الأحد 22 سبتمبر 2024

حجر جهنم.. حجر حشيش

11-6-2017 | 13:21

بقلم : هشام الصواف

حقق مسلسل "حجر جهنم" نجاحا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية لم تتحقق على مدار عام منذ رمضان الماضي الذي تصدره مسلسل "فوق مستوى الشبهات" و"جراند اوتيل" ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها الإخراج المتميز للرائع حاتم علي والذي نجح في اختيار وقيادة فريق عمل ناجح بداية من القصة الأجنبية الفنلندية الأصل التي قدمتها هالة الزغندي في رؤية سيناريووحوار متميزة بالإضافة لورشة الكتابة المكونة من سمر طاهر ومحمود سليمان وانجي محيي الدين .. والبطولة لكاست جذاب من كندة علوش "زينة" وأروى جودة " حورية" وشيرين رضا " صافي" وإياد نصار "هشام" وفريال يوسف "د. سمية" .. وأحمد مجدي "عمرو" وفراس سعيد " أمجد" ومحمد طارق "إياد" وأميرة هاني "سمر" وعماد اسماعيل " د. مجدي" والطفلة الموهوبة ملك عاصم "كارما هشام" ... دارت أحداث المسلسل في إطار كوميدي تشويقي مثير حول اتفاق ثلاث زوجات على قتل أزواجهن لأنهن تعيسات معهم .. ويتم تنفيذ ذلك عن طريق قيامهن بتقليد تصنيع قنبلة بدائية كما شاهدنها على الإنترنت وتفجيرها في الأزواج خلال رحلة إلى الفيوم .. يموت بالفعل اثنان من الأزواج ولكن لا يتم العثور على جثة الثالث ويعتقد الجميع أن الجثة تفتت تماما من شدة الانفجار وتتوالى أحداث المسلسل حول تحقيقات الشرطة وكيف نجحت الثلاث نساء في عدم إثارة أي شكوك حول تورطهن في الجريمة على الرغم من سذاجتهن وقيامهن ببعض الأخطاء من خلال مشاهد كوميدية وأخرى تشويقية .. وأيضا نرى بعد ذلك محاولة الزوجات المضي قدما ومتابعة حياتهن بدون العناصر المنغصة والمؤلمة والتي نجحن في التخلص منهم أخيرا "الأزواج" .. فنرى زينة تستعيد علاقتها بابنتها التي تعاني اضطرابا نفسيا طفيفا بعد اختفاء والدها فتتعلق زينة بطبيب ابنتها ويحبها هوأيضا.. وحورية تبدأ في البحث عن أموال زوجها الذي يتضح أنه كان نصابا ويبحث عنه الدائنون بعد أن سرق أموالهم وفي خضم ذلك تتعرف على "عمرو" أحد ضحايا زوجها .. وتتولد بينهما قصة حب .. كما تنشأ بينها وبين ابن زوجها علاقة صداقة أقرب للأمومة .. كما تقع صافي في حب أمجد صديق زوجها وتتعرض للطرد من شقتها بسبب جشع شقيق زوجها .. يتضح بعد ذلك أن هشام لم يمت في الحادث وإنما كان متخفيا في بنسيون بعيدا عن أهله ومعارفه خوفا عليهم ممن يظن أنهم حاولوا قتله وهم د. سمية ود.مجدي أصحاب مصنع الدواء الذي يعمل فيه وقد كان كشف مؤامرتهم في غش الأدوية وقتل الأبرياء.. ويعود لزوجته لتساعده في الإيقاع بالمجرمين الذين حاولوا قتله وهولا يعرف أن زوجته هي من حاولت ذلك وفي خلال هذه الأحداث نرى كيف تغير هشام مع زينة وكيف لم يعد الزوج المتسلط الغيور الذي يكبت زوجته ويسخر من عقليتها ويعاملها كدمية أوطفلة لا تفهم شيئا ولا يثق فيها في أي شئ ويصبح زوجا حنونا ومتفاهما فتقع زينة ف حبه من جديد وتساعده .. تنهار صافي وتعترف لهشام بجريمتهن وبعدها يتعرض هشام للاكتئاب الشديد وتساعده زينة على تخطي ذلك .. ينتهي المسلسل نهاية تخطي ذلك .. ينتهي المسلسل نهاية سعيدة وسريعة أيضا في حلقة واحدة بعد مط وتطويل بعض الشيء ليصل لـ «45 حلقة» ونكتشف أن الانفجار الذي أودى بحياة الأزواج كان من تدبير د.مجدي للتخلص من هشام بالفعل وأن القنبلة البدائية التي وضعنها النساء كانت أشبه بـ "بمب العيد" ولم يكن لها أي تأثير في قتلهم .. وينتهي المسلسل بسعادة زوجية تجمع بين الأزواج الجدد هشام وزينة- حورية وعمرو- صافي وأمجد.. كما نعرف في النهاية أن حجر جهنم هوحجر الحشيش الذي كن يتناولنه أثناء تخطيطهن لقتل أزواجهن .

المسلسل كان بطيئا في الجزء الأول منه وتصاعدت الدراما لاحقا في الأحداث التي تلت ظهور هشام وعودته لزينة فجاء بشخصية مختلفة عن شخصيته الأولى كزوج متسلط وأناني وأهمل لزوجته .. قدم إياد نصار واحدا من أفضل أدواره التليفزيونية. كما تألقت البطلات الثلاث كندة وأروى وشيرين في أدوارهن وأدينها أداء خفيفا ومشرقا ومشوقا جدا وكان أداء شيرين الأبسط بينهن والأكثر تلقائية وأضافت به بصمة جديدة في مشوارها بعد دورها المتميز في "فوق مستوى الشبهات" . أروى جودة كانت جيدة كذلك ولوأنها أفطرت بعض الشيء في أداء بعض المشاهد كما أفطرت كندة في الارتباك لتزيد من الإيحاء بأن شخصية زينة مهزوزة ولكنها أيضا تميزت في مشاهد المواجهة بينها وبين زوجها .

كما وفقت أيضا فريال يوسف في دور د. سمية . كما تألق الشاب الواعد محمد طارق في دور "إياد" والذي يعد خير بداية لمشوار وأعد وكان قد ظهر في دور صغير جدا في مسلسل تحت السيطرة في 2015 .. كما تألق أحمد مجدي والذي سوف يصل لنجومية الصف الأول سريعا حيث أن الساحة الفنية بحاجة لسنه ووسامته وحضوره .. كذلك عماد اسماعيل في دور شرير له بعد عاطفي في دور د.مجدي وهوبداية موفقة جدا لمشواره الفني.. ولا شك أن فراس سعيد قدم دورا خفيفا وجيدا..

في النهاية فالمسلسل اجتماعي ومثير وخفيف الظل على الرغم من وجود بعض الثغرات الدرامية في الحبكة والمفارقات الساذجة إلا أن المشاهد اختار أن يتغاضى عنها بسبب كاريزما الأبطال وحضورهم القوي الذين نجح حاتم علي في إدارتهم بعناية شديدة.. كما قدم المخرج صورة جميلة واختياره كان موفقا لأماكن التصوير وللموسيقى التصويرية لاياد الريماوي التي كانت معبرة وجميلة وكذلك تتر المسلسل .. كما تميزت أزياء البطلات وعبرت عن شخصياتهن والذي برعت فيه ستايلست مي جلال..

تحية للسيناريست هالة الزغندي وورشة الكتابة المتميزة وللمخرج حاتم على ولكل فريق العمل على هذا العمل الفني الجميل.