الأحد 24 نوفمبر 2024

عمالة الاطفال إنهيار لجيل قادم وتجاهل من المسئولين

  • 11-6-2017 | 14:09

طباعة

فى حالة من التجاهل المستمر ، تنمو أمام أعيننا ظاهرة بل جريمة مجتمعية في حق الطفولة البريئة التي لم تصبح  للأسف بريئة ، بل قتلت براءتها بأيدي من استغلوا هذه الزهور التي لم تتفتح بعد ليعيشوا ظروفا اجتماعية ونفسية غير مناسبة ، ليتحملوا ما لا طاقة لهم  دون النظر إليهم بعين الرحمة والحب والاهتمام ، وعلى الرغم من تجريم القانون لهذه الظاهرة وفقا لقانون  الطفل رقم 12 لسنة. 1996 الذي ينص على حظر تشغيل الطفل إلا بعد سن الخامسة عشر ، لكن للأسف لم يلتفت أحد لتطبيق هذا القانون لنرى جميعا  وبشكل يومي  هؤلاء الأطفال حولنا وفي كل مكان ، ولكن في صور مختلفة من اغتيال طفولتهم  وعلى سبيل المثال نرى الطفل الذي لم يتجاوز التاسعة من العمر يعمل في أحد المحلات السوبر ماركت لتوصيل الطلبات ليحمل الكراتين على عاتقه والطفلة التي تبلغ من العمر عشرة أعوام ليسجى بها أهلهها للعمل كجليسة أطفال وهى طفلة مثلهم  والآخر الذي يعمل في الورش وغيره يقود توك توك وغيرها من الأعمال .

ولكى نتناول هذه المشكله إجتماعيا ودينيا ونفسيا يتحدث لنا عدد من الخبراء .  

د. أحمد كريمة

من الجانب الديني يتحدث لنا د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر والذي أكد على أنها اعتداء شنيع على حق الطفل وقا ل إن هذه المشكلة  بدات منذ عهود طويلة ولا أحد يحرك لها ساكنا ، وأضاف قائلا : إن هذه الجريمة النكراء نشاهدها جميعا في الحقول وأعمال البناء وصناعة الطوب وأعمال الخدمة وفي عيادات الأطباء ومكاتب المحامين ، وأضاف كريمة أن هولاء الأطفال عندما يعملون في هذه المجالات يتقاضون القروش استغلالا لضعفهم .
 بالإضافة إلى استغلالهم من عصابات التسول والادعاء بانهم مرضى ليكسبوا عطف المواطنين ، واتهم كريمة منظمات حقوق الإنسان ومجلس الأمومة والطفولة بالتراخي في العمل لمواجهة هذه الجريمة وقال إن حق هؤلاء الأطفال عند الله عز وجل .
وأكد بأن التشريع الإسلامي راعى الطفولة وحرم وجرم تشغيل الأطفال وتعريض أجسادهم للخطر
وأضاف أنه من الامثلة المضيئة في تاريخ الاسلام ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوم بعمل كشف هيئة للجنود في المعارك وكان يمنع المراهقين والصبيان من الخروج فيها، وكان يوصي الجيوش بعدم قتل الأطفال والصبيان .
وأضاف أيضا أنه في عهد الخلافة الراشدية كانوا يخصصون راتبا من بيت المال للأطفال والصبيان ليعيشوا  حياة كريمة فكيف نترك هؤلاء الأطفال الآن بدون رعاية وحماية  وتحمل أعباء فوق طاقتهم الجسدية والنفسية وأكد أن استمرار وجود هذه الظاهرة وصمة عار في تاريخ مصر.
علم الاجتماع 

وعن الجانب الاجتماعي  اوضحت د. هالة منصور  أستاذ علم  الاجتماع  أنه برغم  وجود القانون الصادربمنع عمل الأطفال للأسف مع وجود الفقر أصبح القانون غير مفعل لأن الطفل يعمل بسبب الفقر .
وأشارت إلى ضرورة عمل مدارس تنمية لتعليم الأطفال كبديل لاحتواء هذا الطفل وحمايته من استغلاله في التسول وأكدت على ضرورة تطبيق الإجراءات القانونية لحماية هؤلاء الأطفال واستخدام روح القانون مراعاة لطفولتهم.

ومن جانب آخر أشارت د. سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس والرئيس السابق لفريق جمعية أطفال الشوارع إلى ضرورة المتابعة المستمرة من وزارة التضامن الاجتماعي ، والمراقبة على هؤلاء الطفال إذا كان هذا العمل يعرضهم للخطر صحيا ، وإحالة صاحب العمل للمحاكمة  وأضافت أن المعاملة الحسنة لهؤلاء الأطفال وعدم المساس بكرامتهم أمرا ضروريا لأنها تسبب انعكسات ضارة على سلوكيات الطفل  في الوقت الحالي وفي المستقبل . 
وأكدت أن الإنجاب المستمر من الأسباب القوية لظهور هذه الظاهرة وأشارت أن المتابعة لهؤلاء الأطفال أمر ضروري لحمايتهم من استخدامهم في أمور خطيرة تضر بهم وبالمجتمع.

الجانب النفسي

وعن الجانب النفسى تقول د. هبة عيسوي أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس إن الطفل يمر بمراحل نمو جسماني ونفسي واجتماعي ، ومراحل نمو الطفل  تستمر لحد بلوغ الثامنة عشر عندما نضع الطفل في مراحل عمرية غير مناسبة لعمره الحقيقي فنحن ننشئه نشأة غير سليمة ، في الوقت الذي يحتاج  فيه للحب والأمان فيتعرض جهازه العصبي لضغوط تنتج عن إحساسه بالالتزام في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون هو في عناية والتزام من الأهل .   
وأكدت أيضا أن حصول هذا الطفل على المال وشعوره أنه يمتلك مالا خاصا له من أخطر الأمور لانه غير مؤهل لاستخدام هذه الأموال بالطريقة الصحيحة فيتجه لتعاطي المخدرات وشرب السجائر مما يجعلنا جميعا أمام جريمة تربوية ونفسية في حق المجتمع.

 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة