تباينت أعداد الإصابات بكورونا في مصر خلال الأيام الأخيرة صعودا وهبوطا فيما يخص الإصابات والوفيات، في ظل الموجة الرابعة التي تعيشها مصر منذ سبتمبر المقبل، والتي كان متوقعا أن تصل لذروتها خلال الوقت الحالي وفقا لتقدير مسئولين في وزارة الصحة.

فيما أكد أطباء أن مصر الآن تعيش ذروة الموجة الرابعة والتي لا يمكن الجزم بموعد انتهائها، موضحين أن هناك احتمالين لها إما أن تنكسر مع ديسمبر المقبل، وتبدأ موجة جديدة في مارس، أو أن يتبعها مباشرة الموجة الخامسة، وهو احتمال مرجح ويتوقف على الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتسريع وتيرة تلقيح المواطنين.

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، إن مصر لم تصل إلى الموجة الخامسة من جائحة كورونا، ولكنها لا زالت في نهاية الموجة الرابعة، معربا عن أمله في ألا تدخل مصر الموجة الخامسة، مشددا على أن عدد وفيات كورونا لم يتزايد في مصر، لكن الوفيات تراكمية لحالات من شهر أغسطس الماضي.

احتمالان للموجة الخامسة

قال الدكتور فايد عطية، الباحث في علم الفيروسات الطبية، إن مصر تشهد حاليا تصاعدا في الموجة الرابعة من كورونا سواءا في الإصابات أو الوفيات، وحتى الآن لم نصل لذروة الموجة الرابعة في مصر ولا في العالم، وسنصل إليها عند تسجيل أعلى معدل إصابات ووفيات ثم يبدأ المنحنى في التراجع مرة أخرى.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذا يعني أن هذا العدد كان ذروة الموجة وهو أمر ينطبق على مصر والعالم أجمع، مضيفا أن ارتفاع أعداد الوفيات في مصر يرجع إلى انخفاض نسبة التلقيح، فنسبة عدد الحاصلين على اللقاح في مصر حتى الآن لم تصل إلى 20% من الشعب المصري، وهذا يتطلب تسريع وتيرة التلقيح.

وشدد على أن غير المطعمين عندما يصابوا بكورونا وخاصة إذا كانوا من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن تزداد بينهم نسبة الوفيات، مضيفا أن هناك احتمالين في الفترة المقبلة بشأن أعداد الإصابات بكورونا، الأولى أن تظل الزيادة مستمرة خلال الشهر المقبل حتى منتصف ديسمبر سواء في الإصابات أو الوفيات ثم تتناقص تلك الموجة وترتفع الأعداد مرة أخرى في مارس المقبل.

وأشار عطية إلى أن الاحتمال الثاني هو أن تظل الزيادة مستمرة ومع منتصف ديسمبر تبدأ موجة أخرى، كأن تلتحم الموجتين الرابعة والخامسة، وهو احتمال وارد بنسبة كبيرة، مشيرا إلى أن هذا يعتمد على وعي المواطنين والاحتياطات وزيادة معدلات التلقيح والإجراءات المتخذة لتقليل الإصابة وهي كلها عوامل تشكل فارقا كبيرا في مواجهة هذه الموجة.

 

ذروة الموجة الرابعة

وفي المقابل، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الأوبئة، إن مصر تعيش في الوقت الحالي ذروة إصابات كورونا في موجتها الرابعة، ونترقب متوسط أعداد الإصابات خلال الأسبوع الجاري، لتحديد موعد انكسار تلك الذروة، مضيفا أن ذروة الموجة الرابعة كانت متوقعة بداية من نوفمبر الجاري وموعد انكسارها المتوقع هو نهاية نوفمبر.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أنه من المتوقع أن تنخفض أعداد الإصابات والوفيات بكورونا في ديسمبر المقبل، لكن قد تعاود الارتفاع في نهاية ديسمبر سواء لأعداد الوفيات أو الإصابات، مضيفا أن الموجة الوبائية لكورونا في المعتاد تبدأ بارتفاع أعداد الإصابات وتظل تلك الأعداد في زيادة حتى تصل لأعلى نقطة لها ثم تعاود الانكسار بما يعني انكسار حدة الموجة.

وأشار إلى أنه التوسع في تلقيح المواطنين باللقاح المضاد لفيروس كورونا مهم جدا، لأن هذا اللقاح ساعد في تقليل أعداد الوفيات، مضيفا أنه انخفاض عدد الوفيات يأتي نظرًا لزيادة نسبة التطعيمات التي تخطت حاليا حاجز الـ30 مليون جرعة لقاح للمواطنين.