كتب : خليل زيدان
عانت الفنانة هدى سلطان في بداية مشوارها الفني من تسلط أسرتها وعدم رغبتهم في أن تعمل هدى بالفن ، وكان التحدي الأكبر لها من شقيقها الفنان محمد فوزي ، الذي عاش أجواء الفن ورفض أن تعمل شقيقته بالفن .. في السطور التالية تحكي لنا هدى سلطان ماحدث في اللقاء الأول لها بأسطورة السينما فريد شوقي وكيف بدأ الحب بينهما في شهر رمضان.
كنت في صراع عنيف ، صراع منذ أن قررت الإشتغال بالفن ، واشتد عندما تزعمه شقيقي المطرب محمد فوزي ، فقد كان يحاب مع أسرتي هوايتي الفنية ، ويعتبر إشتغالي بالفن خروجاً على التقاليد ، ولكني قررت أن أعمل بالفن ولتفعل القوة ما تشاء ، ورآني أجد المنتجين فقرر احتكار جهودي لمدة ثلاث سنوات لحساب شركته ، وذهبت إلى الأستوديو الذي تملكه الشركة ، ودعاني المنت لزيارة البلاتوه وقدمني إلى أبطال الفيلم الذي يجري تصويره ، وكان من بينهم فريد شوقي .
كنا في شهر رمضان ، وكنت متعبة من الجوع وقال المنتج وهو يقدمني لفريد شوقي : الست هدى سلطان ، وجه جديد ، وانحنى فريد في رشاقة وقال وهو يبتسم : أهلاً وسهلاً ، تشرفنا يا فندم ، وجلست أتفرج على المشهد الذي يجري تصويره ، ولاحظت أن فريد شوقي كان يختلس النظر إليّ بين حين وآخر .. وانتهز فرصة إعداد الأضواء واقترب مني ليقول : تشربي حاجة ساقعة ؟ ، فقلت له : لا .. أنا صايمة .. وبدت عليه مظاهر الدهشة وهو يقول : صايمة ؟! .. وباصلي كمان .. غريبة ؟ .. فقال : أبداً .. أبداً .
وغادرت الأستوديو بعد ذلك وكان الشي الوحيد الذي تذكرته وكان يطوف بذهني دائماً عو نظرات فريد شوقي وابتساماته ، ووجدت نفسي أهتم بكل ما يقال عنه وبأحاديث زملائه عنه وبما تنشره الصحف وبأفلامه التي لم يفتني منها فيلم .. وأرادت الأقدار أنيكون فريد شوقي بطل أول فيلم ظهرت فيه ، وهو "حكم القوي" .. وكان عملنا في الفيلم فرصة ليعرف كل منا الآخر معرفة وثيقة .. أدرك فريد شوقي أنني أعاني آلاما نفسية أكتمها بين ضلوعي ، ووجدت منه عطفاً شديداً شجعني أن أصارحه بهذه الآلام .. شكوت له أسرتي التي تحارب هوايتي للفن ، وكان هو أيضاً يعاني آلاماً ، وصارحني بها ، والتقت عواطفنا وأحاسيسنا عند نقطة واحدة ، وحاول كل منا أن ينقذ الآخر مما يعانيه من آلام النفس والقلب ، فلما عرض عليّ الزواج كانت الإجابة أسرع من السؤال .. وتزوجنا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم .