السبت 6 يوليو 2024

مات أبى!

9-6-2017 | 16:12

كتبت : مروة لطفى

لأننى لا أعترف بالحياة دون حب قررت لملمة جميع القضايا العاطفية الخاسرة لنتشارك سوياً فى الدفاع عن أصحابها علنا نجد وسيلة لإنارة الطريق أمام جميع القلوب الحائرة فى انتظار رسائلكم على عنوان المجلة أو عبر البريد الإلكترونى [email protected]

ندمت .. نعم .. ندمت لكن بماذا يفيد الندم بعد فوات الأوان ؟!.. فانا سيدة فى منتصف العقد الثالث من العمر ،.. تزوجت منذ عشر سنوات عن قصة حب عنيفة و أنجبت ولد و بنت اعتبرتهم كل حياتى ،.. و انشغلت بأسرتى الصغيرة عن الدنيا و ما فيها حتى والدى المسن اكتفيت بالسؤال الهاتفى عنه مرة أسبوعياً و كنت لا أراه بالشهور.. على الرغم من سفر شقيقى الوحيد للعمل بالخارج و رحيل والدتى قبل زواجى بأعوام .. فكم من مرة عاتبنى عن فقدانه لى ، و أنا أعده بالزيارة و لا أفى بوعدى !.. و كم من أحاديث أهملتها من قبل الجيران عن معاناته من الوحدة و حاجاته لى !،... للأسف كنت أسمع هذا الكلام و أقرر أن أهتم بوالدى أكثر لكن سرعان ما أنسى قرارى و تأخذنى مشاغل الأولاد .. هكذا ،.. مضت السنوات حتى حدث ما لم أعمل له حساب .. فقد تلقيت مكالمة من الجيران يخبروننى بانبعاث رائحة كريهة من شقة والدى و لا يرد على طرقهم للباب .. أسرعت إليه لكن بعد فوات الأوان ... مات والدى .. نعم ..مات و هو جالس أمام شاشة التلفزيون و لازالت بقايا الدموع على خده .. مات و هو يتمنى لو كنت معه و أحفاده !.. و من يومها و أنا لا أكف عن البكاء ليل نهار ،.. ليس فقط على فقدانه بل ندماً على كل يوم مر و لم أحادثه .. آه لو عادت الأيام للوراء ما كنت تركته لحظة .. أدرك تماماً أن دموعى لن تغير شيء لكننى أردت سرد أسبابها أمام قراءك علها تفيد غيرى من الغافلين و الغافلات عن بر والديهم و نحن فى شهر كريم .. ليت اعترافى هذا يصل لروحه الطاهرة فيسامحنى عن تقصيرى تجاهه و هو بين يدى رب كريم .. أرجو أن تدعو له بالرحمة و المغفرة و تدعو لى بالصبر و السلوان على فقدانه ..

ع أ «التجمع »

- للأسف ،.. كثيراً ما ندرك قيمة أقرب الناس إلينا بعد رحيلهم و هو ما حدث معكِ .. فقد استسلمت للحياة بمشاغلها متناسية الأهم ، فالأب نعمة لا تعوض و لن تتكرر .. و لا يوجد أمامك الآن إلا انتهاز فرصة الشهر الكريم لتكفرين فيه عن تقصيرك فى حقه و ذلك بختم القران و إهداء تلاوة قراءتك لروحه ..  فضلا عن زيارة قبره و عمل صدقة جارية باسمه كوضع مصاحف بأحد المساجد و كلما قرائها أحد ذهب الأجر إليه ، وضع مبردات مياه فى الشارع لإرواء الظمأ و غيرهما كثير من الصدقات التى يحتاجها و هو بين  يدى رب كريم ، و لتكن رسالتك ناقوس إنذار لكل من لا يبر والديه ..