كتبت : مروة لطفى

قديماً حلمت الدنماء بفارس يهزمها بقوته ليقنع عقلها وتسكنه قلبها وكأن أنثى ألف ليلة وليلة لا تنجذب إلا لمن يغلبها بعضلاته، فإلى أى مدى اختلف الأمر فى زمننا هذا؟

يقول د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسي: لاشك أن النظرة الذكورية التى تتحكم فى المجتمع الشرقى منذ عصر شهرزاد وحتى يومنا هذا جعلت المرأة تفضل الرجل الأقوى، فهى ترى نفسها الكائن الأضعف وإن أظهرت العكس ومن ثم تبحث عن الحماية حتى أن كثيرا من النساء يفضلن إنجاب الذكور رغم ما طرأ على المجتمع من تغيرات، وإذا كانت المرأة فى العصور الماضية فضلت الرجل القوى بعضلاته، فالأمر اختلف اليوم حيث تغيرت معايير القوة فأصبحت تبحث عن من يغلبها بثقافته ومنصبه وماله. ويضيف: لا شك أن نفسية المرأة تكون أفضل كثيراً حال ارتباطها بمن يتفوق عليها بأفكاره وثقافته فتشعر معه بالاحتواء والأمان، لذا دائما أحذر من الزيجات التى تكون المرأة فيها متفوقة على الرجل لما لمست من مشاكل زوجية ناجمة عن هذا الارتباط والذى يسفر أحيانا عن عنف تجاه المرأة لشعور زوجها بالنقص والدونية.

جدير بالذكر أنه يقتصر تواجد تفاوت القوة بين المرأة والرجل على المنطقة العربية فقط حيث تخلص الغرب من هذه النظرة البالية منذ زمن بعيد، وأرى أنه كلما ارتقينا بثقافاتنا تطورت رؤيتنا للطرف الآخر، وهى قضية تربوية تحتاج إلي الكثير من الدراسات الاجتماعية.