بقلم: سكينة السادات
حكاية اليوم مؤسفة ومأساوية وقد تأثرت كثيرا من أنه ما زال هناك من يقدمون الخير لوجه الله الكريم وتكون المفاجأة أنهم يجدون جزاء الخير الذى يقدمونه شرا مستطيرا!
رمضان كريم.. وكل عام ونحن جميعا بخير.. أعاده الله على مصر وأهلها ورئيسها عبدالفتاح السيسى وسائر الأمة العربية والإسامية بالخير واليمن والبركات, وكما أوصيك كل عام أرجو ألا تكونى قد نسيت من حولك من الفقراء والمحتاجن وقبلهم أقاربك من المعوزين, حيث أوصانا ربنا الكريم ورسولنا محمد صلوات الله وسامه بألا ننسى صلة الرحم والأقربن الذين هم أولى بالمعروف, ولا تنسى أنه خال شهر رمضان المعظم الحسنة بعشرات أمثالها, كما أرجو ألا تنسى أن ترسلى بزكاة الصيام فى أوائل الشهر الكريم حتى يستفيد منها مستحقيها, والله جل جلاله أسأل أن يضاعف لك الحسنات وأن يزيدك من نعماته وأن يمتعك وكل من تحبن بالصحة والستر والسعادة..
حكاية اليوم مؤسفة ومأساوية وقد تأثرت كثيرا من أنه ما زال هناك من يقدمون الخير لوجه الله الكريم وتكون المفاجأة أنهم يجدون جزاء الخير الذى يقدمونه شرا مستطيرا! لماذا يا مصرين ؟ إن ديننا يحثنا على الكرم والتسامح والبر بالأهل وديننا ينص على أن جزاء الإحسان لابد أن يكون إحسانا مثله أليس كذلك؟ ولكن صدق القول الكريم «اتق شر من أحسنت إليه !»
***
حكى لى الحاج محسن الريدى وطلب مني أن أكتب اسمه الحقيقى وألا أغيره كما أفعل فى معظم المشاكل التى أكتبها حتى لا يعرف أحد صاحب المشكلة فأسبب له أو لها حرجا, قال: بل اكتبى اسمى لأن الموضوع أصبح لا يسكت عليه ويجب أن يستفيد منه أكبر عدد من الناس الذين فى نفس ظروفى حتى لا يشربوا المر ويعانوا الآلام المبرحة كما أعانى !
قال الحاج محسن: بداية أنا خريج كلية التجارة جامعة القاهرة وأبلغ الآن من العمر 63 سنة وبعد تخرجى مباشرة جاءنى عن طريق أحد أصدقاء أبى عقد عمل بالخليج وسافرت إلى تلك البلد العربى الشقيق وتوليت إدارة أحد أكبر محات السجاد, وكانت الشركة صاحبة سلسلة المحات المنتشرة فى سائر الباد الخليجية مملوكة لأسرة موسرة وثقوا فى شخصي كل الثقة وأسندوا إلي الإشراف على المعرض الكائن فى دولتهم وسائر المعارض فى مختلف دول الخليج, وكنت والحمد لله رب العالمن جديرا بالثقة فلم يحدث أن طمعت فى قرش واحد من أموالهم التى صاروا بعد سنوات لا يحصونها بل يوكلون إلي إيداعها فى البنوك بعد أن أقدم لهم الحسابات على داير مليم.
***
واستطرد الحاج محسن.. وبلغت سن الثلاثن وأنا لا أدرى فقد كنت دائم السفر والترحال بن المعارض والمحات التى أراجع حساباتها وأشرف عليها بكل دقة وصبر, ونسيت نفسى حتى صرخت أمى فى وجهى ذات زيارة للقاهرة وقالت: أتريدنى أن أموت قبل أن أرى لى حفيدا لقد بلغت الثلاثن وعندك الآ من المال ما يكفيك لباقى العمر وزيادة.. ماذا تنتظر؟ ورددت عليها وأنا أقبل يديها:
- حاضر يا أمى سوف أتكلم مع صاحب العمل الذى يعتبر بمثابة أبى فى القرية وأقرر بإذن الله سريعا. وعدت إلى عملى وقابلت الشيخ خليفة صاحب العمل وأسررت إليه على استحياء أن أمى غاضبة وتريد أن ترى لها حفيدا وسألته المشورة, فصمت الرجل وقال: بعد باكر أرد عليك عما أراه في هذا الموضوع وأنت تعرف أنك )يدنا ورجلنا( وعليك نعتمد فى شئوننا بعد الله سبحانه وتعالى !
***
واستطرد الحاج محسن.. تعجبت لمقولة كفيلى صاحب العمل الشيخ خليفة إذ أن زواجى لن يمنعنى من مضاعفة طاقتى فى العمل, وكنت قد عرضت عليه الموضوع من باب المجاملة فقط لا غير, وانتظرت ثلاثة أيام ولم يقل الشيخ خليفة كفيلى شيئا ثم وجدته ينادينى فى آخر اليوم الثالث ويقول لى: قل لى بصراحة تامة يا محسن يا ابنى هل أنت مرتبط بواحدة معينة أو خاطب لأى فتاة؟
قلت له: أنت تعرف عنى كل شىء ولم يكن لدى وقت لكى أفكر فى أى شىء, أنا غير مرتبط بأى فتاة وحتى أمى محتارة فى هذا الموضوع وليس لديها فكرة عن أية فتاة تصلح لى, ساعتها سكت الحاج خليفة وأطرق برأسه وقال:
- إذن.. ما رأيك فى ابنتى مشاعل؟
وكاد أن يغمى علي, فأين أنا من الشيخ خليفة وأين أنا من ابنته الجميلة المثقفة مشاعل, وكانت المفاجأة لكننى تماسكت
وقلت له:
- وهل توافق الآنسة مشاعل على شخصى الضعيف؟
فقال: إنها مفاجأة !
الأسبوع المقبل أكمل لك الحكاية