هزت انفجارات بلدة ماراوي الفلبينية، التي يحاصرها تنظيم "داعش"، صباح اليوم الاثنين، في الوقت الذي تحتفل فيه البلاد بعيد الاستقلال بعد نحو ثلاثة أسابيع من اجتياح مئات المتشددين البلدة الواقعة بجنوب الفلبين واستخدامهم المدنيين دروعا بشرية.
وارتفع علم الفلبين في ماراوي، بينما ردد عمال الإنقاذ والجنود ورجال الإطفاء النشيد الوطني للفلبين، واستمعوا لخطب، في الوقت الذي حلقت فيه ثلاث طائرات هجومية من طراز (أو في-10) في السماء وتناوبت إسقاط قنابل على مناطق ما زال المقاتلون يتحصنون فيها.
وقال مامينتال أديونج جونيور، نائب الحاكم الإقليمي، في مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال: “نقول لأشقائنا المسلمين هناك، نريد منكم إيقاف معركتكم التي لا معنى لها لأننا جميعا مسلمون”.
وكان متشددون حاصروا بلدة ماراوي التي تقطنها أغلبية مسلمة، في مايو الماضي، وقتلوا وخطفوا مسيحيين وحرقوا كاتدرائية، وفر أغلب سكان البلدة الواقعة على الطرف الجنوبي من جزيرة مينداناو والتي يقطنها نحو 200 ألف، إلا أنه ما زال هناك بين 500 وألف مدني محاصرون أو محتجزون رهائن.
وبلغ عدد قوات الأمن التي قتلت في المعركة من أجل استعادة ماراوي بحلول يوم السبت الماضي 58 قتيلا، وبلغ عدد القتلى من المدنيين 20، وفي المجمل سقط أكثر من مائة قتيل.
وأثار استيلاء مقاتلين متحالفين مع تنظيم "داعش" على ماراوي قلق دول جنوب شرق آسيا التي تخشى من اكتساب التنظيم المتشدد موطئ قدم في جزيرة مينداناو في الفلبين، بما يهدد أمن المنطقة بأسرها، فيما يواجه التنظيم انتكاسات في سوريا والعراق.
وقال الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، أمس الأحد، إنه "لم يتوقع أن تكون المعركة من أجل ماراوي شرسة إلى هذه الدرجة، مضيفا أنه تبين الآن أن أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش هو من أمر بهذه الأعمال الإرهابية هنا في الفلبين"، ولم يذكر دوتيرتي كيف علم أن البغدادي أعطى تعليماته بتنفيذ الهجوم في ماراوي.