بقلم : سمر الدسوقى
علينا كنساء الاستمرار في دعم ومساندة هذا البلد وبقوة، وإكمال المسيرة من خلال وضع خطة اقتصادية محكمة للتعامل مع الأوضاع الراهنة بمنطق «اقتصاد الحرب
كنت قد شرفت بحضور مأدبة إفطار «المرأة المصرية» التى دعا إليها وشارك فى حضورها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة قرينته في إطار الاحتفال بعام المرأة المصرية 2017 بحضور نخبة من الوزراء وكبار المسئولين وأعضاء مجلس النواب والإعلاميين والشخصيات العامة وعدد من الرموز النسائية، وكعادته جاءت كلمة سيادة الرئيس خلال هذا اللقاء الأسرى المميز معبرة عن مدى ثقة القيادة السياسية فى دور المرأة المصرية فيما يتعلق بدعم ومساندة الوطن في المرحلة الراهنة والتي نواجه فيها جميعا العديد من التحديات الداخلية والخارجية التي تستهدف أمنه وسلامته، وهي ثقة أراها في موضعها بل وتكليف يستدعي من مقاتلات هذا الوطن «نسائه» الاستمرار في القيام بدورهن الذي اضطلعن به على مر التاريخ وتضاعف منذ اندلاع ثورتي يناير ويونيو وحتى المرحلة الراهنة، فالهم لديهن كان واحدا كان ببساطة الحفاظ على الأرض والوطن مهما تحملن من صعاب ومسئوليات.
أذكر في هذا الإطار العديد من العاملات البسيطات اللائي يعملن في مهن هامشية ممن كنت ألتقي بهن خلال المشاركة في عدد من الحملات الأهلية التي كانت تنظم لدعم ترشح سيادة الرئيس السيسي في الانتخابات الرئاسية آنذاك، وكيف كن يتركن أعمالهن دون الخوف من أية خصومات مادية قد تقتطع من رواتبهن الضئيلة التي لا تتعدى بضعة جنيهات لمجرد أن يقفن بجوار هذا الوطن ويعبرن به إلى بر الأمان، وهو نفس ما قامت به العديد من نساء مصر اللاتي تركن منازلهن إبان الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة مصطحبات صغارهن للمشاركة والتصويت بل وتعليمهن في نفس الوقت معنى كلمة الانتماء والولاء لهذا الوطن.
هناك أيضا عدد من النماذج النسائية المضيئة التي سيسجلها التاريخ بأحرف من نور كالحاجة زينب الملاح التي تبرعت بكل ما تملك «قرطها الذهبي» لصالح صندوق تحيا مصر أسوة بتبرع الرئيس بنصف راتبه وميراثه لصالح نفس الصندوق، والحاجة سميرة عبد الغفار التي أعلنت عن تبرعها بكل ما تملك من أموال لصالح نفس الصندوق وبمنزلها القائم على قيراط ونصف لبناء مدرسة وأرضها البالغة 45 قيراطا لبناء مستشفى، وغيرهن الكثيرات ممن كن وما زلن على وعي وإدراك كاملين بالتهديدات التي تمر بها البلاد، لذا لم يتخاذلن عن التضحية بالنفيس كي تظل راية مصر عالية خفاقة، والآن وفي ظل قرارات الإصلاح الاقتصادى الأخيرة ما علينا كنساء سوى الاستمرار في دعم ومساندة هذا البلد وبقوة، وإكمال المسيرة من خلال وضع خطة اقتصادية محكمة للتعامل مع الأوضاع الراهنة بمنطق «اقتصاد الحرب» والذي يعني الاستغناء عن كافة الكماليات وتخفيض النفقات ومقاطعة السلع التى ترتفع أسعارها دون مبرر واضح حتى وإن كانت أساسية، بل وحشد الطاقة للبناء والتنمية، وهو أمر لا يعد من وجهة نظري صعب التحقيق خاصة في ظل دعم العديد من الجهات الحكومية لنا من خلال افتتاح عدد من المنافذ والمعارض التي تقدم لنا ولأسرنا مختلف السلع الاستهلاكية بأسعار مخفضة، فقط ما علينا سوى اقتناص هذه الفرصة والاقتداء بما قامت به أمهاتنا خلال الفترات الزمنية النظيرة، بل والتي قد تكون شهدت ظروفا اقتصادية أكثر صعوبة كما هو الحال فى فترات الحروب حينما كن يضعن مصلحة الوطن في المرتبة الأولى فيرشدن فى كافة الأوجه ويوجهن أبناءهن نحو التوفير والادخار في نفس الوقت، حتى استطعن مواجهة العديد من الظروف الحياتية الصعبة، وهو أمر ليس بجديد علينا بل أرانا أكثر قدرة على تحقيقه كما نجحنا في هذا على مر التاريخ، فكما تعنى الدولة بدعمنا جميعا بل وتعزيز دور نساء مصر فى كافة المناحي وهو ما يؤكده إعلان عام 2017 عاما للمرأة فعلينا نحن أيضا أن نكون على قدر هذا التقدير والاحترام.. فكوني سندا لبلدك.