أعد الناقد محمد البنا دراسة أدبية حول قصيدة "الموت وأنا" للشاعرة مني الغريب والتي صدرت ضمن ديوانها الجديد، وتشير الدراسة إلى أن القصيدة تندرج تحت نوع شعري عن البكائية وهي مرثية جنائزية في فقيدٍ لم يمت بعد، وإن كان ملاك الموت يقف بالباب متأهبًا للدخول، فتحاول الحبيبية أن تهب حبيبها المحتضر من عمرها ليطول عمره، فيستمر عبير اللقا بينهما أمدًا أطول، وربما تناصفاه فماتا معًا.
يقول "البنا" ما أرحم الموت حين يطرق باب الحياة مستأذنًا للدخول، فلا نسمعه، وما أقسى الفراق حين يداهم اللقاء في غفلةٍ، فنذرف الذكريات دموعًا، لكنه لا يأبه ولا يبالي، وما أروع الشاعرة حين تضوي حروفها في ختام قصيدتها، الذي أرى فيه مدخلًا جيدًا لقراءة نقدية، لما حواه بين دفتيه من عناصر ودعائم ارتكز عليها النص ومنها على سبيل المثال: الموت، الحياة، الفراق، الوعد، النكوص عن الوعد، الغصن "الحبيب أو الحبيبة"، الأوراق " أيام العمر.
ومن أجواء القصيدة : ...
علِّم بقلبك ع الورق
لملم دقايق عمرنا
عد اللي باقي
من ليالي ف حبنا
وأقف هنا
طب هات ايديك
من بين ايديا وضمها
إحساسي بيك
مش بس لحظة وعشتها
إحساس حياة وبيتولد
منه الحياة
كل المشاعر بينا
مشتاقة لنجاة
نادى الوجع من فوق
مآذن لانتظار
لبت قدرها الأوردة
أوراق شجر والليل خريف
قال الطبيب:
م المستحيل
يطرح ربيع بعد الشتا
هتروح خلاص!؟؟
لسة ف دفاتر عشقنا
أحلام كتير
لسّة القصايد
بحرها محتاج مدد
لسّة الحروف
مشتاقة تحضن بعضها
لسّة الرموش غرقانة
ف عبير اللقا
لسّة الضلوع
من قسوة الفرقة
في نار
لسّة النهار
مستني ضيّه المحتمل
ومفيش أمل
خبَّط ملاك الموت
على باب الحياة
يستأذنك
فأذنت له
وخلفت وعدك ليا أنا
كت حجتك
مش كل غصن
بدون ورق
معناها مات