أكد مثقفون وأكاديميون أن رواية "حافة الكوثر" للشاعر والروائي علي عطا، تشكل جزءا من بداية مشروع روائي خصب وممتد رغم كونها تعد الأولي في نتاجه السردي.
وأشاروا إلى أن الرواية تندرج تحت مسمى "أدب الاعتراف" راوح فيها الكاتب بين الماضي والحاضر، والإدراك الكامل والوعي المسلوب في مزج فريد بين الخاص والعام بأسلوب شيق وممتع.
جاء ذلك في ندوة مناقشة الرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، مساء أمس، بمؤسسة "الشموع" للثقافة والفنون بالمعادي بحضور نخبة من المثقفين والكتاب والأكاديميين، وناقش الرواية الكاتبان والأكاديميان الدكتور بهاء عبدالمجيد والدكتور حسين عبدالبصير، وأدار الندوة الشاعر أحمد الشهاوي الذي ثمن الرواية باعتبارها من روايات أدب البوح النادر طرحه بالمكتبة العربية .
ووصف الدكتور حسين عبد البصير، الرواية بأنها شديدة التركيز ومتعددة التنوع من حيث الأحداث والشخوص الثرية بما يؤهلها لتصبح باكورة منجم روائي يستلهم منه الروائي روايات أخرى تجعل من ثقافة "الدلتاوية "الصغيرة المنصورة بؤرة الأحداث في سياق أكثر فرادة وتركيز، وفي إطار معرفي، حيث تدور أحداث الرواية بين القاهرة والمنصورة، وذلك عبر الحكي والتذكر في فضاء مكاني متكئ على أصداء السيرة الذاتية للبطل "حسين عبد الحميد" الذي يعمل بالصحافة الثقافية بأحد الوكالات الصحفية ويتوزع حاضره المعيشي بين طفولته ثم نزوحه للقاهرة ونزوله بمصحة "الكوثر" النفسية وهناك يختلط بنماذج لمرضى نفسيين ومدمني مخدرات من الرجال والنساء، وما بين هذين العالمين داخل وخارج المصحة وما بين ماضي البطل وحاضره الملتبس تتضافر أحداث الرواية لتخلق واقعا جديدا .
يقول الدكتور بهاء الدين عبد المجيد: يقدم الكاتب روايته بخطوط تاركة مساحات من التخيل للقارئ في قصدية متعمدة من الكاتب ربما لتشغيل عقل القارئ لإكمال البازل الروائي الذي برع الكاتب في توزيعه علي جسد الرواية بمهارة فائقة مشكلا لوحة فنية .
وتستغل الرواية تقنيات التواصل الاجتماعي مثل البريد الإلكتروني و"فيس بوك" محتشدة بذكر عدد من أسماء المثقفين والفنانين والشخصيات العامة مثل ياسر عرفات وسعاد حسني وعبد الحليم حافظ ومن الروائيين إبراهيم أصلان وصلاح جاهين وغيرهم .
في "الكوثر" يطالعنا الراوي أو البطل - الذي أصابه الاكتئاب فدخل إلى المصحة - بشخصيات عديدة ضفرها في سبيكة روائية شكلت من حكايات هؤلاء النزلاء بانوراما إنسانية ودراما مأسوية نتعرف إليها ونسمع أناتها ومواجعها.