كتبت - فاطمة مرزوق
ساعات طويلة قضتها داخل الكشك الخاص بها، حتى بدأ الملل يتسلل إليها، فقررت أن تخطف من النوم لحظات على أمل أن تستيقظ على نداء زبون، لكن سرعان ما تحول الحلم إلى كابوس واستيقظت على صراخ جيرانها، قامت مسرعة على ذلك المشهد المفزع الذى لا يفارق ذاكرتها لحظة، النيران تلتهم الكشك وتنال من البضاعة التى حاربت كى توفر ثمنها، ثم غادرت مسرعة قبل أن تنال النار منها لكنها لم تنجح فى إنقاذ الكشك.
بجوار كشك «حميدة سيد»، تقف سيارة ملكًا لجارها، نجحت النيران فى التسلل إليها وتدميرها أيضًا، تقول: «معرفش النار جت منين، أغمى عليا من الخضة ودخلت المستشفى، مجرد ما وصلت الحكومة جت خدتنى بتهمة إنى ولعت فى العربية والكشك، مش عارفة إزاى، هو حد يولع فى شقى عمره، وجارى معندهوش رحمة كان كل همه فلوس العربية، جاب ناس شهدوا معاه إنى سيبت البوتاجاز مفتوح وعملولى محضر إهمال وحيازة بوتاجاز".
أحضرت المرأة الخمسينية محاميًا بعد أن تم حبسها 15 يوما على ذمة التحقيق، ثم انتهى الأمر بإلزامها بدفع ثمن السيارة لجارها وهو 20 ألف جنيه.
بدأت «حميدة» في البحث عن عمل تعول به نفسها وتسدد ثمن السيارة، عملت كعاملة نظافة بمصنع ملابس مقابل 800 جنيه، فى الوقت الذي تدفع فيه 1000 جنيه لجارها كل شهر،وتروى: «ولاد الحلال بيساعدوني لأن جوزي طلقنى بسبب الخلفة ومليش حد غير ربنا».
تقطن «حميدة» في منطقة المقطم وتعيش بمفردها، وتضيف: «بدل ما أخد تعويض عن شقى عمرى اللى ضاع حبسونى وخلونى أدفع تعويض لجارى عن حاجة مليش ذنب فيها».