من أكثر الأخطاء التربوية التى يقع فيها كثير من الآباء والأمهات هي مقارنة أطفالهم بغيرهم من الأطفال سواء كانت المقارنة داخل نطاق الأسرة بين الأخ وأخيه، أو خارجها بين الابن وغيره من الأقران كأبناء الأقارب أو الجيران أو زملاء الدراسة وهو ما يكون له أثار نفسية مدمرة على الطفل.

فى هذا السياق تقول الدكتورة سوسن فايد "أستاذ علم النفس الاجتماعي"، أن مقارنة الطفل بغيرة من أكثر الأخطاء المدمرة التي يرتكبها الآباء فى حق الأبناء نظراً لما يترتب عليها من أضرار نفسية جسيمة يمتد تأثيرها مع الطفل إلى مراحل سنية متقدمة، حيث تجعله يفقد ثقته بنفسه ويتولد لديه الشعور بالدونية وبأنه أقل من غيره حتى ولو كان يمتلك ملكات وقدرات أفضل منهم، وهو ما يقتل لديه الطموح حيث يكون أكثر قناعة بأنه لا يستطيع تحقيق أي إنجاز.

وأضافت :هذا بجانب ما يتولد بداخله من مشاعر سلبية تجاه من يتم مقارنته بهم مثل الغيرة والحسد والكراهية وهو ما قد يجعله أكثر عدوانيه، كما تكون سبباً فى إصابته ببعض الاضطرابات السلوكية كالسرقة والكذب والتمرد وغيرها من السلوكيات الانتقامية التى يحاول من خلالها تفريغ طاقات سلبية مكبوتة بداخله، مما يصيبه ببعض الأمراض العضوية مثل التأتأة والتبول اللاإرادي وغيرها من الأمراض التى تكون فى الغالب لأسباب نفسية وليست عضوية.

وأشارت "فايد"، إلى أن أغلب الآباء يعتمدون هذا الأسلوب من منطلق تشجيع الطفل وتحفيزه ليكون الأفضل، معتبراً أنه اعتقاد خاطئ لابد من الإقلاع عنه وعليهم أن يدركوا أن لكل طفل قدراته وسماته الخاصة التى يتميز بها عن غيره وعليهم أن يجتهدا فى تنمية الجوانب الإيجابية بداخله وتقويم الجوانب السلبية دون اللجوء إلى مثل هذا السلوك المدمر وهو المقارنة.