كتب : محمد بغدادى
"المرأة الحديدية"كما لقبها العاملون فى ماسبيرو، واحدة من أهم وأبرز الشخصيات الإعلامية فى الوطن العربى، إنها الإعلامية الكبيرة صفاء حجازى التى رحلت عن عالمنا منذ أيام قليلة، وشيعت جنازتها من مسجد البازات بمدينة طلخا، بمحافظة الدقهلية، وسط عدد كبير من القيادات الإعلامية ولفيف من القيادات التنفيذية فى محافظتى القاهرة والدقهلية.
وقد حضر الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، العزاء بالسرادق الذى أقامته أسرتها بمسجد النصر بالمنصورة، وقرر تكريمها عن مشوارها الكبير الملئ بالإنجازات، وأمر بوضع صورتها داخل متحف إعلام الدقهلية، الكائن داخل ديوان المحافظة، تخليدًا لذكراها، ولكى تكون قدوة ومثلاً أعلى للأجيال القادمة.
تخرجت حجازى فى قسم المحاسبة فى كلية التجارة من جامعة المنصورة عام 1984، والتحقت بالعمل الإعلامى بعدما قرأت إعلاناً فى إحدى الصحف عن طلب مذيعات، ونجحت فى الأذاعة المصرية بعد حصولها على حوار مع عاطف صدقى رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، ونجحت أيضًا فى تسجيل برنامج مع مصطفى أمين وكامل الشناوى عن سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، وتزامنت بدايتها فى التليفزيون المصرى مع بدء انطلاق الفضائية المصرية عام 1990، حيث بدأت كقارئة لنشرة الأخبار، وقد سافرت حجازى لتغطية حرب الخليج بناء على طلب من التليفزيون المصرى.
قدمت الإعلامية الراحلة برنامج "بيت العرب" على شاشة التليفزيون المصرى طيلة عشرين عاماً، وكانت قد قامت بإجراء حوارات مع ملوك ورؤساء الدول العربية، فضلاَ عن تغطيتها أحداث القمم العربية ونشاط الجامعة العربية، وفى عام 2007 تم منعها من الظهور على الشاشة الصغيرة ضمن أخريات على خلفية حملة قام بها التليفزيون لاستبعاد المذيعات ذوات الوزن الزائد، بعد عملها طيلة 17 عامًا كمقدمة نشرة أخبار التاسعة، وفى العام التالى أصيبت بمرض أقعدها عن العمل لمدة عام كامل، والذى تسبب بدوره فى فقدانها ما يزيد علي العشرين كيلو جرامًأ من وزنها.
وفى عام 2013 قامت الإعلامية درية شرف الدين وزيرة الإعلام، بتعيين الراحلة صفاء حجازى كرئيس قطاع الأخبار خلفًا لإبراهيم الصياد الذى خرج على المعاش فى تلك الفترة، لتكون بذلك أول سيدة تشغل هذا المنصب.
وكان اللواء مهاب مميش قد قام فى عام 2015 بتكريمها على جهودها فى ظهور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة بمظهر جيد، ليطلب بعد ذلك عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى نفس العام من رئيس الوزراء المصرى حينذاك المهندس إبراهيم محلب إقالتها من منصبها على خلفية مشاكل إدارية فى قطاع الأخبار، إلا أن طلبه قوبل بالتأجيل، ليتم تعيينها بعد ذلك رئيسًا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون.