرايوكا متحف الهيرميتاج روسيا

تعتبر فترة حكم الملك أمنمحات الثالث العصر الذهبى للدولة الوسطى. ولعله قد شارك لمدة طويلة الحكم مع والده سنوسرت الثالث، حوالى 20 عاماً، كما أشرك معه فى الحكم خليفته أمنمحات الرابع نهاية عهده كما هو محفوظ الآن فى نقش صخرى مهشم فى منطقة كونسو بالنوبة. وخلفت إبنته سوبك-نفرو الملك أمنمحات الرابع على حكم مصر كآخر حكام الأسرة الثانية عشر.

بنى الملك أمنمحات الثالث هرم فى دهشور يُسمى الهرم الأسود) الذى صاحب إنشاءه مشاكل انشائية تسببت فى ترك المشروع قبل اكتماله. وقرر بناء هرم جديد فى الهوارة فى حوالى السنة الخامسة عشر من حكمه كملك. وتم استخدام هرم دهشور فى دفن العديد من سيدات العائلة الملكية. كما بدأ عند قلعة سمنة القديمة بعمل مقياس على نهر النيل عند الشلال الثانى والذى كان يتم تقدير قيمة الضرائب على أساسه.

عثر على هذا التمثال عالم المصريات الروسى فلاديمير سيميونوفيتش جولينيشيف، الذى أنفق كل أمواله وعمره على الكشف والتنقيب عن الآثار المصرية القديمة، قام بحوالى ثلاثين بعثة استكشافية عبر مصر، وترك لنا مجموعة ضخمة من الدراسات والبحوث والترجمات، علاوة على مجموعة ضخمة من الصور عن مصر فى فترة إقامته بها موجودة فى 20 مجلداً ضخماً بموسكو.

وجمع مجموعة كبيرة من الآثار المصرية بعضها من خلال التنقيب والحفائر وبعضها عن طريق الشراء تعد واحدة من أفضل المجموعات المصرية فى العالم، تضم المجموعة أكثر من ستة آلاف أثر، أصبحت أساس مجموعة متحف بوشكين للفنون الجميلة من موسكو.

حصل على العديد من البرديات الشهيرة، بما فى ذلك بردية موسكو، وكذلك ورق بردى من عند مغامرات أونامون، واشترى فى القاهرة. هاتان البرديات هما الآن جزء من مجموعة متحف بوشكين.

فى عام 1923 أسس كرسيًا لعلم المصريات فى جامعة القاهر، حيث عمل بالتدريس حتى عام 1929. عندما توفى عام 1947م، تم التبرع بمكتبته وجزء من أرشيفه إلى المدرسة التطبيقية للدراسات العليا فى باريس، والمحفوظات الأخرى محفوظة فى معهد جريفيث فى أكسفورد.

Dr.Randa
Dr.Radwa